کل المجتمع

الدور التعبوي والتربوي للمرأة المسلمة في كربلاء

يمكن للمرأة المسلمة أن تؤدي دوراً عظيما في قيادة وإصلاح المجتمع اذا ماتهيأت لها التربية السليمة والمنهج الصحيح لتكون عنصراً فاعلاً في سعادة المجتمع.

 كانت السيدة زينب، عليه السلام، قدوة صالحة، ومثل أعلى لكل القيم التربوية الإسلامية، كالشرف، والعلم، والصبر والعفة، والشجاعة، والتضحية في سبيل الله فلابد من استلهام الدروس واستجلاء العبر من سيرتها لتسهم في إعداد المرأة المسلمة وتربيتها ومعرفة حقوقها واجباتها، ودفعها باتجاه تربية جيل تتمثل به القيم الإسلامية.

📌تجسّد دورالمرأة المسلمة في واقعة كربلاء، فقد مثلن نساء اهل البيت، عليهم السلام، ونساء أصحاب الإمام الحسين، عليه السلام، اللاتي حضرن كربلاء و دافعن عن الحق ورفضن الباطل القدوة الحسنة في ذلك

شاركت اخيها الإمام الحسين عفي ثورته ضد الظلم والباطل وتحملت في سبيل الله الاذى والاهوال، وقادت مسيرة الثورة الحسينية، فوقفت أمام يزيد اللعين ووبخته بكلمات لم يسمع بها بنو أمية طوال حياتهم، فضلاً عن خطبها التي القتها في الكوفة والشام، ولم ينس الإمام الحسين، عليه السلام، قوة الحرب الباردة، فجهز ترسانته الاعلامية الضخمة المتمثلة بالسيدة الحوراء ، عليها السلام، لتوضح وتبين وتكشف الحقائقق، ولتذل العدو في عقر ملكه وسلطانه، مماعكس النتائج التي كان يتوقعها يزيد اللعين ومن يسانده وينصره.

  كانت لها وصايا خاصة عن الامام الحسين، عليه السلام بعد شهادته، وكان يرجع إليها في الحلال والحرام في وقت مرض السجاد، عليه السلام، ولها خطب وكلمات تتجلى فيها بلاغتها ورجاحة عقلها، وقوة حجتها، ووعيها للقرآن الكريم والسنة الشريفة، وكان ما يخرج عن على بن الحسين ع من علم  ينسب الى زينب، عليها السلام، تسترا على الإمام السجاد، عليه السلام. (الصدوق، كمال الدين، ص٥٠١).

تجسّد دورالمرأة المسلمة في واقعة كربلاء، فقد مثلن نساء اهل البيت، عليهم السلام، ونساء أصحاب الإمام الحسين، عليه السلام، اللاتي حضرن كربلاء و دافعن عن الحق ورفضن الباطل القدوة الحسنة في ذلك، حيث لم يكتفن بجهاد  أبنائهن،  وازواجهن أمام الظلم  والطغيان، بل ان البعض منهن باشرن بالدفاع عن الامام وأهله بانفسهن، فنال بعضهن الهدف المنشود ألا وهو الشهادة في سبيل الله، فدونت اسماؤهن بافتخار وعزة وعظمة وإيمان في تاريخ ثورة الإمام الحسين، عليه السلام.

ففي يوم عاشوراء خرجت عدة نساء من مخيم الإمام الحسين، عليه السلام، إلى العدو مثل جارية مسلم بن عَوسجة، ام خلف، وأم وهب، زوجة عبالله الكلبي، والسيدة زينب، عليها السلام.

والمرأة التي استشهدت يوم عاشوراء هي أم وهب وهي امرأة نميرية زوجة عبد الله بن عمير الكلبي، لما سقط ابنها وهب، مشت وجلست عند رأسه وطلبت من الله الشهادة، فقتلها هناك مولى لشمر ضربها بعمود على رأسها فاستشهدت رضوان الله عليها.

 و قاتلت امرأتان يوم عاشوراء وهما ام عبد الله بن عمر التي اخذت عمود الخيمة بعد مقتل ولدها وسارت إلى الأعداء فاعادها الإمام الحسين، عليه السلام إلى الخيمة.

والأخرى هي أم عمرو بن جنادة التي اخذت راس ولدها بعد مقتله وقتلت به رجلا من الأعداء ثم اخذت السيف وارتجزت وهجمت على الأعداء، إلا  أن الإمام الحسين، عليها السلام، أعادها إلى الخيمة ايضا، وانضمت لهم بنت عمر زوجة زهير بن القين التي التحقت مع زوجها بقافلة الإمام الحسين عليه السلام.

 وشهدت كربلاء ايضاً الرباب بنت أمرؤ القيس الكلبي زوجة الإمام الحسين، عليها السلام، وكانت هناك امرأة من قبيلة بكربن وائل وكانت في بداية أمرها مع زوجها في جيش عمر بن سعد، لكنها  لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام  العيال حملت  سيفا وجاءت إلى الخيام وندبت ال بكر بن وائل لنصرتها.

وكان ضمن سبايا اهل البيت زينب الكبرى، وفاطمة بنت الحسين، عليهما السلام، والقت  كل واحدة منهن خطبة في الكوفة هزت بها ضمائرهم وابكت عيونهم، وكان مجموع هذه النساء إضافة إلى الأطفال يؤلف قافلة سبايا اهل البيت، عليهم السلام، الذين فروا بعد مقتل الحسين، عليه السلام، وهجوم الأعداء على الخيام ثم قبضوا عليهم وسيقوا في قافلة السبايا إلى الكوفة ومنها إلى الشام.

اما السيدة زينب، عليها السلام، بدأت مهمة الرسالة بعد مصرع اخيها الإمام الحسين، لأنها في حياته كانت تتهيأ للدور، فبعد استشهاده جمعت النساء والأطفال وحمتهم بشجاعتها، وعلمها وفصاحتها، ورعتهم في مسيرة السبي الطويلة ولم تسمح للعتاة الظلمة ان يمسوا امرأة او يوذوا طفل، وواست الأرامل ومسحت على رؤوس الأيتام كانت إما وابا واختا تتصدى لكل من يحاول ان يمسهم، وقاومت نظرات الأعداء الشامتة وكلماتهم وتصرفاتهم.

📌  برز دور العقيلة ليكشف عن زيف  حقيقة صوت المرأة الحيدرية الحسينية بفضح عروش الكفر وأبناء الطلقاء

 كما مارست حرية الدعوة الاسلامية ونشر ثقافة الإصلاح والتهذيب ومحاربة الرذيلة والاستعباد، وكان اختيارها هو الطريق الأوحد دون إن تستكين او تستسلم للارهاب والقتل وبقيت حرةابيةفي موافقتها من الظلم والطغيان.

  برز دور العقيلة ليكشف عن زيف  حقيقة صوت المرأة الحيدرية الحسينية بفضح عروش الكفر وأبناء الطلقاء.

اخيراً؛ اثبتت السيدة زينب، عليها السلام، في مجالس المنافقين وابناء السقيفة انها المرأة التي يمكنها ان تتحدى إمبراطورية ال أمية، فعلى النساء ان ينظرن إلى فخر المخدرات ومعرفتها وشجاعتها وترك الجهل والتمدن الحديث واتباع الشيطان والشهوات.

هذا ما ينتظره مجتمعنا من المرأة المسلمة بحيث لم يعد دورها يحجم في صيانة نفسها وحفظ بيتها ورعاية عيالها، بل يتسع ليشمل تثقيف نفسها وزيادة وعيها وفهم حقوقها واجباتها، بل وحتى الوقوف بوجه الظلم والجور، وبذلك ترتقي بنفسها ومجتمعها.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا