فکر و تنمیة

كيف نتخطى مخاوف المقابلة؟

بعد سنوات دراسة وتعب وجهد او بعد سنوات تدريب يقضيها الانسان مطوراً لذاته كي يواجه متطلبات الحياة بوظيفة يمنّي نفسه في الحصول عبرها على لقمة عيش تسد رمقه الجائع، يواجه الانسان في حياته عقبة المقابلة الخاصة بالعمل سيما المقابلة الاولى، فمهما بلغ احدنا من الثقة بحاله، وبما يمتلك من ادوات تسهم في نجاحه في العمل، إلا ان هاجس الخوف يصاحبه وفي كل مرة يجري فيها مقابلة عمل لكن بتفاوت حسب نوع العمل واهمية وحسب حاجته الانسان للعمل واستعداده له.

📌 الخوف من المقابلة يجعل الفرد يحضّر لها جيداً ويُراجع ما تعلمه او ما عرفه خلال اكتساب المهارات النظرية والتطبيقية

ويعرف الخوف من المقابلة على انه: “حالة نفسية انفعالية قد تمر بها، وتصاحبه ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في المقابلة أو سوء الأداء فيها”، وهذا ما يحدث لأكثر من 70% من الناس حين يقدمون على قابلة عمل.

  • مثال واقعي:

لي زميل عمل وهو ماجستير في اللغة الانكليزية ويعمل مدرساً لها منذ اكثر من 10 سنوات يقول لي ما معناه: “انني في كل مرة يُعرض عليَّ عمل  آخر يخص تخصصي ويطلب مني مقابلة اعد العدة وكأنني سأواجه شخصية كبيرة كرئيس الجمهورية مثلاً، يحيطني الخوف والترقب والحذر من كل جانب رغم انني امتلك ما يؤهلني لتخطي هذه المقابلة، ونيل استحسان المقابلين وتوجيه انظارهم حولي لكن القلق له راي آخر وهو ما يفسد عليَّ الكثير، ويضيع العديد من الفرص للأسف.

هذا في الجانب السلبي من الخوف من مقابلة العمل، لكن لابد من الاشارة الى ان الخوف من المقابلة يجعل الفرد يحضّر لها جيداً ويُراجع ما تعلمه او ما عرفه خلال اكتساب المهارات النظرية والتطبيقية، فيتمسك بكل فرصة تأتيه وكأنه الفرصة العظيمة التي ستنجيه من الغرق شريطة ان لا يحدث مبالغة فيفقد الانسان تركيزه وتضيع بوصلته ويضيع كل جهده سدى.

  • لماذا نخشى المقابلة؟

ما يجعل الانسان يرهق نفسه قبل المقابلة واثناءها هو الصورة الذهنية التي يمتلكها الفرد للمقابلة التي سمع بها او خاضها مسبقاً، ففي كل مرة يفشل الانسان في الحصول على وظيفة يكون لديه حاجز نفسي يدفعه الى رفض الذهاب الى مقابلات لاحقة، و انه يفرط في الإعداد لها بالشكل الذي يقلل من ادائه فيه وفي كلتا الحالتين سيفشل او انه لا يقدم مستوى جيد في المقابلة على اقل تقدير.

📌 تجنب التركيز على الجانب المادي في المقابلة وركز على وسائل انجاح العمل والقيام بالمهام على افضل حالة

وغياب ثقة الانسان بنفسه وقلقه كما خوفه من فرضه عدم قدرته على اجتياز لمقابلات العمل وشعوره بكون من امامه افضل منه هو ما يؤدي الى يفشل الانسان في اقناع من يقابله لأنه سيكون مرتبك ومتخبط وهو ما يجعل الشخص المقابل غير مقتنع به، وبالتالي ابعاده لأنه بالتأكيد يبحث عن الأفضل الذي سيكون واجهة للعمل الذي سيناط به والشركة التي يوظف فيها، سيما مع وجود اكثر من بديل سيؤدون المهام بصورة افضل وبطريقة اكثر جودة وعناية.

  • كيف نتفادى قلق المقابلة؟

عدة امور إن احسنا القيام بها سنتمكن من ان نقوم بمقابلة عمل ناجحة خالية من الخجل والارتباك وبالتالي  البقاء في حالة من الهدوء والاسترخاء وهذه الامور هي:

  1. ضرورة ارتداء ملابس لائقة  تنسجم مع توجه الشركة او المؤسسة التي تقابلك لان الملابس اللائقة تعطي لصاحبها ثقة بنفسه وتعطي المقابل صورة طيبة عنك.
  2.    لابد من التركيز على الدخول والتكلم بهدوء ورزانة والابتعاد عن الكلام السريع غير المركز.
  3.     الاجابة عن الاسئلة الموجهة بتأني وروية حتى وان تم استفزازك كما يحدث في الكثير من المقابلات.
  4.     ضرورة ان تعي عزيزي المتقدم الى المقابلة، ان المقابلة ليست فقط لتقييمك ولكنها فرصة لك لمعرفة مدى اهتمامك بهذه الشركة او المؤسسة التي من الممكن انك ستعمل فيها.
  5. لا تعلق آمال كبيرة على هذه الوظيفة وادخل الى المقابلة على اعتبار ان هذه فرصة من عشرات الفرص وليست هذه آخر الفرص ولا نهايتها مما يعطيك استقرار نفسي وارتياح يجعلك تتكلم بثقة.
  6.     كن واقعياً واطرح افكار قابلة للتنفيذ على الارض وليست مثالية الغرض منها نيل الاعجاب لكون اغلب المقابلين يبدون الافكار المثالية التي لا تطبق، وبذا يمكن ان تدخل دائرة اهتمام المؤسسة التي تود العمل بها.
  7.     تجنب التركيز على الجانب المادي في المقابلة وركز على وسائل انجاح العمل والقيام بالمهام على افضل حالة، وبذا يمكن ان تتخطى عقبة المقابلة وتكون في المكان الذي ترى نفسك فيه.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا