فکر و تنمیة

الأنزلاق الالكتروني

حياتنا اليوم ترتبط ارتباط لاينفك عن عالم الانترنت  فأضحت مجالسنا وضحكاتنا بلاصوت يعبر عنها بالكتابة والايموجيات للتعبير عن بعض المشاعر للغير سواء جدا ام هزلا.

وقد وقع الكثير بسوء فهم حاد للحياة الالكترونية باعتبار انها غير الواقع، وهذا الانفصال جعل من الاهتزاز النفسي يغطي فئة واسعة من الناس فأضحى النشر حدث ولا حرج، سواء بمحتوى مفيد وهو المطلوب ومحتوى اللامحتوى ان صح القول والذي مع الاسف يزداد يوما بعد يوم بسبب المشاهدات وعدد (اللايكات)، لانه يستقي التشجيع والاستمرارية بسبب بعض التعليقات الفارغة، ومن الجدير بالذكر أنك ايها القارئ قد تساهم بذلك وانت لا تشعر!

📌 تجنب البرامج والتطبيقات والالعاب السارقة والحارقة للوقت الثمين والاقتصار على ما تزيد من تطورك وتقدمك وهو ما وُجد لذلك، فلقد صُنع ليخدمك ويسد احتياجاتك لا لتخدمه وتصبح أسيره

وأضحى النشر اللاهادف هوس الكثير وأضحت المجالس (المراسلات) غير خاضعة لقواعد منضبطة منها مثلا الوقت فأصبح الليل نهارا والنهار ليل (مراسلات ليلية)، وغير خاضعة ـ أيضا ـ للحشمة، وهناك سرعة الثقة بالغرباء، وافشاء الاسرار وما اشبه من الأمور التي لا تخضع لواعد منضبطة وواضحة.

فالعلاج يكمن بـ:

 أولا : تقوى الله وانه ـ تعالى ـ  بصير بكل حركاتك وسكناتك.

ثانيا: الثقافة والوعي وان القواعد الاجتماعية هي نفسها في الواقع وفي المحادثات، فالانسان السوي هو ما كان سويا في كل زمان ومكان عكس المنافق الذي له وجهان، وأهم ما على الفرد ان يعي بأنه يُخضع رقبته للأحتلال الفكري الملوث وتقييد دوره في الحياة، فإنما العمر ساعات تمضي.

ثالثا: تجنب البرامج والتطبيقات والالعاب السارقة والحارقة للوقت الثمين والاقتصار على ما تزيد من تطورك وتقدمك وهو ما وُجد لذلك، فلقد صُنع ليخدمك ويسد احتياجاتك لا لتخدمه وتصبح أسيره.

رابعا: ترك الفضول وعدم أبراز العضلات الوهمية بالتعليق لكل شيء او النظر لكل شيء.

خامسا: قتل الفراغ الدافع للانشداد لهذا العالم، فاترك بصمتك في الواقع وذلك بتوظيف طاقتك بالعلم والعمل من اجل النهوض وتحسين الواقع، فليس من الشجاعة والعقل ان يلوم الفرد واقعه وظروفه بحجة انعدام فرص العمل مثلا والهروب لعالم افتراضي بأن يقضي ساعات من وقته في الالعاب الالكترونية ومنها (البوبجي) وغيرها.

📌 أضحى النشر اللاهادف هوس الكثير وأضحت المجالس (المراسلات) غير خاضعة لقواعد منضبطة منها مثلا الوقت فأصبح الليل نهارا والنهار ليل (مراسلات ليلية)

وأخيرا من الجميل جدا ان  يستفاد قدرالامكان من الانترنت الذي من ناحية أخرى ساعد في تطوير الكثيرين وصقل مواهبهم ليس فقط الاستفادة، بل إفادة الآخرين بما ينشروه من محتوى هادف جدا ومبارك، والاقتداء بل احتذاء حذوهم لتكون مالكا جيدا لا مملوكا .

بعض الامثال تضرب ولا تقاس  ـ فمثلا ـ المغناطيس يجذب الحديد فقط لا الخشب، إذن من كانت نيته نقيه وقلبه سليم ينجذب لما يفيده، اما من كان فارغا من داخله فهو لا يعرف نفسه فيتخبط في طريقه.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا