قراءة فی کتاب

قراءة في كتاب الشريفة فاطمة بنت الحسن

كما عودنا بلغته السهلة، وبلاغته الجزيلة، في كل مؤلفاته القيّمة، يطرح اليوم سماحة السيد هادي المدرسي، كتابا جديداً تحت عنوان  “الشريفة فاطمة بنت الحسن الصديقة بنت الصديقين ـ فضائلها ـ آلامها ـ مدفنها”.

الانطلاقة الأولى للسيد هادي المدرّسي نحو تأليف هذا الكتاب بدأت بزيارة السيد الى المرقد الطاهر للعلوية فاطمة بنت الحسن (السيدة شريفة)، وأكد سماحة السيد حينئذ عندما وجه اليه سؤال حول مدى صحة انتساب هذا القبر لبنت من بنات الإمام الحسن، عليه السلام، فقال سماحته: لا أشكُّ بأن الصديقة الطاهرة فاطمة بنت الحسن هي صاحبة هذا القبر، فحينما جاؤوا بالأسرى من الكوفة ثم اخذوهم الى الموصل، ثم الى بعلبك والى حلب، وبعدها الى دمشق، وهي أطول الطريق وصولا إليها، عندما مرّ موكب السبايا من هذا المكان (مكان قبر العلوية شريفة) توفيت هذه المرأة المؤمنة الصابرة المجاهدة، التي تحملت كلما تحمله أهل البيت، وغسلها الإمام السجاد، عليه السلام، لان الصديقة لا يغلسها إلا صديق ووضعوا علامةً على قبرها باسم (شريفة)، فلم يثبت عندنا تاريخيا أن للإمام الحسن، عليه السلام، بنتا باسم شريفة لان الشريفة هي الصديقة وقد ظهرت على ايدي هذه الطاهرة معاجز كثيرة”.

إذن فنحن بين يدي كتاب يتحدث حول شخصية عظيمة من أهل بيت النبوة، وهذه الشخصية لم يُكتب عنها إلا القليل النادر، يقول المؤلف في طيات الكتاب: “فاطمة بنت الإمام الحسن، زوجة الإمام زين العابدين، وأمّ الإمام الباقر فاطمة بنت الإمام الحسن ، زوجة الإمام زين العابدين ، وأمّ الإمام الباقر، فهي تنتمي إلى شجرة النبوّة من عدة جهات، ولأنّ الله عزّوجلّ هو الذي اختارها ابنةً للسبط الأكبر، وزوجةً لسيّد العابدين  وقرّة عين الناظرين، وأمّاً للإمام الذي بقر العلم بقراً، لذلك فقد أعطاها الله عزّوجلّ مقام استجابة الدعاء لمن يتوسّل بها أو ينذر لها.

تطرق المؤلف في العنوان الاول الى نسب السيدة فاطمة بنت الحسن، وعقد لذلك المبحث عنوان باسم “النسب الشريف والحسب المنيف”، متحدثا بذلك عن النسب الطاهر للسيدة شريفة من حيث الأب، ومن حيث الزوج، يقول المؤلف: “نعم؛ هي امرأة عظيمة ذات نسب عظيم لقد كانت على مرتبة عالية من الجلال والكمال، إضافة إلى نسبها الشريف؛ فهي ابنة السبط الأكبر، وزوجة الإمام زين العابدين ، وأمّ الإمام الباقر ، وبسبب أنّها ابنة الإمام الحسن  وزوجة الإمام زين العابدين  فإنّ ابنها الإمام الباقر  كان أوّل علوي من علويّين، وأوّل فاطمي يُولد من فاطميّين.

وهكذا فإنّ السيّدة الشريفة فاطمة بنت الحسن  تربّت على يد الإمام الحسن ، ثمّ على يد الإمام الحسين ، فكانت من تربية سيّدي شباب أهل الجنّة معاً.

ثمّ زوّجها الإمام الحسين  من ولده الإمام علـيّ زين العابدين  فكانت نِعم العون لزوجها، سواءً في أيّام الرخاء، أو في أيّام الشدّة، كما كانت من أفضل الأمهات لذريّته، كما تُعرف الوردة من عطرها.

والشمسُ من شروقها، والنجومُ من أنوارها، كذلك تُعرف الشريفة  فاطمة بنت الحسن بما يستجيب الله للمؤمنين من قضاء حوائجهم بالتوسّل بها، وتقديمها بين يدي دعواتهم. تناول الكتاب مواضيع متعددة من حياة السيدة فاطمة (شريفة) بنت الحسن، عليه السلام، وتطرق الى زوايا مضيئة من سيرة هذه المرأة العظيمة، طُبع الكتاب وسيوزع قريبا على المكتبات في كربلاء المقدسة، والنجف الاشرف.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا