أسوة حسنة

وأشرقت الارض بنور الحسين عليه السلام

السماء تزف البشرى لأهل الارض بولادة سيداً للأحرار

 لمّت الملائكة اشراقة الخبر السؤدد، وحملته على اجنحتها فرفّرت بياضاً ناصِعاً وهّاجاً تزف البشرى لأهل الارض برزقهم مولودا طاهرا مطهرا حملته الاصلاب الشامخة ولم تنجسه الجاهلية بفكرها ووثنيتها و من ابويين يُجسدان معنى الطهارة والنجابة  من امٍ اصلها جنان الله وأبٍ تربى بأحضان حبيب الله، فلله  دره من مولود.

 لقد أشرقت الدنيا بمولانا الحسين، وسعدت به الإنسانية في جميع أجيالها، واعتز به المسلمون، وعمدوا إلى إحياء هذه الذكرى، افتخارا بها في كل عام، فتقيم وزارة الأوقاف في مصر احتفالا رسميا داخل المسجد الحسيني اعتزازا بهذه الذكرى العظيمة كما تقام في أكثر مناطق العالم الإسلامي.

🔶 كيف استقبل الرسول الكريم ريحانته الثانية مولانا الحسين؟

ثمت سنن كثيرة وردت في سياق السيرة  النبوية الشريفة  تغافل عنها المجتمع الاسلامي فوجب الاطلاع على كيفية استقبال النبي لمولده وقرة عينه ابن بنته الحسين عليه السلام، فقد وردت الكثير  من المراسيم لاستقبال  المواليد الجدد لنقفوا هذا  الاثر الطاهر، فعندما وضعت مولاتنا فاطمة سلام الله عليها، وليدها المبجل عظيم الشأن والمنزلة ، وتردد في آفاق يثرب صدى النبأ المُفرح فتوجهت النسوة من أمهات المؤمنين وسائر السيدات من نساء المسلمين إلى دار سيدة النساء، ليهنؤوها بمولودها الجديد.

🔶 سنة النبي في استقبال المولود

وأجرى النبي صلى الله عليه وآله، بنفسه أكثر المراسيم الشرعية لوليده المبارك، فقام صلى الله عليه وآله، بما يلي
أولاً: الأذان والإقامة
واحتضن النبي وليده العظيم فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى. وجاء في الخبر:”أن ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم”.
إن أول صوت اخترق سمع الحسين هو صوت جده الرسول صلى الله عليه وآله، الذي هو أول من أناب إلى الله، ودعا إليه، وأنشد ذلك الصوت:”الله أكبر لا إله إلا الله…”.فالتكبير والاقامة من اول الاصوات التي لابد ان يسمعها  أي  مولود ليمتزج مع اولى انفاسه فيؤثر على فطرته التي جُبل عليها.

⭐ ثمت سنن كثيرة وردت في سياق السيرة  النبوية الشريفة  تغافل عنها المجتمع الاسلامي فوجب الاطلاع على كيفية استقبال النبي لمولده وقرة عينه ابن بنته الحسين عليه السلام


ثانيا: التسمية
وسماه النبي صلى الله عليه وآله حسينا كما سمى أخاه حسنا، ويقول المؤرخون لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين الاسمين حتى تسمي أبناءهما بهما، وإنما سماها النبي، صلى الله عليه وآله بهما بوحي من السماء.
وقد صار هذا الاسم الشريف علما لتلك الذات العظيمة التي فجرت الوعي والإيمان في الأرض، واستوعب ذكرها جميع لغات العالم، وهام الناس بحبها حتى صارت عندهم شعارا مقدسا لجميع المثل العليا، وشعارا لكل تضحية تقوم على الحق والعدل.
ثالثا: العقيقة
وبعدما انطوت سبعة أيام من ولادة السبط أمر النبي صلى الله عليه وآله، أن يُعقّ عنه بكبش، ويوزع لحمه على الفقراء كما أمر أن تعطى القابلة فخذاً منها، وكان ذلك من جملة ما شرعه الإسلام في ميادين البر والإحسان إلى الفقراء.
رابعا: حلق رأسه
وأمر النبي صلى الله عليه وآله، أن يُحلق رأس وليده، ويتصدق بزنته فضة على الفقراء، فكان وزنه -كما في الحديث- درهما ونصف، وطلى رأسه بالخلوق – طيب مركب من الزعفران وغيره- ونهى عما كان يفعله أهل الجاهلية من إطلاء رأس الوليد بالدم.
خامسا: الختان
وأوعز النبي صلى الله عليه وآله، إلى أهل بيته بإجراء الختان على وليده في اليوم السابع من ولادته، وقد حث النبي صلى الله عليه وآله، على ختان الطفل في هذا الوقت المبكر لأنه أطيب له وأطهر.

🔶 تعويذ النبي صلى الله عليه وآله للحسنين عليهما السلام

وبلغ من رعاية النبي صلى الله عليه وآله لسبطيه، وحرصه على وقايتهما من كل سوء وشر أنه كان كثيرا ما كان يعوذهما كان النبي صلى الله عليه وآله، يعوذ الحسن والحسين قائلا:”أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”. ويقول: “هكذا كان إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق”.

🔶 الرسول الاكرم يحتضن الحسين ويبرز مكانته العظيمة منه

 يقول النبي الأكرم: “حسين مني و أنا من حسين”. يقول العلماء ـ و هم يفسّرون كلمة الرسول صلّى الله عليه و آله، هذا الحديث المشهور أو المتواتر  يقولون: إنّ الكلمة تعني أنّ الحسين عليه السلام، شريك جدّه في الدعوة. أنّ الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام أجمعين ـ كذلك ـ شركاء لجدّهم الرسول صلّى الله عليه و آله في الدعوة، فهو المؤسّس لها، والقيّم الأكبر عليها، وهم ـ من بعده ـ الأمناء القوّامون على حفظها.

⭐ يقول النبي الأكرم: “حسين مني و أنا من حسين”. يقول العلماء ـ و هم يفسّرون كلمة الرسول صلّى الله عليه و آله، هذا الحديث المشهور أو المتواتر  يقولون: إنّ الكلمة تعني أنّ الحسين عليه السلام، شريك جدّه في الدعوة


وتولّى النبي صلى الله عليه وآله، بنفسه رعاية الحسين، واهتم به اهتماما بالغا فمزج روحه بروحه، ومزج عواطفه بعواطفه.
فغرس النبي في مولوده كل العلوم والقيم السماوية لمستوىً يصل فيه الى هدف الاندماج الروحي والعقلي والعلمي ليكون كنفس النبي، صلوات الله عليه وعلى اله الكرام، وصورة مطابقة له لتكن كل تحركاته والاهداف التي سيرفع لها البيارق  تُمثل النبي وأهدافه وكل ما يريد.

لنصل بالنتيجة ان محبي الحسين والملتزمين أثره الطيب سينالون تلقائياً رضا سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله، اللهم اشملنا مع الحسين في سفينة نجاته ، ويَسر لنا اقتفاء اثر مولانا الحسين ونصرته على كل من ظلم حقه، فنكون قلباً وقالباً عند ما نقول معكم معكم لا مع عدوكم سيدي ياحسين.

عن المؤلف

كوثر عمران

اترك تعليقا