مناسبات

بين الفاهم والواهم نستقبل شهر رمضان

أسعد الله أيامكم وتقبل الله  طاعاتكم في هذه بحبوحة المقال بودنا جميعاً نتساءل بأعلى قدر أصواتنا

هل شهر رمضان شهر الأكل والشرب؟

 هل ستغلق الاسواق ابوابها في شهر رمضان؟

 هل ستحدث أزمة اقتصادية في شهر الرحمة؟

 هل فعلاً الشهر الفضيل شهر الكرنفال الخاص بتنوع الاكلات واشهى الاطباق؟ ام كرنفال للعرض المسرحي؟ أومهرجان المتابعات الجماعية لكل ما هب ودب على قنوات التلفاز و التواصل الاجتماعي العبثي الخالي من الاهداف، إلا كسبهم حفنة الاموال بأي طريقة كانت.

هل تعلمون ان بعض العوائل من قبل قدوم الشهر بأسبوعين أقل أو أكثر منشغلون يحضرون قائمة  طويلة للمشتريات وإعداد انواع الافطار لكل يوم رمضاني؟ بل يبدأون بالتنافس بتحسين نوع الاطباق وتجهيز اغلب أنواع العصائر وغيرها!

 وكم تحدث خصومات داخل العائلة بشأن  اختيار أنواع الاكلات، وبهذا هم يسيرون بالاتجاه المغاير لأهداف الشهر الفضيل الامر المؤسف حيث يتسابق البعض في التسوق والشراء، ويطبخون كميات كبيرة من الأكل وتمتلئ الموائد بأنواع متعددة من الأطعمة، الأمر الذي يجعلك تحس وكأنه مهرجان أو مسابقة في الطعام وليس شهر عبادة والتقرب من المولى ـ عز وجل ـ، وفي النهاية  وللأسف الشديد يكون مصير الكثير من الطعام الذي لم تمسه الأيادي الرمي في سلة النفايات.

من الواضح أن المبالغة في الشراء تتسبب في مضاعفة ميزانية الأسرة، وهذا ما يكبد رب الاسرة الثقل المادي والعناء مما يكدر صفوة عيشه، فالميزانية المضاعفة للعوائل في شهر رمضان دليل على ابتعادها عن الهدف الرمضاني.

⚡ من الواضح أن المبالغة في الشراء تتسبب في مضاعفة ميزانية الأسرة، وهذا ما يكبد رب الاسرة الثقل المادي والعناء مما يكدر صفوة عيشه، فالميزانية المضاعفة للعوائل في شهر رمضان دليل على ابتعادها عن الهدف الرمضاني

هذا ما يسميه علماء النفس (هوس الشراء)، والذي يكون بأننا في الأسبوع الأول من شهر رمضان خاصة الخضروات والفواكه واللحوم والدواجن، فيقوم الكثيرون بشراء كميات كبيرة تفوق الحاجة ويصعب تخزينها، أسلوب  التسوق  هذا يعتبر خاطئا ويتسبب في تلف بعض السلع قبل استهلاكها، للأسف هوس الشراء في الشهر الكريم مشكلة تتكرر كل عام.

وأحيانا المشكلة في هوس الشراء قُبيل شهر رمضان لا تقتصر على تبذير المال والأكل، انما ضياع الوقت الرمضاني الذي لا يُقدر فتمر على بعضهم فرصة التقرب الى الله وسرعة قبول التوبة فأبواب الرحمة مفتوحة والملائكة مكبلة الايدي، وبعضهم مكبل بأكياس البضائع والتجوال أو مكبلين بالشد لبرامج تلفزيونة  تافهة ومسلسلات طويلة تستهدف تحطيم الوقت وتحطيم المبادئ والاخلاق والعادات  العبادية القُرآنية الرمضانية الحقة.

إذاً الوهم كل الوهم؛ اللهو  بكثرة التحضيرات والمبالغة بالتسوق والهجوم الغريب على الاسواق والمراكز التجارية والذي من شأنه يجعل بعض التجار يستغلون هذه الاوقات لرفع الاسعار فيضُاق بذلك على العوائل المتعففة.

والوهم كل الوهم تقييد النفس والفكر بمتابعة المسلسلات والبرامج اللارمضانية في الليالي الرمضانية العظيمة فيخسر الواهمين أيما خسارة بإهدار وقت شهر الله الفضيل.

أليس من المنطق علينا جميعاً وعلى الأسر أن يكون حجم المصروف اليومي في رمضان أقل بكثير من الأشهر الأخرى لأننا سنحذف وجبات النهار، فخلال الأشهر الباقية يكون حجم الإنفاق على الأكل والشرب أكثر، لأن عدد الوجبات فيه يكون أكبر منها في رمضان، بالإضافة أن نزعة الاستهلاك والشراء والاسواق تكتظ، الأجدر بنزعة التقنين وزرع صفة القناعة والاهتمام بتنظيف الجسد روحياً وماديا ونريحه من كثرة الطعام والاهتمام بالحياة.

📌 كيف نهيئ انفسنا لاستقبال الضيف العزيز؟

أما الذين يتنافسون بسباق الخير وصولاً لرضا الرب العظيم هم الفاهمون الواعون لأهمية الدقائق والثواني لهذا الشهر الفضيل  اللهم أشملنا معهم، فكم حثّ النبي، صلى الله عليه وآله، الناس على التهيؤ لاستقبال شهر رمضان المبارك في خطب عديدة، فقد خَطَبَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وآله‏ الناسَ آخِرَ يَومٍ مِن شَعبانَ.

 فقال: “أيُّها الناسُ، قد أظَلَّكُم شَهرٌ عَظيمٌ، شَهرٌ مُبارَكٌ، شَهرٌ فيهِ ليلةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِن العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ… هُو شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النار.

📌 فمن أهم الخطوات المهمة للتهيؤ الروحي والاستعداد لاستقبال شهر رمضان:

  • إصلاح النوايا والتوبة النصوح من كل الذنوب والمعاصي.
  • ليُقبل الإنسان على شهر الله ـ تعالى ـ وهو مخلص النية، وصافي القلب، فقد روي عن الإمام الرضا، عليه السلام، قوله: “وتبْ إلى الله مِن ذنوبِكَ ليقبل شَهر رَمَضان إليكَ وأنتَ مخلص لله عزَّ وجلَّ”.
  • احترام الشهر الفضيل وتقديسه.

كان عند الإمام الباقر، عليه السلام، ثمانية رجالٍ، فذكرنا رمضان، فقال : “لا تقولوا هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان، فإنّ رمضان اسمٌ من أسماء الله عزّ وجلّ، لا يجيء ولا يذهب، وإنما يجيء ويذهب الزائل ولكن قولوا: شهر رمضان، فالشهر المضاف إلى الاسم، والاسم اسم الله، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، جعله الله تعالى مثلاً وعيداً .

وعن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: “لا تقولوا رمضان ولا جاء رمضان قولوا: شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان”،  فلابد من تهيئة الجو المغاير في داخل الاسرة وتطبيع اطفالنا على قداسة الشهر واحترامه فهم غرسنا وأمانة في اعناقنا.

  • إصلاح ذات بيننا ونشر التسامح

قال الإمام الرضا، عليه السلام: في أول ليلة من شهر رمضان يُغل المَرَدة من الشياطين، ويغفر في كل ليلة سبعين ألفاً، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عز وجل: أنظِروا هؤلاء حتى يصطلحوا”.  من أهم اهداف الشهر الفضيل نشر راية التسامح والعفو بيننا مجسدين بذلك الصفاء الروحي والتصالح مع ذواتنا.

  • كثرة الدعاء وصقله بآداب الدعاء والاخلاص فهو شهر لا ترد فيه الدعوات:

عن علي عليه السلام،  قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: أربعة لا ترد لهم دعوة ويفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش، دعاء الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر.

⚡ أليس من المنطق علينا جميعاً وعلى الأسر أن يكون حجم المصروف اليومي في رمضان أقل بكثير من الأشهر الأخرى لأننا سنحذف وجبات النهار؟

نعم انه شهر الدعاء لا نقتصر بحوائج دنيانا المتهالكة فحسب، انما لنيل رضا وحب الله فهو الناصر والمنجى يوم لا ينفع مال ولابنون.

  • شهر القران الكريم:

لقد أكتسب شهر رمضان  قداسته وحرمته وفضله، من فضل القرآن وعظمته وسموّ مقامه، يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”.

ربيع القران ينادينا جميعا للقراءة والتدبر والحضور بمجالس القران وزيادة الوعي بالاهتمام بدستور الله في ارضه هو التنافس الحقيقي فليتنافس المتنافسون جعلنا الله جميعا من حملة القرآن العظيم فيه نجاتنا في الدنيا والاخرة.

عن المؤلف

كوثر عمران

اترك تعليقا