مناسبات

المجالس الحسينية ودورها في تربية النفس

لكل مجال من مجالات الحياة العامة عند البشر تأثيره الخاص على نفس الانسان، ولكل رفيق تأثير مضاعف على روح الانسان، لذلك نجد آيات القران الكريم والروايات تحثنا على الاهتمام باختيار الأماكن والمجالس والاصحاب بدقة .

و أكيداً إن من أفضل المجالس والاماكن و أروعها؛ المجالس الحسينية، لانها مجالس ذكر الله وأهل البيت، عليهم أفضل الصلاة والسلام، فهي تربي النفس وتهذبها كما ورد عن الإمام الصادق، عليه السلام، لفُضيل: “تجلسون وتتحدثون؟ قلت نعم، جُعلت فداك، قال، ‏عليه السلام، إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا، يا فُضيل، من ذكرنا أو ذُكرنا عنده، فخرجت من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كان أكثر من زبد البحر”.

وبكل تأكيد إن من يجلس في هذه المجالس (المجالس الحسينية) سوف يرتقي ويسمو ويكون أفضل من غيره إن سمع الكلام واتبع أحسنه إذن؛ هي مربية للبشر، وخاصة الاجيال المعاصرة حيث عواصف و أمواج البلاء، والاختبار، والتطور الالكتروني، والحداثة، وظهور البدع الشيطانية، وانتشار ومواقع الرذيلة والفسق والفجور، والانقلاب على العادات والتقاليد الاجتماعية الفاضلة والكريمة في المجتمع  .

ان تفنن الشيطان واساليبه المبتذله في نشر الفسق عبر أدواته الخبيثة هدفه الرئيس هو محاربة الشعائر الحسينية والمجالس الطيبة والحسنة.

⭐ المتتبع للشعائر الحسينية ومجالسها يرى بكل وضوح ان أهم عامل حققته على الارض هو ديمومه وجذوة الحس الثوري العقائدي ضد القيم الفاسدة والعادات الطارئة والشيطانية و رموزها

والمتتبع للشعائر الحسينية ومجالسها يرى بكل وضوح ان أهم عامل حققته على الارض هو ديمومه وجذوة الحس الثوري العقائدي ضد القيم الفاسدة والعادات الطارئة والشيطانية و رموزها، والشعائر الحسينية تمثل في كينونتها جدار الصدّ ضد الانحرافات الاجتماعية والاخلاقية بكافة اشكالها ومسمياتها، حتى اصبحت هدفاً لكل اعداء الاسلام والدين المحمدي الاصيل.

الامام الحسين، عليه السلام، خرج لتحقيق أهداف حيوية وعالمية ومستقبلية، الى جانب الاهداف الأخرى وهي؛ الإصلاح في الدين وفي الأمة، وهو القائل: “من لحقني استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح”، إذن؛ هنالك معركة مستمرة على طول الخط مع الباطل و أهله، وهنالك فتحٌ كبير يحتاج الى أدوات لنصرته وتفعيله على ارض الواقع .

المجالس الحسينية بمنزلة صفعة شديدة لكل من يمثل الباطل والانحراف، ويساهم في التخطيط والتنفيذ بشكل مستمر لتدمير المفاهيم والقيم الاسلامية والانسانية والاخلاقية، والاعتداء السافر والصريح على الرب –سبحانه وتعالى- بعناوين شتّى، و هذه الصفعة تتكرر كل عام، بل إن ذكرى استشهاد الامام الحسين، عليه السلام، تمثل ملحمة الاستقامة لدين النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، و ضربة موجعة لاتباع الشيطان والكافرين، والمجالس الحسينية هي رسالة عظيمة تقول للعالم أجمع:  بأن الاسلام المحمدي باقٍ رغماً عن أنوف أعداء الدين.

إن تضحيات الامام الحسين، عليه السلام، الخالدة كشفت زيف الحكام الامويين و ادعياء الدين والاسلام، عملاء الروم وذيولهم، وفضحتهم الى الابد.

عن المؤلف

ظاهر العُقيلي - إعلامي من محافظة ميسان

اترك تعليقا