بأقلامکم

من نصادق؟

يقول الله ـ تعالى ـ: {وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ ععَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا}.

الشجرة التي تثمر الثمر الصالحة هي بالاساس كانت بذورها صالحة، اما التي تثمر الثمر الفاسد فهي بالتأكيد لم تكون بذورها صالحة، وهذا الحال تماما ينطبق على مفهوم الصداقة والاصدقاء.

فأولى خطوات تحديد المصير بين ان تكون انسانا عظيما صالحا، وبين ان تكون انسانا عبثيا فاشلا في الحياة هو مدى استيعابك لمفهوم الصداقة والاصدقاء .

بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ بصريح العبارة والاية المباركة تؤكد لنا في ايّة خانة يجب ان نضع انفسنا ومع من نكون؛ هل مع الذين يريدون رضا الله ويعملون طوال نهارهم في سبيل الله وفي سبيل بناء شخصياتهم الايمانية؟ وهذا طبعا لا يكون إلا اذا اخترنا الصديق المؤمن، فللصديق تأثير كبير في تحديد المصير واختيار الطريق الاسلم.

“قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “لَا تَصْحَبِ‏ الشَّرِيرَ فَإِنَّ طَبْعَكَ يَسْرِقُ مِنْ طَبْعِهِ شرا وَ أَنْتَ لَا تَعلم” ، وقال عليه السلام: “صُحْبَةُ الْأَشْرَارِ تَكْسِبُ الشَّرَّ كَالرِّيحِ إِذَا مَرَّتْ بِالنَّتْنِ حَمَلَتْ نَتْناً”.  انظروا احبتي الى مولانا امير المؤمنين علي سيد المربين« عليه السلام،  يبين لنا التأثير الكبير للصديق الذي لا يلتزم بالحدود واللاأبالي كيف اننا نتأثر به من حيث لا نعلم وكيف ان اطباعنا تسرق من طبعه ونحن لا نعلم، فصحبة الشرير تكاد تكون اشبه بريح مرت بنتن فحملت معها ذلك النتن الذي لا يطاق.

اذن؛  فتحديد المصير إما ان نكون من اهل الجنة، ام من اهل النار ـ لا سمح الله ـ جزء كبير من ذلك يحدده مدى اختيارنا للصديق ووفق اي معيارية يجب ان يكون ذلك .

فلنسأل انفسنا بعض الاسئلة

من أصادق؟

ومن لا اصادق؟

هل يؤثر الصديق السيء في شخصيتي؟

واذا كان له اثر، فهل ذلك يؤثر على مصيري في الدنيا والاخرة؟

ماهي معايير الصداقة ووفق ماذا اختار الصديق؟

هل المعيارية المادة ام المنصب ام الغنى والفقر ام القرابة من حيث النسب او المكان الملبس او ما يمتاز به من ميزات مادية بحتة وغيرها؟

انقل لكم قصة سمعتها من صديق نقلها لي :

ذات يوم في فترة التسعينيات كان لصديقي صديق تاجر ولديه ولد وكان يغدق عليه بالمال، واي شيء يريد ويطلب يعطيه والده وبدون اية متابعة؛ وسؤاله اين يذهب؟ مع من يمشي؟

 فوالده لم يبالِ مع من يشمي بحيث ذات يوم، ارتكب الابن والفتى المدلل فاحشة سودت وجه الوالد التاجر، بحيث قامت قيامته ذلك التاجر

ماذا فعل التاجر حينها؟

قام التاجر بجمع الاصدقاء ومن ضمنهم صديقي فقال: من يصلح لي اخلاق ابني؟ وماذا يريد من اموال اعطيه ؟

طبعا كان التاجر يعتقد ان الاخلاق تشترى بالاموال، ولم يعلم ان علاج ذلك كان بسيطا جدا وهو ان يضع ابنه ضمن جماعة مؤمنة ويتابعه ويستمع له

الكثير من القصص لدي ولا اريد ان اطيل على القارئ الكريم ولكن اوجه نصحي لنفسي ولمن ارى انه واجبي النصح لهم هو ان ننتبه لابنائنا واخواننا ايما انتباه فاذا وكع الفاس بالراس ولات حين مندم

اذا ما هو الحل؟

الحل جدا بسيط هو ان اكون ضمن (جماعة مؤمنة) تدعوا الى الله وتلتزم بالحدود، وتكون ذات اهداف عليا واستراتيجية واضحة ليس همهم وهدفهم الاكل والشرب والملبس والبيت والزوجة والوظيفة، وإن كان ولابد من بعض ذلك ولكن لا يكون صبغة طاغية على شخصية الفرد.

في تصريح لطيف جدا للمولى الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام حيث يقول:  “خير من صحبت من ولهك بالاخرى  وزهدك في الدنيا  واعانك على طاعة الله”.

وكذلك يقول: “ينبغي للعاقل ان يكون من صحبة العلماء الابرار ويجنب مقارنة الاشرار” ويقول ايضا  خير الاختيار صحبة الاخيار ، ويقول عليه السلام: “المعين على الطاعة خير الاصحاب” . هذا الكم الهائل من الروايات تدعونا ان نراجع انفسنا وفي ايّة خانة يجب ان نكون.

عن المؤلف

أحمد الخرسان

اترك تعليقا