الهدى – وكالات ..
ذكرت شبكة “راديو فري يوروب Radio Free Europe” الإخبارية الدولية، أنه عندما استولت حركة طالبـان على السلطة في عام 2021، خشيت أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان أن يصبح مجتمعها المضطهد تاريخياً، مرة أخرى، الهدف الرئيسي لفظائع هذه الحركة المتطرفة.
وقالت الشبكة في تقرير خاص لها، إنه “خلال فترة ولايتها الأولى في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001، أرهبت طالبـان أتباع آل البيت الأطهار (عليهم السلام) في البلاد، حيث أقدمت على انتزاع السيطرة على مناطق استيطان الهزارة من خلال حملة من عمليات القتل الممنهجة”.
وأضافت أنه “بعد استعادة السلطة، حاولت الحركة تهدئة مخاوف الأقليات الدينية من التمييز والاضطهاد عبر مجموعة من التصرفات الشكلية، كزيارة مساجد الشيعة في العاصمة الأفغانية، ونشر مقاتليها لحماية الاحتفالات الخاصة بشهر محرم الحرام”.
وأضاف التقرير نقلاً عن ممثلي مجتمع الهزارة، اتهامهم لحركة طالبـان منذ ذلك الحين، بالتراجع عن وعودها بحماية الشيعة ومنحهم الحق في ممارسة عقيدتهم بحرية وأمان، ففي الفترة الأخيرة، منعت الحركة المتطرفة، المسلمين الشيعة من الاحتفال بأحد المهرجانات الدينية، كما قيّدت تدريس الفقه الشيعي في الجامعات الأفغانية، بالإضافة الى إقدامها في شهر شباط الماضي، على إصدار قرار بحظر الزواج بين السنة والشيعة في ولاية (بدخشان) شمال شرقي البلاد”.
وأوضحت الشبكة الإخبارية التي تتخذ من العاصمة التشيكية “براغ” مقراً لها، أن “من بين الاتهامات الموجّهة الى الحركة، هي التخاذل عن منع الهجمات الإرهـ،ـابية ضد أبناء الهزارة من قبل تنظيم (داعش خراسان)، فيما وثقت مؤسسات حقوق الإنسان، العديد من عمليات الإخلاء القسري للهزارة من قبل طالبـان نفسها، في العديد من الولايات الأفغانية”.
يذكر أن إحدى الخطوات المتخذة لإيقاف التعسف التاريخي الحاصل بحق الهزارة، هي سماح دستور أفغانستان الجديد لعام 2004، للمسلمين الشيعة باستخدام الفقه الجعفري في القضايا القضائية التي تنطوي على مسائل شخصية، إلا أنه ومنذ سيطرتها على السلطة في آب 2021، أقدمت طالبـان على إلغاء دستور عام 2004 والقوانين التي ضمنت الحريات والحقوق للأفغان، وخاصة الأقليات الدينية والنساء، وأبقت على الهيكل الحكومي مع استبداله بالشكل الثيوقراطي بالكامل، والمكوّن من كبار قادة الحركة، وعدد قليل فقط من غير قومية “البشتون” التي ينتمي إليها هؤلاء القادة.
وكان رئيس مجلس علماء الشيعة في محافظة ساربول الأفغانية، العلامة رضا زاده، قد دعا في وقت سابق، حكومة طالــبان، إلى الاستجابة للمطالب المشروعة للطائفة الشيعية
وأكد على ضرورة الالتفات إلى احتياجات أتباع الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)ن وجاء ذلك خلال اجتماع دائرة القبائل في محافظة ساربول، حيث أوضح العلامة زاده أنه قد تم إرسال تلك المطالب بوضوح للجهات المسؤولة.
وأشار زاده إلى أهمية توطيد الوحدة في البلاد من أجل تعزيز النظام الإسلامي، داعيا المسؤولين الحكوميين إلى التركيز على الوحدة الوطنية كوسيلة للتقدم والازدهار.
كما شدد على ضرورة تخصيص جزء من عائدات موارد المحافظة، لا سيما من عائدات الفحم والنفط، لصالح أبناء الشعب في ساربول.
وكان عدد من أعضاء مجلس علماء الشيعة قد اجتمعوا سابقاً مع مولوي عبد الكبير، نائب رئيس حكومة طالبــان للشؤون السياسية، حيث قدموا مطالب الطائفة الشيعية كتابيا، سعياً إلى تحقيق مصالح أبناء الطائفة وحفظ حقوقهم.
ويعاني شيعة أفغانستان من الاضطهاد والهجمات الإرهــابية التي تستهدفهم بشكل متكرر، حيث تعيش الأقلية الشيعية تحت ضغوط شديدة في ظل حكومة طالبــان، إذ يواجهون تهديدات من قبل عصابات تكفيرية مثل داعش، التي تستهدفهم على أساس مذهبي.