کل المجتمع

عمليات التجميل ام التشويه؟

الجمال في الطبيعة؛ في السهول، الغابات، الصحاري، السماء، الشمس، المطر، والقمر في كل مكان، فالجمال فطري وهو صفة تلحظ في الاشياء، وتبعث في النفس سرورًا ورضى، فالجميل هو الحَسن اللطيف الوسيم ويُفسر بالإحسان والمعروف .معجم المعاني”.

ومن هذا نفهم إن الجمال فطري وهو  يصاحب المظهر، ويصاحب الروح وفي كلاهما يجب رعاية الجمال والاعتناء به، كترتيب حديقة قص الفروع الزائدة في الشجيرات اضافة للزهور ربما لمسات بسيطة تؤدي لزيادة الجمال، وتأسر الناظر، وهذا ينطبق على الإنسان الاعتناء بالروح من جانب وبالمظهر من جانب آخر.

كل انسان جميل وهذه نسبة الجمال تكتمل بجمال الروح والأفكار والثقة بالنفس، ان لا يكون الانسان مهمل في شكله فيؤدي الى تغيرات سلبية كالشعر والأظافر.

📌 من يقوم باجراء عمليات التجميل يصبح  نسخة من ملايين وملايين البشر، ففكرة التجميل تغير شكله وظهوره بنوع آخر يشبه تقليد شخص لشخصية إنسان آخر

الاعتناء بالجمال الروحي يتطلب مطالعة الكتب وبتغيذتها بأفكار إيجابية، وهذا يتطلب أيضا الاعتناء بالنظافة، وإلا مهما تغير الشكل لن يجعل من الشخص مثالي، طالما هو غير متقبل لنفسه وشكله، فيبقى الشعور بالنقص وعدم التقبل قلبا وقالبا، فالتجميل ليس حلا لأزمات مهما تغير الشكل تبقى الأزمات في النفس وتنعكس للخارج لتظهر للناظر.

  • المشاكل والمساوئ الناتجة عن اجراء عمليات التجميل:

1-  من يقوم باجراء عمليات التجميل يصبح  نسخة من ملايين وملايين البشر، ففكرة التجميل تغير شكله وظهوره بنوع آخر يشبه تقليد شخص لشخصية إنسان آخر فيبدو بهيئة ليست هيئته ويفقد هويته.

2-  ان التجميل لم يكن حقا تجميل، فإن الوجوه تتغير كما لاحظنا في أرض الواقع الى امر غير منشود؛ سيء المظهر، ومشوه، وتخريب، كلوحة ممزقة يضيع جمالها، أو لوحة قام بتعديلها شخص غير رسام كأن يكون ميكانيكي، أو مدرس، أو مترجم، أو شاعر، لكنه لا يعرف عن الرسم شيئا، وهذا تشويه للجمال الحقيقي فهل أصبح الانسان غير حقيقي وغير صادق مع نفسه فقط ليجاري الموضة والتيار سواء اجرى العمليات التجملية ،او رآها وصفق لها مع ما يدور حوله من فوضى.فبهذا اصبح التجميل أزمة حقيقة يواجهها المجتمع والعالم.

3- أن يلجأ الإنسان او مجرد التفكير بإجراء التجميل؛ يعني ان الانسان غير متقبل شكله ونفسه وهو بهذا عاجز عن أي شيء، وبذلك يفقد الوعي والادراك، ولا يثق بنفسه متقطعه لديه كل خطوط الجاذبية الأرضية.

والجمال الذي اصله العقل والتفكير والقلب، ويبنى على اُسس سليمة للشخصية هو الجمال الذي يظهر ويطغى، وهذا ما نلاحظه في الواقع، فمثلا نحكم على شخص بأن شكله ليس جميلا أو لا يبهرنا ولكن حين نتعامل معه، نجد أن ملامح شخصيته تجذبنا أكثر ونجده جميلاً جداً ونرتاح له لأن المظهر لا يُغني عن الجمال الشخصي.

 بينما لا نجد الجمال المظهري يغني عن الآخر، مقارنةً مع شخص نراه جميلاً يبهرنا ونحاول التقرب له، لكنه كالافعى ناعمةَ الملمس، وتلسع بالسم حين التقرب منها، فنكتشف ان الشخص بشخصية وروح مشوهة، بالتالي يتشوه المظهر ونحن لا نتقبله لان ما يجذب الانسان بقوة هو ملامح الشخصية والروح والجمال الشخصي؛ كالتقدير والصدق والرد على الافعال المؤذية، وطريقة التعامل مع الآخر في شتى الأشكال كأن يكن طفلا، أو شابا، أو مسنا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، غني أو فقير وهكذا وهذا هو الباقي والمستمر أما المظهر فهو زائل لأن التغيرات الجسدية واردة وايضا ليس التغير الفطري فقط الذي خلق عليه الانسان، بل ايضا ممكن حصول حوادث تؤدي الى تشوهات شكلية، ومن الجدير بالذكر إنه لا بأس باجراء التجميل حين التعرض لحوادث الحرق وغيره مما يسبب تغيرات خلقية.

ومن القصص العجيبة في هذا الجانب، أن رجلا صينيا، تقدم بدعوى طلاق وتعويض ضد زوجته بحجة أنها خدعته بجمالها غير الحقيقي وإنجابها أطفالا قبيحي المنظر على حد قوله.

📌الجمال الذي اصله العقل والتفكير والقلب، ويبنى على اُسس سليمة للشخصية هو الجمال الذي يظهر ويطغى

الطريف في الأمر حسب موقع “لارج فاميلي لايف” أن الرجل فاز بالدعوى وحصل على الطلاق إضافة إلى 120 ألف دولار كتعويض.

بعد أن اتهم زوجته بالغش حيث كانت الطفلة لا تشبهه بأي شكل،  فتعرض لصدمة عنيفة عقب اعترافها بأنها أجرت عدة جراحات تجميلية قبل أن تصل إلى الصورة التي هي عليها الآن، منفقةً في سبيل ذلك ما يقارب 100 ألف دولار على الجراحات التجميلية لتعديل مظهرها.

وهذا  خداع وكذب، وايضا تعرض الكثير للاذى الشخص نفسه الذي اجرى التجميل والزوج والاطفال، ففي هذه النقطة نجد ان التجميل تسبب في تشوه الشخصية والروح.

4- نجد إن كل الناس متشابهين فالصور التي نتطلع عليها يوميا من خلال شاشة التلفاز او وسائل التواصل ماهي إلا نسخة مكررة ولانكاد نعرف او نميز شخص عن غيره وهذا شائع لدى النساء بكثرة مما يسبب تشوه بصري وخداع

لماذا لا تتساءل المرأة: لماذا أريد أن أصبح مثل الشخصية المشهورة؟

و لماذا لا يقرر المرء أن يصبح نفسه وينبذ الصور المكررة؟ وهذا ما مثلته رسالة الفنان أياد راضي حين اصبحت العديد من النساء نسخة من صورة لوجهه الاعلاني مما تسبب في انفصاله عن زوجته لان الامر تسبب في مشاكل لاحقة.

عن المؤلف

رغد حميد

اترك تعليقا