بصائر

المرجع المدرّسي في مؤتمر التقريب بين الأديان: العالم يبحث عن الخلاص

العالم اليوم يعيش الكثير من المشاكل وفي العقد الأخير إزدادت هذه المشاكل ما يدل على ضرورة التخلص من النهج المادي الذي يحكم العالم، فقد فشلت الحضارة المادية في إدارة العالم، وكلما تقدم العلم إزدادت مشاكله وإزدادت الحاجة إلى الخلاص، والخلاص عند الله، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}، ولقد أودع الله منهاجه في كتابه الكريم وعند رسوله العظيم، وعند أهل بيته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، فعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة الإلهية ونحمل راية الخلاص، ليس فقط لأمتنا وإنما للعالم أيضاً.

  • عقبةٌ في طريق الخلاص

والعقبة في طريق العودة الى الله هي السلاح الفتاك الذي استخدمه ابليس عبر التاريخ ضد أهل الحق، ألا وهو سلاح التفرقة، وعلينا أن نتجاوزه بالتوكل على الله ـ تعالى ـ.

فربنا ـ سبحانه وتعالى ـ بيّن منهاج الوحدة وقال: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}، حيث أوضح لنا مكانة قيمتين أساسيتين في الأمة وهما: الآيات والرسول، {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، ثم يقول ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، فآيات الله متمثلة بالآيات والرسول.

⭐ العقبة في طريق العودة الى الله هي السلاح الفتاك الذي استخدمه ابليس عبر التاريخ ضد أهل الحق، ألا وهو سلاح التفرقة

نحن اليوم نجتمع لنفكّر في الخلاص، والخلاص يكون بالتوكل على الله وبالاهتداء بنهجه والعودة إلى كتابه والعودة إلى ثوابت الشريعة.

  • خارطة الطريق للعودة الى الله

إنّ السبيل لرسم خارطة طريق لخلاص العالم، بل خلاصنا أيضا يتمثل في رفض أي لون من ألوان التفرقة، بأي اسم وبأي منهج، كذلك يجب على العالم حل خلافاته بالحوار، أولم يقل ربنا ـ سبحانه ـ في كتابه الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً}، وقال: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وأخيراً يجب التأكيد على الثوابت، فكلما تبلورت عند أبناء الأمة الاستراتيجيات العامة، وكلما ترسخت هذه الاستراتيجيات في وعي أبنائها وقادتها وأصحاب البصائر فيها كلما اقتربنا من الوحدة التي أمر الله عباده بها {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}، وكلما تجاوزنا السلاح الفتاك سلاح التفرقة، وتجاوزنا تأثيراته، وتجاوزنا العقبات.

  • ثوابت الشريعة ضمانة الخلاص

إنّ الثابت الأساسي من هذه الثوابت هو كتاب الله، فلابد أن نتحاكم إليه ولا نختلف فيه، ولابد أن نقرأه قراءة تدبر وليس قراءة ظاهرية، نتدبر في آياته ونستفيد من آيات القرآن ونستنطقها لما يتصل بعصرنا وأوضاعنا.

⭐ حينما نتفق على محور الوحدة فإن من السهل علينا أن نتجاوز الكثير من الأمور، أما الخلاف يبقى بين البشر فهم لا يزالون مختلفين

ومن بعد ذلك يأتي الثابت الثاني من ثوابت الشريعة المتمثل برسول الله، فهو المحور الأساسي لهذه الأمة، والذي لا يزال حبه العميق الراسخ في أبنائها، من صغارهم وكبارهم، قريبهم وبعيدهم، ومن كل طوائفهم، هو الموحد لهذه الأمة {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}، فالرسول لا يزال هو الرسول، نهجه وكلماته وأخلاقه وتاريخه وسيرته العظيمة، ومن بعده أهل بيته الطاهرين، عليهم السلام، والتابعين لهم بإحسان.

حينما نتفق على محور الوحدة فإن من السهل علينا أن نتجاوز الكثير من الأمور، أما الخلاف يبقى بين البشر فهم لا يزالون مختلفين، ولسنا نعارض الخلاف ولسنا نعارض حرية الرأي ولا نعارض اسلوب الحوار البناء، وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسير عليه.

عن المؤلف

إعداد: قسم الإعلام في مكتب المرجع المدرسي

اترك تعليقا