الحمزة بن عبد المطلب عم الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله
أمه: هالة بنت وهب بن عبد مناف خالة رسول الله من سيدات بني زهرة، وكان أخاً لرسول الله بك من الرضاعة، وهو أكبر من النبي، صلى الله عليه وآله، بأربع سنين.
قال صاحب القاموس الحمزة الأسد، ويقال: إنه حموز لما حمزه، ضابط لما ضمه، ومنه اشتقاق حمزه أو من الحمازة وهي الشدة.
ويكنّى حمزة أبا عمارة وأبا يعلى على أسماء ابنيه عمارة ويعلى، وكان يُدعى أسد الله وأسد رسوله فعن النبي، صلى الله عليه وآله، قال: “والذي نفسي بيده أنه لمكتوب عند الله عزوجل في السماء السابعة حمزة أسد الله وأسد رسوله”.
وكان الحمزة له من أعظم أبطال العرب المسلمين وشجعاتهم، وكان قد قتل يوم بدر (عتبة) أبا هند كما قتل أخاها، وكان يوم أحد أسد الله وسيفه، يخوض وسط المشركين، لا يدنو منه أحد إلا بعجه بسيفه.
فأقبلت هند إلى غلام حبشي فتاك يدعى وحشي وأغرته بالمال على أن يغتال أحد ثلاثة: إما محمداً أو عليا، أو حمزة، وكانت تقول كلما مرت بوحشي أو من بها إيه أبا دسمة، إشفي واشتفي.
فقال لها: أما محمد فلا حيلة لي به فقد أحدق به قومه كالحلقة، وأما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الغراب، وأما حمزة فإني أطمع أن أجيبه، لأنه إذا غضب لم يعد يبصر ما بين يديه يقول وحشي إني والله لأنظر إلى حمزة وهو يهد الناس بسيفه هذا ما يلقى أحدا به إلا قتله… فهززت حربتي ودفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، وأقبل.نحو ي فغلب فوقع .
🔺 لما عاد النبي، صلى الله عليه وآله، كل راجعا إلى المدينة، مر في طريقه على بني حارثة، وبني عبد الأشهل وهم يبكون قتلاهم فقال، صلى الله عليه وآله: “لكن حمزة لا بواكي له
ولما علمت هند بمصرع حمزة، عليه السلام لم تكتفِ بذلك أقبلت إليه فبقرت بطنه، وجذبت بيديها كبده و قطعت منها قطعةً وجعلت تلوكها بأسنانها ولكن لم تستطع ابتلاعها، ومثلت بجسده الشريف أبشع تمثيل، ولم يقف هذا الحقد الأعمى عند هند فقط بل تخطاها إلى زوجها أبي سفيان، فإنه حين مر بحمزة طعنه في شدقه برأس الرمح وهو يقول: ذق عقق.
- حزن النبي الأكرم على استشهاده
وبعد انتهاء المعركة، وتفرّغ الناس لدفن القتلى، قال النبي، صلى الله عليه وآله، من له علم بعمي حمزة؟ فقال الحارث بن الصمة: أنا أعرف موضعه يا رسول الله، فجاء فوقف عليه فراه بتلك الحالة التي تركته عليها هند فكره الرجوع إلى النبي واخباره فالتفت النبي، صلى الله عليه وآله، إلى علي، عليه السلام وقال له: أطلب عمك الحمزة فأقبل، عليه السلام، نحوه، فلما وقف عليه كره إخبار النبي، صلى الله عليه وآله، بحاله فخرج النبي، صلى الله عليه وآله، بنفسه حتى وقف عليه، فلما رأه بتلك الحال بكى، وقال: “والله لن أصاب بمثلك أبداً، وما وقفت موقفاً قط أغيظ علي من هذا الموقف”.
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب، عليه السلام، أخت الحمزة فالتقت بعلي، عليه السلام، فقال: لها ارجعي يا عمة فإن في الناس تكشفا فقالت له: أخبرني عن رسول الله، قال: إنه بخير، فقالت: دلني عليه، فأشار إليه إشارة خفيفة، فاتجهت نحوه، ولما طلعت عليه قال النبي، صلى الله عليه وآله، للزبير: يا زبير أغني عني أمك”.
وكان المسلمون يحفرون لحمزة، وكان النبي، صلى الله عليه وآله، كارها لأن تراه بهذه الحال، فلقيها الزبير فأعلمها بأمر النبي، صلى الله عليه وآله، فقالت: إنه بلغني أنه مُثّل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان في ذلك لأحتسبن ولأصبرن.
فأعلم الزبير النبي، صلى الله عليه وآله، بذلك، فقال: “خل سبيلها، فأتته حتى جلست عنده فجعلت تبكي والنبي يبكي لبكائها، وكان معها فاطمة الزهراء، عليها السلام، فقال، صلى الله عليه وآله لهما: “أبشرا فإن جبرئيل أخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السموات أسد الله وأسد رسوله”.
ثم إن النبي، صلى الله عليه وآله، كان كلما أتى بشهيد ليصلي عليه ضم إليه الحمزة، عليه السلام، وصلى عليهما، حتى صلى عليه سبعين مرة لأن الشهداء سبعون ولما عاد النبي، صلى الله عليه وآله، كل راجعا إلى المدينة، مر في طريقه على بني حارثة، وبني عبد الأشهل وهم يبكون قتلاهم فقال، صلى الله عليه وآله: “لكن حمزة لا بواكي له”.
فأخذت هذه الكلمة الحزينة مأخذاً من النفوس وتركت أثراً عميقا في القلوب، فمضى سعد بن معاذ مع النبي، صلى الله عليه وآله، سلال إلى بيته، ثم رجع إلى نسائه فساقهن فلم تبق امرأة إلا جاء بها إلى بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله، يبكين بين المغرب والعشاء.
وقام النبي ص واله بعد أن مضى من الليل ثلثه فسمع البكاء، فقال: ما هذا؟
قبل: نساء الأنصار يبكين على حمزة.
فقال: رضي الله عنكن وعن أولادكن، وأمر النساء أن يرجعن إلى منازلهن”
قالت أم سعد: فرجعنا إلى بيوتنا بعد ثلث الليل ومعنا رجالنا، فما بكت منا امرأة قط إلا بدأت بالحمزة، عليه السلام.