فکر و تنمیة

الانسان العفوي ما له وما عليه؟

في الزمن الذي يسير الخبث فيه اغلب تصرفات البشر ويغيرها باتجاه انحدار الإنسانية9 وتدهورها يظهر اليك من وراء العتمة هذه  هناك مَن يتصرف بعفوية وطيبة وكأنه مخلوق لغير هذا الزمان، هذه النوعية من البشر وان قلت لكنها تبقى مصدر سعادة وبارقة امل لمن يأس من قهر تصرفات البشر وسلوكياتهم، هذه السمة في الانسان تغذيه بما يبقيه على قدر من الصحة النفسية، فمن هو الشخص العفوي؟

 وماهي أبرز عوائده الإيجابية على مجتمعه؟

يُعرّف علم النفس الانسان العفوي بأنه: ذلك الذي يقوم بسلوكياته دون أي تخطيط او جهد مسبق مما يجعل اغلب افعاله محبذةً لدى الاخرين لكونها نابعة من تلقائية الانسان وفطرته السليمة التي فُطر عليها بعيداً عن التفكير في التقييمات والانتقادات التي يصدرها الآخرون نحو صاحب هذه الشخصية.

⭐ العفوية هي القدرة على أن تكون طبيعياً وصادقاً في طريقة تفكيرك وتصرفاتك، دون التفكير في قواعد أو تصرفات معينة

والعفوية هي القدرة على أن تكون طبيعياً وصادقاً في طريقة تفكيرك وتصرفاتك، دون التفكير في قواعد أو تصرفات معينة، وتعد العفوية مؤشراً في علم النفس على الصدق والشفافية في السلوك والكلام، ويشير إلى وجود توازن عاطفي.

  • كيف نميز الانسان العفوي؟

عبر عدة سلوكيات ظاهرية نستطيع الحكم على كون صاحب هذه التصرفات هو انسان عفوي ام غير ذلك، ومن اهم المميزات لشخصية الانسان العفوي ما يأتي:

  1.  انه يكون منفتحاً على الاخرين ومتقبلاً لآرائهم وهذا نابع من ميلهِ الفطري الذي يقضي بتقبل النظير والتعامل معه بأريحية، قد يتخذ قراره بسرعة كبيرة لكنه يعاود دارستها فيما بعد ليقيم فيما اذ كان على صواب ام خطأ.
  2. لا يتقبل الاساءة له ولا تبريرها لكونه يحب ان يعامله الناس بمثل ما يعلمهم به.
  3. يعمل تحت الضغط ويقدر المسؤوليات التي توكل اليه ويحاول إنجازها على اتم صورة.
  4. يمتلك قدراً كبيراً من روح الدعابة والمرح والحماس والحيوية، و بالتالي مصدراً لإلهام من حولهم ومصدر طاقة لهم، ان توفرت بعض هذه المميزات او جميعها في شخص فلك ان تحكم على كونه انسان عفوي من دون تردد.

⭐ للشخصية السلبية الكثير من الإخفاقات التي يدفع ثمنها هو وربما يدفعه المقربون منه منها انه يتصرف بطفولية عالية مما يجعله عرضة للانتقاد

  • هل للعفوية سلبيات؟

نعم؛ للشخصية السلبية الكثير من الإخفاقات التي يدفع ثمنها هو وربما يدفعه المقربين منه منها انه يتصرف بطفولية عالية مما يجعله عرضة للانتقاد، سيما ونحن نعيش في عالم محاط بغشاء الخباثة، ومن سلبياتها ان العفوي قد يسيء التعامل مع المواقف الاجتماعية حسب ما يجب فعلاً، على سبيل المثال قد تجد احدهم يبدأ بالأكل في وليمة دعي اليها وهم لازالوا يحضرون الطعام ظناً منه ان الامر طبيعي وليس عيباً على اعتبار ان المطاعم يجري فيها مثل هذه الحالات، وعموماً مبالغة الانسان بالتصرف على طبيعته هي سلبية كبيرة يجب الحذر من تداعيتها.

  • ايجابيات الانسان العفوي:

قبالة السلبيات التي تنتج عفوية الانسان هناك الكثير من الإيجابيات التي تجعل من الفرد المتصف بها انسان استثنائي ومن أهمها:

  1.  ان الفرد العفوي يحاول تجريب أمور جديدة بشكل متكرر في حياته، فلا يخشى المغامرة ولا يهاب الخوض في تجارب قد تحتمل الخطأ والصواب.
  2. يمتاز الشخص العفوي بالبساطة في التعامل مع الآخرين  وعدم الميل الى التعامل بطريقة ذات طابع رسمي، على سبيل المثال انه يقبل دعوة عشاء قبل الموعد بدقائق بينما يرفضها الاخر بداعي انهم لا يقدر ولم يحسب له حساب.
  3. من جماليات الانسان العفوي انه لا يعطي اهتماماً مبالغ فيه للأمور المزعجة التي تحصل معه ويعتبر ان من البديهيات ان يواجه الانسان في حياته مثل هذه الأمور، وبالتالي يكون اكثر مرونة في تقبلها، وبالتالي هو اقل من غيره استجابة لدواعي القلق والتوتر والإحباط عند حدوث الازمات، فلديه ما يعرف بالقدرة على التحكم بمصادر التوتر.
  4. وتبعاً لما ذكرناه فإن الشخص العفوي في الغالب يمتلك القدرة على التحكم بانفعالاته وتحويلها لأمور اكثر فائدة بدلاً من السماح لها بإيقاف تقدمه النفسي، وبالتالي فهو يمتلك نظرة إيجابية للحياة، وبالتالي من المنطقي ان يكون مثل هؤلاء الأشخاص اكثر سعادة من سواهم، هذه هي العوائد الإيجابية التي تفوق العوائد السلبية بكثير لذا يمكننا الحكم على ان الانسان العفوي هو انسان متفرد ينبغي الاحتفاظ به.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا