الحديث عن أهمية الغدير ودوره في تثبيت الامامه، يعني الحديث عن دليل قطعي على خلافة علي ابن أبي طالب، عليه السلام، وهذا مما لاشك فيه خصوصا بعد إن ناقشنا كل الآراء المتعلقة بحديث الغدير في مقال أخر تحت عنوان: “الغدير واهم الآراء التي وردت فيه”.
بينا أن هذا الحديث صحيح ومتواتر وغير قابل للتأويل، وقبل ان نعرف كيف نستدل بحديث الغدير، لابد أن نعرف إن الإمامة أو الخلافة موضوع مهم، وهو مفترق طرق بين المذاهب، بل لازلنا نعيش آثاره، فنجد الكل يبحث عما يثبت احقيته، وهنا جاء موقف الغدير ليلعب هذا الدور، بل هناك الكثير من الأدلة التي نحن ليس بصدد ذكرها عناية منا حتى لا نبتعد عن صلب الموضوع وهو معرفة كيف نستدل بحيث الغدير عن إمامة علي ابن أبي طالب، عليه السلام، حتى نبين اهميتة، ويكون ذلك من أمور عدة:
أولا: معرفة المغزى من واقعة الغدير، هل إن رسول الله، صلى الله عليه واله، جمع الناس في يوم شديد الحرارة، وارجع من تقدم منهم وألحق من تأخر منهم مناديا فليبلغ منكم الشاهد الغائب، هل يريد من ذلك إن يقول لهم إن علي ابن أبي طالب، عليه السلام، هو محب وناصر لكم، لاسيما و أن النبي محمد، صلى الله عليه وآله، بدا خطبته بالتلميح لقرب الأجل” اوشك إن ادعى فأجيب”.
📌 لابد أن نعرف إن الإمامة أو الخلافة موضوع مهم، وهو مفترق طرق بين المذاهب، بل لازلنا نعيش آثاره، فنجد الكل يبحث عما يثبت احقيته، وهنا جاء موقف الغدير ليلعب هذا الدور
ونفهم من هذا إن الرسول يريد إن يوصي الأمة بأمر مهم يتعلق بالمسلمين بعد وفاته، كما كانت مقدمة خطبته، صلى الله عليه وآله، ذكّر المسلمين بأصول الدين (التوحيد، النبوة، اليوم الأخر)، وكأنه أراد أن يضيف امرأ مهم لهذه الأركان ثم قال: “فانظروني كيف تخلفوني في الثقلين”، وكأنه يسأل عن طاعتهم بعد رحيله حتى اخذ العهد من الناس وأكمل ما اراد إن يصل إليه بقوله: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”. وهذا يعني انه أشار إلى الإمامة من بعده التصريح.
ثانيا: من خلال احتجاج أهل البيت، عليه السلام، ونذكر منها:احتجاج الإمام علي، عليه السلام، ومناشدته يوم الشورى، عن ابن الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى مع علي، عليه السلام، في البيت وسمعته يقول: “لاحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا أعجميكم تغير ذلك”. ثم قال: “فأنشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله :من كنت مولاه فعلي مولاه”
ثالثا: من خلال الشعر والشعراء ونكتفي ببيتين من قصيدة الإمام علي، عليه السلام، إلى معاوية:
فأوجب لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الإله غدا بظلمي
وكذلك بيتان من قصيدة حسان بن ثابت المعروفة :
فقال له: قم يا علي فأنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه وكونوا له انصار صدق مواليا
رابعا: يستدل على الإمامة من خلال كلمة (مولى) حيث يراد بها الأولى بالتصرف والطاعة، لكن المخالفين أرادوا تأويل المعنى إلى معاني أخرى، ورد الباحثون على مثل هذا التأويل بشواهد من اللغة كالشيخ المفيد، الشيخ محمد رضا المظفر وغيرهم.
خامسا: كما يُستدل بحديث الغدير على الإمامة من خلال السند والتوثيق والمتن والدلالة، إما من حيث السند: فقد أجمعت الأمة الإسلامية على قبول الحديث وصحة روايته، وتناقلوا خبره مسلمين بتواتره، وقد ذكر الكتاني في (نظم المتناثر من الحديث المتواتر )، من طريق خمسة وعشرين صحابيا قال : “وفي رواية لأحمد: انه سمعه من النبي، صلى الله عليه وآله، ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي، عليه السلام، لما نوزع أيام الخلافة وكذلك بالنسبة لتواتره ودلالته”.
📌يستدل على الإمامة من خلال كلمة (مولى) حيث يراد بها الأولى بالتصرف والطاعة، لكن المخالفين أرادوا تأويل المعنى إلى معاني أخرى، ورد الباحثون على مثل هذا التأويل بشواهد من اللغة كالشيخ المفيد، الشيخ محمد رضا المظفر وغيرهم
وبذلك أصبح حديث الغدير له أهمية كبيرة، كونه يمثل دليلا قاطعا على إمامة علي ابن أبي طالب، عليه السلام، وخطاً دفاعيا حاضرا في كل لحظة يراد بها التجاوز على حق أهل البيت، عليه السلام.
- المصادر
- الشيخ الاميني، الغدير، دار الكتاب العربي، ط4، ج1، بيروت-لبنان،1977
- الشيخ المفيد، أقسام المولى، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، بيروت-لبنان 1993.
- القاسم، اسعد وحيد، أزمة الخلافة والإمامة وأثارها المعاصرة، الغدير للطباعة والنشر والتوزيع ط1، بيروت –لبنان، 1997.