فکر و تنمیة

الانضباط الذاتي.. قوة الضمير الانساني

يحتاج الانسان الى الالتزام في مواقف حياتية مختلفة بدون رقابة من شخص آخر، فحين يلتزم الانسان بقرارة نفسه سينجز كل المهام التي توكل اليه بإتقان وبدون ملل او تهرب، لكون الرقيب هو الضمير ويا له من رقيب، فمراقبة الانسان وحرصه لتأدية مهامه هو هذا الذي يعرف بالانضباط الذاتي، فما هو وما هي ايجابياته؟

 و ما هي طرق الوصول اليه؟

  • ما هو الانضباط الذاتي؟

يعرف الانضباط الذاتي بأنه: القدرة على دفع النفس للأمام، وإبقاء الشخص متحفزاً، والقدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها، بعيداً عن الشعور جسدياً أو عاطفياً، ويمكن للشخص أن يقوم بإظهار ذلك عند اختياره عن قصد العمل وراء شيء أفضل لنفسه، ويقوم بذلك بالرغم من وجود عوامل تمنعه من ذلك مثل المشتتات أو العمل الجاد أو الاحتمالات غير الصحيحة.

⭐ من الافضلية بمكان ان ينجز الانسان المهامات الصعبة أولاً، ففي أغلب الحالات يقوم الإنسان بالابتعاد عن الأعمال الصعبة على الرغم من انها في الغالب تعطينا أكبر مردود من النتائج

هناك ارتباطاً طردياً بين قيم الانسان وبين التزاماته الحياتية وفي كل صنوف الحياة ومرافقها المختلفة، إذ ان الانسان الذي يخشى ان يدخل بيته مالاً محرماً من وظيفته، يسعى جاهداً لأن يحسن أداء وظيفته على اتم وجه، وكذا الحال بالنسبة لمن يريد ان يحظى بتقدير عالٍ في نهاية العام الوظيفي وقبل ذلك السعي الى إرضاء الله في كل سلوكياته هي نتاج ذلك الالتزام القيمي لدى الانسان والعكس هو المنطقي تماماً.

  • ماذا لو غاب الانضباط الذاتي؟

غياب الانضباط الذاتي يعني بالضرورة غياب الضمير وحينها يتحول الانسان الى اشبه بالآلة التي تُشغل بزر يضغطه احد وتنطفئ بزر يضغطه آخر، وحينها يتحول من كونه انسان محترم الى اية قطعة غير ذات أهمية وليست محترمة يمكن ان تستبدل في اية لحظة اذا ما عجزت عن القيام بما يطلب منها، فهل يقبل الانسان لنفسه ان يشبه بقطعة معدن؟

  • اهمية الانضباط الذاتي:

تتلخص أهمية الانضباط الذاتي بالنسبة للإنسان في دفع الإنسان لعمل عالي الجودة والدقة، حتى عندما لا يرغب في فعل في ذلك، يمنح الفرد القوة حتى يبقى بتعامل بطريقة محترفة مع الآخرين، سيما أولئك الذين يتواجدون معه في بصورة وبالتالي يعدون ذلك التزاماً أخلاقيا.

⭐ هناك ارتباطاً طردياً بين قيم الانسان وبين التزاماته الحياتية وفي كل صنوف الحياة ومرافقها المختلفة

ويساعد الانضباط الذاتي الانسان على التمسك والقدرة على تحقيق الأهداف الصعبة التي قام بتحديدها لنفسه، والتي يعتقد انها تجعله انسانا منتجا، او انه يعيش بمستوى معيشي مقبول على اقل تقدير، يحفز الأشخاص على الاستمرار لتحقيق النجاح الكبير، كما ان الانضباط الذاتي يحسّن من عملية التعلم، وتحسين الأداء هذه هي ابرز مكتسبات الانضباط الذاتي للإنسان.

  •  كيف يتحقق الانضباط الذاتي؟

عبر عدة سلوكيات يمكن ان يحقق الانسان انضباطاً ذاتياً ومن ابرز هذه السلوكيات ما يأتي:

  1. اول الخطوات في طريق تحقيق الانضباط الذاتي هو انخراط الانسان بعمل يحبه وفي مثل هذه الحالة يكون الانضباط مسلَّمة لا جدال ولا نقاش فيها، وهذا الذي نراه في سلوكيات الناجحين الذي لا يأجلون ما يجب عليهم القيام به ويحاولون إنجازه بالسرعة الممكنة سواء اكان ممتعاً او مملاً، وهذ سر من اسرار قوتهم في الحياة.
  2. من الأفضلية بمكان ان ينجز الانسان المهمات الصعبة أولاً، ففي أغلب الحالات يقوم الإنسان بالابتعاد عن الأعمال الصعبة على الرغم من انها في الغالب تعطينا أكبر مردود من النتائج، لذلك ينصح بإنجاز الأعمال الصعبة وبعد ذلك سيشعر الإنسان براحة أكبر في باقي اليوم.
  3. مهم أيضا ان يبتعد عما يشتت انتباهه اثناء العمل او الدراسة او خلال تأدية اي مهمة اخرى، ومن هذه الأمور التي تقلّل من الانضباط الذاتي استخدام الهاتف لأوقات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك، فالأفضل تقسيم الوقت وتخصيص وقت محدد لمثل هذه الأمور، لئلا يضيع الوقت بدون انجاز وبالتالي يضرب الانضباط الذاتي عرض الجدار.
  4. من خطوات الانضباط الذاتي مكافأة الانسان لنفسه حين يتقدم في القيام بالأعمال فيمنح نفسه راحة او يذهب في سفرة، او يذهب الى مطعم او غير ذلك من صور المكافأة التي يقدمها الانسان لنفسه، والتي تدعم الانضباط الذاتي لدى الانسان بلا رقابة غير رقابة الضمير ولا خوف سوى الخوف من الله.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا