کل المجتمع

الأمومة مشروع إلهي

الأنوثة قيمة إلهية كما أن كل المخلوقات تمثل تجلياً لصفات الله الجلالية؛ القوي،العزيز،الجبار،القادر، والصفات الجمالية؛ الرحمن،الرحيم، اللطيف، الرؤوف، الجميل، فالمرأة تجلي لأسماء الله الجمالية، أما الرجل فهو تجلي لأسماء الله الجلالية .

وأحد الصفات الجمالية التي تتجلى في الأنثى هي الخالقية فأكرمها بالأمومة وجعل عندها الرحم لتكون أماً، يقول العلامة الطباطبائي: المرأة هي جوهر الحياة.

وذلك لما تحمله من مهام وصفات فالله ـ تعالى ـ إختارها لتحمل الجنين في بطنها تسعة أشهر، وهي بجاذبيتها وسكونها ومرونتها وحنانها، وهذه الامور هي الأساسيات ليكون هذا الانسان قادراً على العيش بأمان وإطمئنان وبسلامة نفسية، وبالتالي يكون فرداً سوياً وفعالاً في المجتمع وبتكرار هذا النموذج السوي يتشكل مجتمع سوي فعال قوي، ولذلك اذا قلنا هي نصف المجتمع فهذا قليل بحقها، ربما علينا القول بأنها كلُّ المجتمع .

⭐ الأم تحمله في رحمها وتعطيه من جسدها وعندما تنجب ترضع وتعتني به وتواكبه في كل مراحل حياته حتى عندما يكبر

والأمومة أوسع من حيث المعنى اللغوي من الوالدية فالأم باللغة العربية هي الأصل أم القرى، أم الكتاب، أم أبيها، وأيضا هي المقصد أي ما يلجأ إليه، ومن يربي ويرعى ويحتضن ويدير الشؤون ويدبرها، فالأم تحمله في رحمها وتعطيه من جسدها وعندما تنجب ترضع وتعتني به وتواكبه في كل مراحل حياته حتى عندما يكبر، فتعطي بلا حدود وبلذة وحب وحتى مع الشعور بالتعب وبدون مقابل، أما الوالدية فهي التي تلد فقط، قال ـ تعالى ـ: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ}. (سورة لقمان /آية 14)، وقال ـ تعالى ـ: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً}. (الأحقاف/15).

  • أنواع الأمومة:

هناك نوعين للأمومة

١-أمومة بيولوجية (مشروع شخصي): فتعتبر أبناءها ملكاً لها، ولذلك تحاول الاستحواذ عليهم بشكل دائم، فهي تتعب وتربي لكي يخدمها أبناؤها عندما تكبر ويكونون سنداً لها .

٢- أمومة رسالية (مشروع إلهي) : فهي تربي وهدفها مذ كان طفلها جنيناً في بطنها أو لربما قبل أن تنعقد نطفته، هدفها في كل خطوة وفي كل عمل ومرحلةٍ خدمة الإسلام، لذلك نرى أنَّ الأمهات اللاتي يحملْنَ مثل هذا الهدف وأمومتهن من هذا النوع، لاتتوانى أبداً في تقديمه كشهيد أو كمدافع عن الاسلام ولاتحزن بل تفرح عند ذلك، لأنها تكون قد حققت هدفها التي سعت إليه من البداية.

وقد ذكر في القرآن الكريم وفي الروايات الكثير من النماذج النسوية الإلهية منها السيدة حنا والدة السيدة مريم، وآسيا بنت مزاحم، وبنات شعيب، والسيدة حواء، وسيدتنا الزهراء، والسيدة مريم، وتربيتها للنبي عيسى، عليه السلام، والكثير الكثير من النماذج التي كانت إلهية في مسيرتها وأمومتها .

  • النظرة الغربية للمرأة والأم:

ولِما يُصدَّر إلينا كمجتمعات إسلامية من ثقافات غربية بشتى الوسائل، لابدَّ لنا من التطرق للنظرة الغربية لنكون على وعي ودراية وتنبُّه لما يجري حولنا.

فبعض المفكرين الغربيين يقولون: (أنَّ الأمومة هي ظُلْمُ الطبيعة للمرأة)، وهدفهم من كلِّ ذلك تفكيك الأسرة التي عمادها الأساسي الأم، والأسرة هي أساس تكوين المجتمع، وهذا تفكيرهم الشيطاني المدمر .

⭐ فعلى كل أم واعية مدركة لدورها الإلهي تفعيل هذه الأمومة التي هي في طول طاعة الله ورضاه، فالأنثى قد حباها الله بهذه النعمة ألا وهي الأمومة، ولابدَّ لها أن تشكر الله على هذه النعمة بشكل عملي ولاتقتصر على الشكر اللفظي فحسب

وعلى عكس ذلك كانت قيمة الأمومة في الإسلام عالية ومرتفعة، فالأمومة اذا انقطعت لاينقطع التناسل المادي فحسب، بل ينقطع التناسل العاطفي والروحي والثقافي والمعرفي، لا بل تنقطع أسباب الرحمة لأنه كما تصفها إحدى الأخوات المؤمنات “الأمومة أشبه بجرعة ربانية مسروقة في النفس الانسانية”، والاسلام لشدَّة عظمتها ودورها في المجتمع جعل لها في كل حركة أجر وثواب .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يافاطمة ما من إمرأة طحنت بيديها إلَّا كتب الله لها بكل حبة حسنة ومحا عنها بكل حبة سيئة، يافاطمة مامن إمرأة عرقت عند خبزها إلّا جعل الله بينها وبين جهنم سبعة خنادق من رحمة، يافاطمة مامن إمرأة غسلت قدرها إلَّا وغسلها الله من الذنوب والخطايا”. فعلى كل أم واعية مدركة لدورها الإلهي تفعيل هذه الأمومة التي هي في طول طاعة الله ورضاه، فالأنثى قد حباها الله بهذه النعمة ألا وهي الأمومة، ولابدَّ لها أن تشكر الله على هذه النعمة بشكل عملي ولاتقتصر على الشكر اللفظي فحسب.

عن المؤلف

المُدربة: عبير ياسر الزين

1 تعليق

اترك تعليقا