فکر و تنمیة

كيف أسهمت الشبكات الاجتماعية في ولادة وظائف جديدة؟

لمواقع التواصل الاجتماعي فضل كبير على الكثير من الافراد وحولتهم الى اشخاص مؤثرين على الآخرين، وكأنها جاءت الى الوجود بوظائف جديدة وادوار اجتماعية متغيرة مع التغير المرحلي المتمثل بظهور هذه الشبكات، ومن هذه المجالات الجديدة هي المروّجين والمتخصصين بإنتاج محتوى هذه الوسائل.

الفضاء الجديد الذي خلقته مواقع التواصل الاجتماعي انتهى الى المزيد من الظواهر ذات الصبغة الحداثوية، فقد تجد بعض الشخصيات لا يناهز عمرها العشرون عاما، ولديهم متابعين يتعاطفون ويتعاطون مع محتوياتهم الهادفة او قد تكون غير ذلك، لكنهم يحظون بدرجة عالية من الاهتمام بعد ان تحولوا الى شخصيات مؤثرة وربما أصبحت هذه العملية من الابتكارات الوظيفية.

⭐ بفعل الشبكات الاجتماعية زاد الطموح لدى الافراد بكسر الأنماط القديمة والخروج على المألوف، فلم تعد الوظائف التقليدية هي المسيطرة على الساحة العملية

بفعل الشبكات الاجتماعية زاد الطموح لدى الافراد بكسر الأنماط القديمة والخروج على المألوف، فلم تعد الوظائف التقليدية هي المسيطرة على الساحة العملية، بعد ان هيأت مواقع التواصل الاجتماعي البيئة الخصبة لنشوء أفكار ووظائف جديدة قابلة لاحتواء المزيد من الطاقات الشبابية.

وبحسب دراسات علمية أجرتها معاهد ومراكز أبحاث متخصصة، فإن للشبكات الاجتماعية التأثير الكبير في توليد فرص عمل إضافية الى جانب الفرص الأساسية، وهذا بالتأكيد يعد من الإيجابيات الكبيرة التي تتمتع بها مواقع التواصل الاجتماعي التي احتلت وبفترة وجيزة مكانة غير متوقعة مقارنة بغيرها من الولادات الإعلامية التي مر على ظهورها عقود من الزمن.

من الملاحظات الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعية، جذبها او احتوائها عددا لا يستهان فيه من الأشخاص، حتى وصلت بهم القناعة الشخصية الى ترك وظائفهم القديمة والتمسك بالجديد البراق، والاهتمام بصناعة المحتوى الالكتروني الذي يشهد إقبالا واسعا من المتلقين.

ولو أجرينا استطلاع للرأي لفئة الشباب الذين اندمجوا مع تلك المواقع نفسيا وفكريا وعمليا، فربما نجد الاعم الاغلب منهم يرغب بان يكون صانع محتوى الكتروني، قابل للتأثير على الأشخاص المتابعين، وبذلك عثرنا على وظيفتين جديدتين وهما التأثير على الآخرين وصناعة المحتوى.

صناعة المحتوى الرقمي يعد في الآونة الأخيرة من الصناعات الرائجة عبر الشبكات الاجتماعية وقد خصصت لها بعض الدول ميزانيات انفجارية؛ لشعورها بحجم التأثير على الرأي العام او توجيهه صوب قضية من القضايا المهمة في المجتمع، كأن يكون قضية النوع الاجتماعي التي اخذت حيز واسع من النقاشات الفردية والأحاديث الاجتماعية وصولا الى المؤتمرات والندوات العلمية.

ومع تنامي سوق صناعة المحتوى، تسعى العديد من الدول الى تقنين هذه المهنة، ومنها ما قامت به جامعة ساوث إيست للتكنولوجيا في أيرلندا، من خلال إتاحة تخصص جامعي جديد يمنح خريجيه بكالوريوس الآداب في إنشاء المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن المقرر أن تستقبل الجامعة الدفعة الأولى من الطلاب في سبتمبر/أيلول 2024.

⭐ بحسب دراسات علمية أجرتها معاهد ومراكز أبحاث متخصصة، فإن للشبكات الاجتماعية التأثير الكبير في توليد فرص عمل إضافية الى جانب الفرص الأساسية

ونبقى في المجال التجاري الذي اوجدته مواقع التواصل الاجتماعي، نلاحظ انشاء مئات الصفحات المتخصصة في مجال الأزياء وتحضير الأطعمة وكذلك الصفحات الارشادية في المجالات التربوية وغيرها من المجالات التي على تماس مباشر مع حياة الافراد، ومن هذه التجارب الكثيرة يتولد لدى المتابع قناعة شخصية ان لم تكن قناعة جماعية بأهمية المتغيرات التي طرأت على الحياة.

ومن المتغيرات التي رافقت ظهور هذه المواقع وعلاقتها بالنمط الاجتماعي السائد هو انشغال الكثير بتحسين صورة مؤسسته وسمعتها بما يضمن تفوقها على المنافسين الآخرين ولذلك كان الشغل الشاغل لاصحاب هذه الحرف هو انتاج المحتويات المتنوعة والمتفردة من الناحية العملية.

بهذه الحالة تكون الشبكات الاجتماعية الأداة الفعالة لخلق مجالات عمل موازية لما هو قائم، ووفق هذه النظرة تمكنت شريحة واسعة من إيجاد ذاتها عبر تلك المواقع وتحقيق احلامها التي تأجلت كثيرا بغياب البيئة الحاضنة والقادرة على تنمية الأفكار والرؤيا الشبابية التي تحولت بمرور الزمن الى مؤهلات ومسميات وظيفية جديدة.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا