أدب

زهرة النور

في ضفة العرشِ تحت الساقِ أكليلُ

ينداحُ في الغيبِ تقديسٌ وتهليلُ

قد أشرقت جنّةُ الفردوسِ وابتشرتْ

وسوسن القلبِ .. تشدوه العناديلُ

والكونُ يرفل في ميلاد نورسها

يقفوه بالشوق تسبيحٌ وتبتيلُ

يبوحُ من مسكها لحناً عصارتُه

قرآنُ وحي له تهفو المواويلُ

يَحيْكُ من قدسِ تسبيحاتها بُرداً

والفيضُ معدنه آيٌ وتنزيلُ

الخيرُ منها..لها، والحسنُ عنصرها

خيرُ النساءِ لها في العرشِ تفضيلُ

حوريةٌ.. من قِطافِ العرش طينتُها

إنسيّةٌ غرسها .. في القول تفصيلُ

نورٌ تدلى من الفردوس كوكبُهُ

زُجاجةٌ زيتها في اللوحِ مفتولُ

مصباحهُ يُوقِدُ الأرواح من شجرٍ

مباركٌ ضوؤهُ .. في الساقِ محمولُ

من نورها اغتسلتْ أنواء قافيتي

وأسفرتْ بسنا حَرْفِي القناديلُ

منصورةٌ في السما.. مرضيةٌ وكما

صديقةٌ.. واسمها للخير تعليلُ

إنَّا  لنغرقٌ في عشيرنها ظمأً

نحو المجاز فهل للسرِّ تأويلُ؟

إنَّا لنغرقُ .. في ماءٍ بلاغتُهُ

سِرُّ النجاةِ.. ففيها الماءُ مأهولُ

يا زهرةَ النور.. جئنا والملائكُ إذ

طافتْكِ شوطَ العُلى والتبرُ قنديلُ

لمَّا تزل .. غيمة التسبيحِ تُمطرُها

يَصبُّ كأساً من الألطافِ جِبريلُ

حتى سُقينا من الفردوس كوثرهُ

مُذ كان لاسمك يا زهراءُ ترتيلُ

يا جوهر العشقِ في اللاهوت من قدمٍ

تفاحةٌ .. ولها في الروضِ تبجيلُ

كالقَدْرِ ميلادُكِ الأسنى .. نجددهُ

لمطلع الفجر .. فيه الخيرُ مأمولُ

أنّى ذكرتُكِ ألقى الشعرُ في جهتي

من البشيرِ قميصا .. فيه تأصيلُ

يرتدُّ عنّي وعن عيني العمى، وإذا

تجمَّر الشوقُ لي بالدمعِ تغسيلُ

لولاك يا علةَ الايجاد .. يا رئتي

لا كان شيءٌ .. ولا في الخلقِ مرسولُ

بنتُ النبي وأم الأولياء فمَن

صلى عليك ففي الرحماتِ مشمولُ

حبيبةُ المرتضى ..معشوفة، ولهُ

في ساح قدسك يا زهراء تقبيلُ

طوبى تطيّبُ .. وأنهارُ القداسة إن

ذكرٌ علا .. ولأهل البيت موصولُ

بقيةَ الروحِ .. مرآةٌ لفاطمة

غيمٌ من الشوقِ عذبٌ فيه مبذولُ

صلَّت لمقدمه أسرابُ لهفتنا

إذ كان قلباً من الزهراءِ معزولُ

عن المؤلف

فاطمة الشيخ محمد حسن الحبيب

اترك تعليقا