الهدى – وكالات
تشهد عدة ولايات هندية، وبالذات تلك التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا “بي جيه بي” (BJP) -الذي ينتمي له رئيس الوزراء ناريندرا مودي- يستعرض المتطرفون الهندوس المسلحون بالسيوف والمسدسات مواكبهم بمناسبة الأعياد الهندوسية أمام المساجد أو داخل أحياء المسلمين، وهم يهتفون بشعارات معادية لهم وشتائم تدفع أحيانا لإثارة المواجهة بين الطرفين، وعلى إثر ذلك يقوم مسؤولو الحزب المحليون بإلصاق التهم بالمسلمين واعتقالهم ثم تدمير منازلهم أو حرقها.
وبحسب تقرير في صحيفة لوموند الفرنسية، فقد بدأت مثل هذه العمليات في ولايتي غوجارات وماديا براديش، كما تكررت نفس العملية العقابية في 20 أبريل/نيسان الحالي بمنطقة جهانجير بوري شمال العاصمة نيودلهي.
فبعد 4 أيام من موكب هندوسي وسلسلة من الاستفزازات وإلقاء الحجارة على أحد المساجد وعلى المصلين فيه دمرت الجرافات تحت أعين كاميرات التلفزيون المدعوة لهذه المناسبة جميع المحلات التجارية التابعة للمسلمين حول المبنى الديني، ولم تسلم من ذلك العربات المتواضعة للباعة المتجولين.
وتضيف الصحيفة أن المحكمة العليا الهندية أمرت بوقف عمليات الهدم على الفور، لكن مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا الذين يقفون وراء العملية تجاهلوا أمرها وادعوا أن البناء غير قانوني، وواصلوا عملهم لمدة ساعة كاملة هدموا خلالها بوابات وجدران فناء المسجد.
ورغم أن ملاك البيوت والمحلات التجارية لوحوا بسندات ملكيتهم الرسمية للأرض واحتجوا بأنهم لم يتلقوا أي أمر بالإخلاء فإن ذلك لم يشفع لهم.
وقد وصف رئيس منظمة العفو الدولية في الهند أكار باتيل العملية بأنها “عقاب جماعي مخصص لجزء من مجتمعنا”، كما أدان المجتمع المثقف في الهند هذا الازدياد في جرأة الهندوس المتطرفين ومحاولتهم برعاية من الحكومة ترسيخ أيديولوجية سيادة الهندوس على الأديان الأخرى في البلاد.
وترى الصحيفة أن الجرافة ربما غدت الرمز البارز لحزب بهاراتيا جاناتا الذي استخدمها في استهدافه المسلمين والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، وهو ما يعد انتهاكا للدستور.
وبالنسبة لأستاذ العلوم السياسية المعروف براتاب بهانو ميهتا، فإن “هذا الشكل الجديد من الهندوسية ليس تعبيرا عن الاعتزاز والتدين الحقيقيين، بل هو استغلال للسلطة ولأعمال العنف لتخويف الأقليات”.
كما كتب أكثر من 100 من كبار المسؤولين الهنود السابقين رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء يطالبونه فيها بإنهاء “سياسة الكراهية” التي يمارسها حزب بهاراتيا جاناتا ضد المسلمين “دون رادع”.
وقالوا “إن صمتكم في وجه هذا التهديد المجتمعي الهائل يصم الآذان”، قبل التنديد بتدمير “الصرح الدستوري الذي أنشأه الآباء المؤسسون”، إذ يضمن الدستور الهندي الحرية الدينية ويحظر جميع أشكال التمييز العنصري والديني وما إلى ذلك، وفقا للكاتبة.