الأخبار

في قم المقدسة: ندوة؛ الشهيد النمر والثورة الشعبية في البحرين

 

  • الدكتور جواد عبد الوهاب:
لقد صنع الشهيد آية الله الشهيد النمر تاريخاً جديداً في المنطقة.

 

  • الشيخ عبد الله الدقاق:
من يرى ملامح الشهيد العلامة النمر يرى العزّة والكرامة.

 

  • الدكتور راشد الراشد:
كان موقف الشهيد آية الله النمر من الثورة في البحرين موقفاً رسالياً نابعاً من رؤية وبصيرة التكليف والوظيفة الشرعية وليس موقفاً انفعالياً وعاطفياً او ارتجالياً عابراً.

 

 

 

ضمن فعاليات اسبوع احياء الذكرى السنوية الخامسة للشهيد آية الله الشيخ نمر النمر –رضوان الله علي- اقامت مؤسسة الشهيد النمر العالمية ندوة في مدينة قم المقدسة أمس الثلاثاء بحضور عدد كبير من علماء الدين وطلبة الحوزة العلمية وشخصيات سياسية معارضة في الجزيرة العربية والبحرين.

أفتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمات المشاركين في الندوة حيث تحدثوا عن بعض مناقب الشهيد آية الله نمر باقر النمر -رضوان الله تعالى-.

وكان أول المتحدثين الدكتور جواد عبد الوهاب، الإعلامي والمعارض البحريني المقيم في لندن والذي أكد في كلمته على أن الشهيد آية الله النمر “قيادة شجاعة و متميزة في منطقة قلّت فيها القيادات بسبب قمع الأنظمة السياسية الحاكمة، وإن ثورته كانت عن بصيرة وثبات، وشجاعته تكمن في أنه تحدى آل سعود في عقر دارهم، حيث أنه كان مؤمناً بأهدافه”، وقال “لقد صنع الشهيد آية الله الشيخ النمر تاريخاً جديداً في المنطقة”.

ثم كانت الكلمة الثانية لسماحة الشيخ عبدالله الدقاق من علماء البحرين المجاهدين والذي قال بأن “الشهيد العلامة النمر هو أسد الساحة”، ولقد تميز الشهيد بمجموعة كبيرة من الخصائص والتي أشار إلى ثلاث خصائص وهي صدق اللهجة، والصدق مع الله، وقال: “إن الشهيد الشيخ النمر هو أبو ذر الجزيرة، فقد صدح بالحق في زمن الصمت”. وقال: “كان الشهيد الكبير يتمتع بالشجاعة والغيرة، فقد استشهد غيرةً لأهلنا في البحرين”، وختم كلمته بذكر الصفة الثالثة للشهيد آية الله النمر وهي العزة والكرامة، وقال: “من يشاهد الشهيد العلامة النمر يرى في وجهه العزة والإباء”.

أما المتحدث الثالث في الندوة فقد كان لسماحة الشيخ جاسم المحمدعلي الذي تحدث في بداية مشاركته عن تزامن ذكرى شهادة الفقيه العلامة النمر مع ذكرى شهادة قادة النصر؛ الحاج قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس، بان “له دلالاته الخاصة والمهمة في الجهاد والثورة في المنطقة، إذ مرت خمس سنوات على إعدام الشهيد الشيخ النمر، ولكن الذاكرة لا زالت تشهد بكلماته وجهاده وثورته التي لن تهدأ، وإن قيمة هذه الذكرى تكمن في مدى حضور قيم الشهيد الشيخ النمر اليوم وتحويلها الى برنامج عمل يقود المنطقة، لأن الشهيد النمر هو امتداد واضح وشفاف لمدرسة كربلاء”.

و ألقى الدكتور ابراهيم العرادي مدير المكتب السياسي لائتلاف ثورة ١٤ فبراير في البحرين كلمة متلفزة في الندوة والتي قال فيها، “لقد وقف الشهيد آية الله النمر مع ثورتنا وقفة خالدة وخاصة ومختلفة عن كل الوقفات، فكأنه قد جاء بثوب كربلاء لينصر شعب البحرين”. وأكد على أن دماء آية الله النمر سوف تحقق الإنتصارات العظيمة في المنطقة النصر تلو النصر، مشيراً إلى قرب زوال هذه الأنظمة الظالمة بسبب إستبدادها وظلمها، وختم كلمته بأن الشعب البحراني مدين لهذا العالم الجليل العظيم.

 

 

أما سماحة السيد مرتضى السندي أحد العلماء المجاهدين البحرانيين و القيادي في تيار الوفاء الإسلامي فقد استهل كلمته في الندوة قائلاً: “أقف مطأطئ رأسي أمام هذه القامة العالية التي لم تهوِ الى الأرض بل عرجت إلى السماء”، ثم تحدث عن الإستقامة عادّاً إياها من أصعب التحدّيات التي تواجه العاملين في الساحة، ومؤكداً على حقيقة أنه كلما زادت الصعوبات والآلام أصبحت الإستقامة أصعب، وقال: “لقد جسد الشهيد آية الله النمر بمواقفه الصلبة والشجاعة موقف الإستقامة، حيث هو من الشخصيات التي تشربت بمفاهيم القرآن وعاش كل حياته لله”.

وتحدث في الندوة الدكتور راشد الراشد الناشط والقيادي البارز في المعارضة البحرانية والذي كان آخر المتحدثين في الندوة مؤكداً “بأن موقف الشهيد آية الله الشيخ نمر باقر النمر من ثورة البحرين هو موقف مفصلي في حياته ولا يمكن تجريد موقفه عن سيرته الكاملة، لأنه تجسيد لمنهج كان يسير عليه الشهيد النمر”.

والسؤال الكبير المطروح –يقول الدكتور الراشد-: “لماذا اتخذ الشهيد النمر هذا الموقف، ولماذا وقف مع الثورة”؟

و أوجز الدكتور الراشد كلمته في ختام الندوة بثلاث نقاط قال فيها” كان الشهيد آية الله الشيخ النمر عالماً ربانياً جسد مفاهيم القرآن، و روايات أهل البيت، عليهم السلام، وكان متديناً متفاعلا متحركاً، وليس عالماً مكتفياً بالمعرفة المجردة”. فيما أشار إلى “إن الشهيد آية الله النمر لم ينطلق في موقفه من الثورة الشعبية في البحرين عاطفياً أو إنفعالياً أو إن موقفه كان موقفاً إرتجالياً كما يتصور البعض، إنما كان موقفاً نابعاً من رؤية رسالية ثاقبة ومن مبدأ التكليف والوظيفة الشرعية”، وقال: “حينما تصل الأمور لحد المفاصلة بين الحق والباطل فهناك تكليف شرعي في رقبة الجميع، وقد جسد الشهيد النمر أروع مثال في تحمل المسؤولية وأداء التكليف”. واضاف الدكتور الراشد إلى أن “ما قام به الشهيد آية الله النمر هو مشروعاً حضارياً عملاقاً في مواجهة فكر وثقافة الهزيمة والإنهزام والإستسلام للأمر الواقع”.

هذا وتخللت الندوة مجموعة من المداخلات والتعقيبات وكانت المداخلة الأولى لسماحة الشيخ حبيب عبدالله وهو من أحد علماء البحرين، والذي قال في مداخلته: “من الصعب جداً أن يرتجف الثائر ولكن كل الثائرين ارتجفوا حينما علموا أن الشهيد آية الله نمر باقر النمر قد تم حز رأسه، ليس خوفاً وإنما هي انتفاضة دماء جديدة سرت في عروق المجاهدين والثوار والمقاومين”، وقال الشيخ حبيب بأن “دماء الشهيد الشيخ النمر هي رسالة موجهة للعمامة في جميع الحوزات العلمية والتي قال: عليها أن تستلهم من الحسين، عليه السلام، وتنتج ثائرين حسينيين يواجهون الطغاة والأنظمة الظالمة بقوة وإصرار وعزيمة وبلا خوف أو هلع من سطوتهم وإنتقامهم”.

وكانت ثاني المداخلات لسماحة السيد محمد الغريفي احد علماء الدين العراقيين الذي قال بأن “السيف الذي استشهد به الشهيد النمر ليس كباقي السيوف، وشهادة النمر ليست كباقي الشهادات، فلها تداعيات كبيرة من قطع العلاقات الدولية، ومن هذا السيف يمثل أمتين؛ أمة الطواغيت وأمة المقاومة وعلى الأمة أن تحسم خياراتها في الإصطفاف إلى جبهة المقاومة والدفاع عن الكرامة في المنطقة والعالم”.

وكانت آخر المداخلات لسماحة الشيخ محمد النجفي احد علماء الحوزة العلمية في قم المقدسة الذي قال في كلمته بأن “من المهم الاستفادة من تجربة الشهيد آية الله النمر وتحويلها الى دروس و واقع”، وإشار إلى أن من هذه الدروس، هو قدرة الشهيد آية الله الشيخ النمر على التشخيص الدقيق للوظيفة الشرعية والتكليف الشرعي وهي قضية على الجميع أن يدرك معانيها وأبعادها، وأكد أيضاً على تميز الشهيد النمر بتحمل المسؤولية في زمن تخلى الجميع عن تحملها.

وفي نهاية كلمات المشاركين والمداخلات تمت إزاحة الستار وتدشين كتاب: “فارس الجزيرة”، حيث قام سماحة العلامة الشيخ عبدالله الصالح الأمين العام المساعد لجميع العمل الإسلامي في البحرين بتدشين الكتاب بكلمة قصيرة قام فيها بتعريف الكتاب وهو كتاب أصدرته مؤسسة الشهيد آية الله النمر العالمية، وهو عبارة عن بحوث قدمت في ندوة الذكرى الثالثة لشهادة النمر -رضوان الله تعالى عليه- تضمنت قراءة في فكر الشهيد النمر، وقدمت من قبل نخبة من علماء ومفكري الأمة من مختلف دول العالم الإسلامي. وقد تقدم سماحة الشيخ الصالح بالشكر للحضور والمنظمين وجميع من ساهم في إنجاح فعالية الندوة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا