کل المجتمع

المرأة العصرية تحديات وصعوبات بين العمل والأسرة

لايخفى عن الجميع أن  النّساء أثبتن عن جدارة استحقاقهنّ مشاركة الرّجال في المجتمع، ودخولهن معترك الحياة من الباب العريض، بعد الظهور والنزول بقوة في مختلف مجالات العمل والحياة على المستوى العلمي، والاعلامي، والسياسي، والانساني.

 نعم؛ وخطفت الاضواء واحتلت الساحة هذه من جهة، وايضا من جهة أخرى، لا تزال إمكانيّة التوفيق بين الواجبات العائلية ومسؤوليّات العمل، حكراً على النساء التي هي المرأة استطاعت اغلب النساء ان تنجح بحنكتها وتدبيرها وذكائها هذا الاحتواء.

لطالما اعتُبرت المرأة عبر التاريخ الكائن الأضعف الذي يحتاج إلى الرعاية والحماية والاهتمام، لكونه عاجزاً اقتصادياً واجتماعياً وعاطفياً عن تكوين علاقات مثمرة، تمكّنه من الاستقلاليّة والرّيادة في سائر المجالات.

🔺 أدى خروج المرأة للعمل إلى حدوث تغيّرات كبيرة ووظيفية في كيان الأسرة وهذه التغيّرات تمتد إلى المجتمع الخارجي

 بيد أنّ هذه المقولة قد دُحضت اليوم بفعل الإنجازات الهائلة التي تمّ توثيقها في مختلف الميادين، إلاّ أنّ الفارق الشاسع ليس بالضّرورة إنجازاً مهولاً، وإنّما نقطة التحوّل تكمن في كيفيّة قدرة المرأة على التوفيق بنجاح بين سائر واجباتها ومسؤوليّاتها، وتحقيق ذاتها في آنٍ معاً وهذا غالبا شيئا ليس بالهين السهل .

  • خروج المرأه بين السلب والايجاب

أدى خروج المرأة للعمل إلى حدوث تغيّرات كبيرة ووظيفية في كيان الأسرة وهذه التغيّرات تمتد إلى المجتمع الخارجي، حيث أن خروجها إلى العمل ترتب عليه نتائج كثيرة تمثّلت في اتساع نطاق أدوارها الإجتماعية بعد إطلاعها على مسؤولياتها التي كانت من قبل من مسؤوليات الرجل، بالإضافة إلى ذلك تأثرت المرأة نفسيا وإجتماعيا.

 فكثيرا ما تجد نفسها أمام مطالبَ واختيارات في غاية الصعوبة من جهة ما هي ترغب في تحقيقه لذاتها ويصعب عليها تحقيقه، نظرا لوضعها كزوجة ولديها أسرة بحاجة لتواجدها ورعايتها، فتجد المرأة الأم نفسها في خيار صعب تحاول تحقيق التوازن بين واجباتها الأسرية ومتطلبات العمل الخارجي، لأن عملها يأثر على علاقتها الأسرية وعلى صحتها ويصل تأثيره حتى على المجتمع، ويُقال إن: (ليس كلّ ما يبرق ذهباً) انطلاقاً من هذه المقولة نعرف ان هذا النجاح الذي حققته حتما له تبعات واخفاقات .

  • نجاح على حساب قيم أخرى

تبقى المرأة في المنزل، هي الزّوجة، والأمّ، والأخت، والبنت قبل كلّ شيء، مهما تعددت صفاتها ومناصبها خارج البيت وعلى الصعيد العملي وكل لحظة غياب عن عالمها الأساسي له تأثيره السلبي .

 إذ هي اليوم شبه منخرطة في الميادين السياسيّة والاجتماعيّة والعمليّة والاقتصاديّة كافة، وتتبوأ أعلى المناصب وتشغل أهمّ المراكز، هذا ما افقدها احساسها الانثوي الصادق والميال إلى الفطرة الإلهية، وهي طاعة الرجل والركون لنيل رضاه لاستتاب حالة الأمن والأمان والجو الأسري الرصين الدافئ، الذي يحوي بين اركانه أسرة سعيدة هانئه يشوبها روح الألفة والاحتواء .

مع كل هذه النجاحات اخفقت أن تكون أماً كاملة تعطي بلا حدود؛ تشع حبا وحنانا ورفقا ومودة، فقدت تلك الخصوصية كأم وزوجة بسبب تقسيم الذات بين البيت والعمل تقسيم جسدي وذهني افقدها وافقد الأسرة ذلك الاحساس الجميل.

  • واقع شبه مفروض

وبما اننا في زمن تغيّرت فيه الظروف والحوادث والموازين وأصبح نزول المرأة وعملها خارج البيت أمرا معتادا لا مناص منه بحكم المتغيرات، اذن لابد على المرأة التي اختارت لنفسها هذا الطريق الصعب أن تتسلح وتمتلك قدرا من الإصرار والوعي والمبادرة والطموح.

و من أبرز ما يجب أن تتمتّع به كلّ امرأة تحلم ببناء مستقبل أفضل لها ولعائلتها أن تمشي واثقة الخطى بُغْية خوض غمار الحياة ومواجهة الصّعاب بعزيمتها وإصرارها واستعدادها الدائم لكلّ مفاجأة أو عثرة.

🔺 مع كل هذه النجاحات اخفقت أن تكون أماً كاملة تعطي بلا حدود؛ تشع حبا وحنانا ورفقا ومودة

 كما أنّ الوعي الذاتي يمنحها قدرة التعلّم من أخطائها وإدراك نقاط ضعفها، وأخذ المبادرات ومعرفة اقتناص الفرص، لكن ليس على حساب اسرتها عليها ان تجد البدائل التي بها تتمكن من السيطرة من احساس العائلة بفقد روح الام شيئا فشيئا .

ومن جملة البدائل هي عليها معرفة اولا تنظيم أمورها جيدا بوضع برنامج تنسيق عملها، وتتعلم كيفية إدارة الوقت.

ومن ثم تكريس الجزء الذي هو داخل بيتها بزيادة الاهتمام والتقرب والمتابعة، وان تبذل جهدا مضافا لتحتوي اسرتها في اوقات تواجدها.

وهناك فرق بين من تقضي هذا الوقت مع اولادها فيمن تقضية مع مواقع التواصل، أو تأتي لترجع تكمل تواصلها مع زميلات العمل، أو صديقاتها أو تنشغل باهتماماتها الأخرى،هنا سيكون البيت والأسرة على حافة الهاوية والضياع.

كثير من سيدات الأعمال والعاملات استطعن من خلال حسن تدبيرهن التغلب على الصعاب من خلال التوازن ودقة الحسابات في سلوكهن.

 وفي النهاية قد تكون المرأة  بسبب الظروف القاهرة التي اجبرتها لدعم عائلتها والتضحية لتأمين حياة أفضل لها، يقوّيها على الصعيد الشخصيّ، حيث تتمكّن من التفوّق على مخاوفها لتنتصر في النهاية، ومن جهة أخرى، قد تكون تجربة خاطئة دفعتها الى التحرّر من ظروف مفروضة عليها وتحدٍ الواقع والانتفاض عليه، ومهما تسنمت مناصب وعلت بالرتب وارتفعت بالشهادات لن تجد نفسها الا زوجة على الفطرة والمقتضى العقلي والروحي .

عن المؤلف

آمنة الأسدي

اترك تعليقا