ثقافة رسالية

ما فائدة رجل الدين؟

في الجو المشحون بالصراعات الفكرية و ظهور الآيديولوجيات المختلفة تظهر أسئلة حول أهمية ..؟؟

في الجو المشحون بالصراعات الفكرية و ظهور الآيديولوجيات المختلفة تظهر أسئلة حول أهمية رجل الدين في المجتمع.
أولاً ينبغي أن نعرف مَن هو رجل الدين ؟
في الإسلام يُعتبر كل مسلم رجل دين و عليه معرفة أحكام الدين و لو جزئياً، و هناك رجال و نساء تخصصوا بتعلّم تفاصيل الدين و جزئياته ليعتمد عليهم الآخرون. و هنا نحن نقصد برجل الدين ذلك الشخص الذي الذي درس الدين و أحكامه و عرف كتاب الله و رجال الدين لهم طبقات و درجات حسب العلم و التقوى.
يؤدي رجال الدين دوراً مميزاً في المجتمعات سواء كان الدور سلبياً أو إيجابياً
و يمكن أن نلخص دوره عموماً بالحفاظ على وحدة المجتمع و دفعه للتقدم من خلال تمثيل عدة أدوار:

 

 

[.. في الإسلام يُعتبر كل مسلم رجل دين و عليه معرفة أحكام الدين و لو جزئياً، و هناك رجال و نساء تخصصوا بتعلّم تفاصيل الدين و جزئياته ليعتمد عليهم الآخرون ..]

 

 

– 1- القضاء:

أهم دور لرجل الدين هو منصب القضاء بين الناس لأنه يعرف الدستور الإلهي المتمثل بالقرآن الكريم، يقول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}.
و لأن المسلمين لا يرتضون لأنفسهم إلّا حكم القرآن فكان لابد من رجل متبصّر بمضامين وأحكام القرآن، ويستخرج منه الحلول والبدائل بما يفيد العصر الحاضر، و يأخذ طريقه للتنفيذ على صعيد الواقع.
و قد كان المسلمون في سالف الزمان يتقاضون عند رجال الدين، أما في عصرنا الحاضر فقد صنعت لنا الانظمة العلمانية قضاة يمزجون في الدين آراء و افكار الغرب التي لا تمت بصلة الى قيم السماء.
و هؤلاء “القضاة” سرقوا المنصب من رجال الدين بالقوة العسكرية و السياسية كما سرقوا الوطن و العقول و غيرها.
و هنا ملاحظة مهمة؛ أن العلمانيين يتهمون رجال الدين بالتدخل في الشؤون السياسية و الاقتصادية وغيرها، و الحال أنه يمارس دور القاضي، وعليه اصدار الاحكام في كل الأمور حسب منهج السماء، وحتى تكون أحكامه دقيقة وصائبة لابد أن يكون ملماً بالقضايا الكبرى والرئيسية وهي: السياسة والاجتماع والاقتصاد.

 

[ .. دور التربية و التعليم أهم ما يتصدى له رجال الدين. حيث جاء في القــــرآن الكــــــــريم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ..]

 

 

– 2- التربية:

دور التربية و التعليم أهم ما يتصدى له رجال الدين. حيث جاء في القرآن الكريم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}. (سورة الجمعة ـ2).
فرجل الدين يتعلم من النبي و من الإمام و يُعلّم الأمة، وهذا ما كان يجري قبل قرن من الزمن حيث يذهب التلاميذ للمسجد ليتعلموا أمور دينهم و حياتهم، حتى إذا جاء المد العلماني الذي يدعو لتجريد الدين من كل صلاحياته و جعلوا التعليم في رجال مرتبطين بالإستعمار و يحملون ثقافة الغرب و أفكارهم ليتربى أبناؤنا على تقديس التكنولوجيا و نبذ الأخلاق وعبادة الغرب.
3- المصلح الإجتماعي:
رجل الدين هو الذي يصلح بين المتخاصمين و يحاول حل المشاكل و يحفظ أسرار الناس و يحمل في قلبه صندوق مشاكلهم و شكاواهم، وهذا لم يطلع عليه أحد إلا من سمع تلك القصص الراقية عن طلبة العلوم الدينية و عرف دورهم السامي.
تبقى هذه الأدوار و غيرها من صلاحيات رجل الدين و إن جردته الدولة الخاضعة للإحتلال منها، و ستعود له صلاحياته يوما ما.

عن المؤلف

كرار المدني/ طالب في كلية الإدارة والاقتصاد

اترك تعليقا