کل المجتمع

لكِ سيدتي

المرأة كائن رقيق، مرهف الاحاسيس وجميل ولكي تحافظ على كينونتها وجمالها وبالتالي صلاح مجتمعها  صانها خالقها بـ (حلية الحجاب) وخطَّ هذا الوسام في كتابه الكريم لتبقى بوصلة الاهتمام بها الى يوم القيامة.

 كما وضرب الله ـ تعالى ـ امثلة بارزة في النساء القدوة التي يقتدي بهن الجميع، فها هي زوجة فرعون كيف أزاحت ظلام الاتباع الواهي لفرعون عصرها، بل ها هي بلقيس الملكة التي لم يأخذها غرور جمالها عن تأدية واجباتها العظيمة تجاه وطنها واتبعت الطريق السليم مع سليمان.

وعلى رأسهن سيدة النساء ام النبوة والامامة فاطمة الزهراء، عليها السلام، وابنتها جبل الصبر والشموخ والعفاف زينب، عليها السلام، شكّلن سدّا منيعا لحماية دينهن وعصرهن من الانحراف والفتن والانجراف، وكفى بهن سراجا وقدوة وقد افلح من زكّاها، وأخذ من القصة فحواها.

فأخذت النساء المؤمنات القانتات كما عبرّ عنهن القرآن الكريم وهن الثلّة الصامدات اللاتي لم تغرهن ألوان الموضة والاتباع الاعمى، وأبينَ الا أن يحتذين بمنهج سيدة النساء، عليها السلام، وحفرنَ بصمة في صخور التاريخ ليس في الحجاب فقط بل القيادة الفاعلة والانجاز الكبير وتراهن يسرين كما يسري الدم في الاعضاء ليغذين المجتمع عطاءاً.

لكن ما أودّ التنبيه اليه بعد هذه المقدمة الضرورية، نقطة في غاية الاهمية لاسيما في الوقت الحاضر وهي: بسبب ميول المحجبات الصالحات الى عشق الحجاب الاسلامي الصحيح، قد يتناسَين او قد يتولّد لديهن الرغبة في ترك الزينة مطلقاً، وهذا ما لا ينص عليه كتاب الله ـ تعالى ـ والسنة الشريفة، بل على العكس من ذلك مثلا عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “مُر نساءك لا يصلين معطلات (بلا حلي)  فإن لم يجدن فليعقدن في أعناقهن ولو السير، ومرهن فليغيرن أكفهن بالحناء ولا يدعنها (لكيلا تتشبهن بالرجال: أي أكف الرجال)” (١).

الزينة بنّاءة و فعّالة جدا في مكانها الصحيح، وهدّامة ومدمّرة لنفسها ومجتمعها في المكان الخاطئ

وقال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “لا تصلين امرأة إلا عليها من الحلي أدناه خرص (أقراط الأذن) فما فوقه إلا أن لا تجده”

عن أمير المؤمنين، عليه السلام: “لا تصلي المرأة عطلاً”(٢).

فكما أشرنا سابقا ان الله ـ تعالى ـ رسّم لها منهجا لتُحافظ على لا أن تغير فطرتها، “فالحقيقة في المنتصف”،  يقول المثل صيني.

وهل في ذلك أهمية؟

موضوع الزينة والحلي للمرأة يرتبط بعدة جوانب: منها الجانب النفسي فهو يحسّن من مزاجها شعورها بشكل كبير، وكذلك شعور المحيطين بها من زوجها ومحارمها ونساءها، لاسيما في زمن كثُر فيه الانحلال والتبرج العلني.

فالزوج احقٌّ له ان يُشبع غريزته من زوجته، فهي لباس له كما هو لباسٌ لها كما عبّر القرآن الكريم.

ومنها الجانب السلوكي، وكيف ذلك؟

اذا تشبّهت النساء بالرجال وفق ابحاث علمية يرتفع لديها هورمون التستسترون (الهرمون الذكري)، فتتأثر دورتها الشهرية وأحاسيسها وغيرها،  فأراد الخالق ـ سبحانه ـ ان تحافظ على هذا الميزان الثابت.

فالزينة بنّاءة و فعّالة جدا في مكانها الصحيح، وهدّامة ومدمّرة لنفسها ومجتمعها في المكان الخاطئ.

دمتِ سيدتي معطاءة وجميلةُ باطن وظاهر كما قال الامام الحسن العسكري، عليه السلام: “حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن”(٣).

المصادر/

(١)  مستدرك الوسائل – الميرزا النوري – ج ٣ – الصفحة ٢٣٠.

(٢) وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ٤ – الصفحة ٤٥٩.

(٣) بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ١ – الصفحة ٩٥.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا