الهدى – وكالات ..
دعا المنتدى الآسيوي لحقوق الإنسان والتنمية إلى تدخل دولي عاجل ومنسق لحماية الطائفة الشيعية والهزارة في أفغانستان في ظل حكم حركة طالبان للبلاد.
وقال المنتدى إن الشيعة في أفغانستان والذين ينتمي معظمهم للهزارة، يواجهون تمييزاً ممنهجاً وحملات هادفة ويتعرضون لتهميش وإيذاء وقيود صارمة من قبل طالـبان، مبينا إن طالـبان أرغمت أخيراً أفراد مجتمع الشيعة الإسماعيلية على تغيير مذهبهم، إن أرادوا تسلم المساعدات الإنسانية.
كما أفادت وسائل الإعلام أن طالـبان قامت في “بدخشان” بتحويل خمس تكايا جماعية لأنصار الشيعة الإسماعيلية إلى مساجد.
وذكر المجمع الآسيوي لحقوق الإنسان والتنمية أن الانتهاك الواسع والممنهج لحقوق الإنسان للطائفة الشيعية في أفغانستان مُقلق للغاية، مشدداً على ضرورة التضامن الدولي مع الهزارة الشيعة وباقي الأقليات العرقية والمذهبية في أفغانستان.
وتابع المنتدى أن طالـبان حذفت القوانين والمناسبات الوطنية الخاصة بالهزارة الشيعة وعرّضت هذه الطائفة لمزيد من الأذى والمضايقات.
ويُعدُّ إلغاء عطلة يوم عاشوراء في التقويم الأفغاني وحذف الطابع الرسمي للفقه الجعفري وحظر تدريسه في الجامعات وإلغاء قانون الأحوال المدنية للشيعة، من الإجراءات التي اتخذتها طالـبان ضد الشيعة.
وبالاستناد إلى تقرير لمتحف الهولوكوست بالولايات المتحدة يقول المنتدى الآسيوي لحقوق الإنسان والتنمية، إنه تم حتى تموز/يوليو 2022 ترحيل أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من الهزارة من أرض الآباء والأجداد.
وبحسب وثائق المنتدى الآسيوي لحقوق الإنسان، فإن طالـبان أجبرت المواطنين في خمس ولايات هي: قندهار وهلمند وارزكان ودايكندي وبلخ على مغادرة منازلهم وأراضيهم.
وأكد المنتدى أن الهزارة الشيعة في أفغانستان، بوصفهم أقلية مذهبية تعرضوا تاريخياً للأذى على يد الحكومات الأفغانية المتعاقبة والمجموعات الإرهـابية بما فيها طالـبان وداعش وباقي اللاعبين غير الحكوميين، وهم معرضون اليوم لخطر حرب الأجيال “البطيئة”.
وأضاف المنتدى أن ما لا يقل عن 700 مدني من الهزارة استشهدوا أو أصيبوا خلال 13 هجوماً هادفاً نفذته عناصر مرتبطة بداعش منذ أن سيطرت طالـبان مجدداً على البلاد في آب/أغسطس 2021.
وتابع المنتدى أن عدة مجموعات دولية تُعنى بحقوق الانسان والمؤسسات الرقابية أبدت قلقها الجاد من تزايد الهجمات ضد الهزارة الشيعة ودقت بالتالي ناقوس الخطر من حدوث إبادة جماعية محتملة.
وبعد أن أعادت سيطرتها على أفغانستان، أقصت طالـبان القضاة الشيعة من الجهاز القضائي، وقبل فترة نشرت مؤسسة رقابية في مجال حقوق الإنسان تدعى “التسامح” تقريراً يفيد أن طالـبان أقصت جميع القضاة الشيعة، ولا يوجد أي شيعي يعمل حالياً كقاضٍ في الجهاز القضائي لطالـبان.
وآخر القيود التي فرضتها طالـبان على الشيعة، تمثلت في تقييد إقامة مراسم العزاء بمناسبة عاشوراء وشهر محرم، فقد مُنع الشيعة في محرم هذا العام من نصب الرايات واللافتات السوداء في المدن وإقامة مراسم العزاء والشعائر الحسينية في الأماكن العامة.
وإلى جانب هذه القيود، هاجمت طالـبان مواكب العزاء في كابل وغزني واعتدت على المعزين بالضرب وحتى أنها أطلقت الرصاص عليهم.
وأفادت بعض وسائل الإعلام أن عناصر طالـبان، أطلقت النار في يوم عاشوراء على المعزين بمدينة غزني ما أسفر عن استشهاد شخصين على الأقل وإصابة آخرين، وفيما يتصل بهذا الحادث، وصفت طالـبان المعزين بـ “مثيري الشغب”.