رسالة المشروع هي العودة الحقيقية الى الدِين كثقافة وسلوك، وليست مظاهر شكلية فقط، فنحن لا نقول للشباب: عليكم باللطم، أو: زُر الإمام الحسين فقط وستدخل الجنة! كلا بل ان قضية الامام الحسين، عليه السلام، تدعونا للعمل والتحرك
تجمع الرحمة الرسالي، مؤسسة دينية – ثقافية تأسست في كربلاء المقدسة في الأيام الأولى من بزوغ فجر الحرية على ربوع العراق، وقد أخذت على عاتقها مسؤوليات عديدة استجابة للحاجة الماسّة الى الوعي والثقافة الإسلامية الأصيلة في المجتمع الكربلائي بشكل خاص، وفي المجتمع العراقي بشكل عام، فقد نشطت في مسارين: الخيري، والآخر: الثقافي، وكان آخر مبادرة لهذه المؤسسة –وليس الأخير- إطلاق مشروع قدسية كربلاء خلال زيارة الأربعين لهذا العام، علماً أن تجمع الرحمة الرسالي سبق وأن تبنى بقوة وشجاعة لمشروع قدسية مدينة كربلاء خلال السنوات الماضية، وهذه المرة كانت المبادرة في إظهار العلاقة العضوية بين النهضة الحسينية ومفهوم القدسية لهذه المدينة، فكان لنا هذا الحوار المقتضب مع أحد القائمين على المشروع، وهو سماحة الشيخ حسين الأميري، إمام جامع الامام السجاد في حي ساهرون.
- هل يشمل مشروع قدسية كربلاء حملة توعية لأصحاب المواكب بالنسبة لتوزيع الطعام والذبح وغيرها؟
ج: نعم بالتأكيد من أساسيات عمل المشروع هو الحملات التوعوية والتثقيفية، سواء للزائرين أو للمواكب، وتكون هذه الحملات على جميع الأصعدة، ومنها ما يخص آداب الزيارة وحرمة كربلاء ومكانتها، وكذلك آداب الطعام والشراب.
2- كيف تنظرون الى مسألة الفرائض الدينية؛ الصلاة في اوقاتها- الحجاب- والآداب الاجتماعية؟
ج: أصل الكلام في القدسية هو تأدية الفرائض كما يجب، فالنهي عن الفواحش والمحرمات هو رديف الأمر بالصلاة والمحافظة عليها، والقرآن الكريم واضح وصريح في الآية المباركة: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، وحينما نتكلم عن الحجاب فهو فريضة دينية، وهكذا الآداب الاجتماعية والأخلاق الإسلامية، فالكلام عن القدسية هو تأصيل للفرائض.
- ما هي رسالة المشروع الى شريحة الشباب؟ وما تتوقعونه منهم بالدرجة الأولى خلال زيارة الاربعين؟
ج: رسالة المشروع هي العودة الحقيقية الى الدِين كثقافة وسلوك، وليست مظاهر شكلية فقط، فنحن لا نقول للشباب عليكم باللطم، أو: زُر الإمام الحسين فقط وستدخل الجنة! كلا بل ان قضية الامام الحسين، عليه السلام، تدعونا للعمل والتحرك فدفاعنا عن قدسية كربلاء وتوعية الشارع هو جزء كبير من ارتباطنا بمولانا الحسين، عليه السلام، لذا نقول لهم: عليكم بالارتباط بالدِين، والتفقّه والتعلم ومن ثم تحمل المسؤولية والعمل في خدمة الدين ونشر الوعي.
4- كيف تقيّمون نشاط المؤسسات والمراكز الثقافية الاخرى في كربلاء والعراق، وكيف تنظرون على مسألة التعاون والتنسيق بينكم؟
ج: نحن لا نُقيّم بل ندعو الجميع للتكاتف من أجل كربلاء المقدسة، ومن أجل أن تصبح مدينة كربلاء خالية من مظاهر الإخلال بالقيم الدينية، كما ندعو الجميع لتحمّل المسؤولية الدينية وكل من موقعه، والتعاون بين الجميع في خدمة الدِين ونشر الوعي والثقافة، والعمل على الحفاظ على قدسية كربلاء.
5- الكثير اليوم ينظرون على مفهوم القدسية على أنها نوع من التقييد والتحجيم او التفكير بالقديم، هل تقديس الامام الحسين والقرآن والدين يدعو الى ما يتخيّل هؤلاء؟
ج: من قال ان التقدم والتطور والتحضّر مرهونٌ بالتعرّي والمجون والانحلال؟!
نحن ندعو إلى الالتزام بالدِين وتطبيق قيمه ومبادئه، والعمل بوصاياه و أوامره ومنها، الالتزام بالحجاب ورفض التعرّي والسفور، ومحاربة الانحلال والميوعة، وكل ذلك مما لا يتنافى مع التقدم والتحضر، حيث أن التقدم يكون بالعلم والعمل، والدِين هو الذي يدعو للعلم والعمل والتحرك والإنجاز، بينما الميوعة والفساد والانحلال والتبرّج تكون نابعة من الجهل، والجهل عدو العلم والعمل، ومن ثمّ فهو عقبة في طريق التقدم.
ثم كيف يحكمون على أن الدعوة للحجاب يعني التفكير بالقديم؟ هل بدعوى أن الحجاب مرتبط بالعصور الأولى للإسلام؟ أليس دعوتهم للتعرّي هو دعوة للتخلف، حيث أن العصور الأولى كان الناس فيها متخلفين ويعيشون عراة، فهم يدعوننا الآن للعيش كما عاش البشر في العصور الجاهلية القديمة بحالة تعرّي وتخلف!