فکر و تنمیة

الأنانية تقوّض الانسانية

خلق الله ــ جل في علاه ــ الانسان اجتماعياً ليعيش بقرب الانسان الآخر ومن اجله، والمنطق يقول ان الكل يحتاج الى الكل وليس لاحد غنى عن احد ومن هذه القاعدة نفهم ان الانسان يجب عليه العمل من اجل المجموعة وليس من اجله اهدافه فقط، لكن الذي يحدث ان الكثير من بني البشر غلبت عليهم الأنانية في سلوكياتهم وحرفتهم عن مسارهم الطبيعي الذي رسمه الله لهم، فماهي الأنانية؟

 وماهي ملامحها؟

 وكيف يتم التعامل معها؟

  • من هو الأناني؟

 يجيب استاذ علم النفس ( الدكتور أرت ماركمان)  بالقول: “أن الشخص الأناني هو من يضع أهدافه الخاصة بشكل دائم فوق أهداف الأشخاص الآخرين”، وقد لا يفكر في مصائر وحاجات الآخرين حتى وان حقق اهدافه الخاصة.

جميعنا نحن البشر يحتاج بعضنا الى الآخر وهذا ليس عيباً ولا مشكلة بل انه الكمال بعينه، وهكذا تسير الحياة فلا يبغي لاحد منا ان يستثقل تقديم خدمة ما لاخيه الانسان حين يحتاجها لكونه في موقف آخر يحتاج من يقدم له خدمة معينة، في هذا السياق قال الامام الحسين، عليه السلام: “اعلموا إن حوائج الناس إليكم، من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتتحول الى غيركم، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله تعالى عنه كرب الدنيا والاخرة”.

🔺 الشخص الأناني هو من يضع أهدافه الخاصة بشكل دائم فوق أهداف الأشخاص الآخرين

وبعد كل هذه التشديد على اهمية خدمة الانسان لاخيه الانسان وقضاء حاجاته، نصادف وبشكل مستمر بعض الاشخاص الذين تتسم شخصيتهم بالأنانية التي يصعب التعامل معها او تجنب اذاها على اقل تقدير، كما ان الغرض من تناولنا لهذا الموضوع لكونه اقترب من ان  يكون ظاهرة اجتماعية مرضية مزعجة وقاتلة للانسانية.

  • اشارة هامة:

الذي يجب ان يعرفه الجميع أن هناك فرق بين الأنانية وحب الذات، ولهذا قام علماء النفس بالأبحاث التي أكدت أن الشخصية الأنانية تتمتع بصفتين تتضح في هذه الشخصية ومنها الإهتمام المفرط بالذات، والصفة الأخرى هي عدم مراعاة مشاعر الآخرين أو إحتياجاتهم وعدم الإهتمام بأي شخص أخر على الإطلاق، ومن هذا الدراسات تبين ان حب الذات بقدر ليس عيباً لكن الأنانية معيبة.

  • ماهي ملامح الانسان الأناني؟

سلوكيات ظاهرية تحدد ملامح الانسان الأناني وهي:

1-اولى صفات الانسان الأناني انه يسعى الى تحقيق النجاح بصورة سريعة ومن اجل ذلك يبحث عن افضل الوسائل واقصر الطرق لبلوغ تلك الاهداف بعيداً عن كون الوسائل سليمة ام لا فالمهم لديه هو الغاية بعينها.

2- الأناني يتخذ من الآخرين جسراً له للعبور الى الضفة التي فيها هدف او عدة اهداف يسعى الى الوصول اليها ولا يهمه ان كان ذلك يؤذيهم ويكسرهم نفسياً.

3- الأناني لا يبني علاقة اجتماعية ذات قيمة انسانية بل يبني علاقاته على اساس حجم الفائدة التي سيجينها ومن هذه العلاقة او تلك، لذا تراهم قليلين العلاقات وانهم يغيرون من علاقاتهم باستمرار.

🔺 الأناني لا يبني علاقة اجتماعية ذات قيمة انسانية بل يبني علاقاته على اساس حجم الفائدة التي سيجينها ومن هذه العلاقة او تلك

4- لا يقدم الأناني أي تضحية من أجل الآخرين، ويضع نفسه في الأولويات دون الإهتمام بمن حوله تماما.

5- ومن صفات الانسان الأناني ان يرفض النقد وحتى النصح وعادة ما يلجأ للغضب والانزعاج عندما يواجه معارضة لأفكاره من قبل الآخرين.

6- يبالغ الأناني بما ينجز وان كانت بسيطة ويعد نفسه هو الاعلى كعباً من بين الجميع.

  • كيف نتعامل مع الانسان الأناني؟

1-اولى خطوات التعامل مع الانسان الأناني هو معاملته بذات الطريقة التي يعامل الاخرين بها ليكون انعكاس لسلوكه وبالتالي قد يشعر بالانزعاج ويراجع سلوكياته الأنانية ويغير منها.

2- وحين يجبر احدنا على التعامل مع الأناني يجب الحذر من الدخول معه في اية معاملة او عمل إلا بعد وضع ضوابط وشروط تحكم سير هذه العلاقة لئلا يتعرض الى الاستغلال.

3-  التعامل مع الأناني بذكاء عاطفي وعدم اتاحة فرصة له للتلاعب بك وبمقدراتك المادية والفكرية، وعدم فسح المجال لتكوين علاقة لانها سيفرط عقدها بعد انتهاء المصلحة، وبهذه الخطوات يمكنه ان نقوض مساحة الأنانية التي غيبت الانسانية في الكثير من التعاملات الانسانية.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا