الأخبار

رغم قمع طالبان؛ الشيعة الأفغان يقيمون الشعائر الحسينية في مختلف المدن الأفغانية

الهدى – متابعات ..

أعلنت مصادر محلية من مدينة غزني جنوب أفغانستان، عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين جراء إطلاق النار على المشاركين مراسم عاشوراء في منطقة نوآباد في مدينة غزني الأفغانية.
وفي مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من هذه المنطقة، بسمعت أصوات طلقات نارية، كما يمكن أيضاً مشاهدة حالات ضرب المعزين من قبل قوات طالبان.
هذا ولم تبدِ طالبان رأيًا بعد في هذا الشأن، وقد أبلغ السكان المحليون عن انقطاع جاد في للإنترنت في هذه المحافظة.
كما نُشرت في الأيام الماضية صور للمعزين يتعرضون للضرب في مدينة كابول، كما تم إغلاق بعض المحلات التجارية بسبب وضع أعلام الحداد في شهر محرم في هذه المدينة.
وفرضت حركة طالـبان هذا العام قيوداً واسعةَ النطاق على مظاهر العزاء بمناسبة محرم في كابول.
وقبل أيام وقّع الشيعة على عرائض وطلبوا من طالـبان رفع القيود المفروضة على إقامة العزاء والشعائر الحسينية في شهر محرم الحرام.
هذا شددت حركة طالـبان في الأيام التي سبقت يومي تاسوعاء وعاشوراء، إجراءاتها وتعاملها العنيف مع الشيعة الأفغان والمعزين في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وتمادت في قيودها التي وضعتها لإقامة مراسم العزاء الحسيني.
وذكرت وسائل إعلام محلية، انه تم خلال الأيام الأخيرة تسجيل حالات مختلفة من تعامل طالبان بعنف مع المعزين الحسينيين بالعاصمة الأفغانية كابل وغزني وغيرها من المدن الأفغانية الأخرى.
وأفادت المصادر أن مجاميع من عناصر طالـبان داهمت يوم الثلاثاء موكباً للعزاء الحسيني غربي كابل واعتدت بالضرب على عدد منهم، وقامت بتخريب المظاهر العاشورائية، مضيفةً أن المعزين في هذه المنطقة أقاموا بمناسبة اليوم السابع من محرم ووفقاً لشعائر العزاء السنوية، مراسم “رفع العلم”، لكنهم تعرضوا لهجوم من عناصر طالـبان التي قامت بتفريق المعزين بضربهم بالسياط وفض مراسمهم.
وتداولت وسائل إعلام مختلفة العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر جانباً من التعامل القسري والعنيف لقوات طالـبان مع المشاركين في العزاء الحسيني.
وسجلت وسائل الإعلام في إحدى الحالات مهاجمة طالـبان مطبخاً لموكب حسيني يُعدّ الطعام للمعزين، معتديةً بالضرب على الجماهير، وفي حالة أخرى، أوقفت دراجات نارية تقل المعزين الحسينيين ورُكّبت عليها أعلام الحداد، وانهالت بالضرب على المعزين بالسياط.
ومنذ اليوم الأول من المحرم ولغاية يوم العاشر من الشهر، تم تسجيل حالات عديدة من التعامل المتسم بالعنف لطالــبان مع الشيعة في مناطق مختلفة من أفغانستان بما فيها العاصمة كابل.
وقد وضعت طالـبان في محرم هذا العام، قيوداً غير مسبوقة على مراسم العزاء الحسيني، ولم تسمح لأكثر من نصف من مساجد وحسينيات مدينة كابل، بإقامة الشعائر الحسينية بمناسبة شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
من جانبهم اعتبر الشيعة الأفغانيون، القيود التي وضعتها طالـبان على مراسم العزاء الحسيني في العشرة الأولى من محرم وإجراءاتها العنيفة بأنها “ظلم سافر”.
ووصف عدد من المعزين الحسينيين بمدينة كابل، التعاطي العنيف لطالـبان مع المعزين الحسينيين ووضعها قيوداً على إقامة الشعائر الحسينية بـ “التمييز المذهبي” و “خرق الحريات الدينية”، مؤكدين أن أتباع الإمام الحسين (عليه السلام) قد تعلموا في مدرسة عاشوراء ألا يرضخوا للظلم، مثلما أنهم لم ولن يرضخوا للظلم أبداً.
وقال العديد من أتباع أهل البيت عليهم السلام في أحاديث لوسائل إعلام إن “الرسالة الرئيسية لعاشوراء ونهضة الإمام الحسين (عليه السلام) هي مكافحة الظلم والاستبداد وعدم الخنوع للظلم والجور”.
مضيفين “أننا بوصفنا أتباع الإمام الحسين (عليه السلام) نواجه اليوم عسف واستبداد حكامنا الجائرين، لكننا لا نرضخ ولا نخنع أبداً لهذا الظلم”، مؤكدين أنهم قد تعلموا “درس الحرية في مدرسة كربلاء، وشعارهم الرئيسي هو: هيهات منا الذلة”.
ووصف عدد من المواطنين والسياسيين الأفغان في معرض حديثهم عن سلوكيات وإجراءات مجموعة طالــبان القاسية والعنيفة مع المعزين الحسينيين، هذه المجموعة بأنَّها “يزيد زمانها”.
وأضافوا أن احترام الحريات الدينية هو “مبدأ” لا بد من التقيد به بما في ذلك احترام الحريات الدينية للشيعة وأتباع سائر المذاهب في أفغانستان، و “إن طالـبان برهنت أنها لا تحترم أي دين ومذهب، فالشيعة وحدهم لا يقيمون مراسم العزاء في محرم، بل أن السنة يشاركونهم أيضاً في هذه المراسم”.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا