الشيخ عبد الحميد حكيمي، الشاب الطموح القادم من افغانستان الى العراق لطلب العلم والمعرفة، وتحديداً في كربلاء المقدسة بحوزة الإمام القائم، عجل الله ـ تعالى ـ فرجه الشريف.
قام بزيارة لعائلته في العاصمة كابول قبل ثلاثة أشهر، فتزامن وجوده هناك مع اجتياح جماعة طالبان للعاصمة والاستيلاء على الحكم، وشاهد الانهيار السريع للنظام الديمقراطي الذي صنعته الولايات المتحدة، وكان على رأسه آنئذ؛ رئيس الجمهورية أشرف غني.
مجلة الهدى، انتهزت الفرصة لإجراء حوار مع سماحة الشيخ حكيمي لتوضيح ما خفي على القراء من اسباب هذا الانهيار الغريب، وسياسات طالبان المستقبلية، وأوضاع الشيعة في افغانستان.
وكان من الشيخ الكريم كل الترحاب والتفاعل بأخلاق عالية و تواضع جمّ ومعروف عن ابناء افغانستان، فكان الحوار التالي:
- حسب رؤيتكم وتقييمكم للأوضاع، ما السبب وراء انهيار النظام السياسي بعد عشرين سنة من التجربة الديمقراطية، والمشاركة الجماهيرية في الحكم ؟
– هنالك رأيان طرحهما المحللون حول هذه القضية تحديداً:
الرأي الاول: إن الانهيار السريع “للنظام الديمقراطي”، ثم الاستيلاء السريع لجماعة طالبان، جاء لمعالجة حالة تخلف مخيفة تشهدها قومية البشتون من الناحية العلمية والثقافية بعد انغماسها طيلة السنوات الماضية في الحروب والمعارك واختصار اهتمامها بالجانب العسكري، فيما نشهد القوميات الاخرى مثل الهزارة (الشيعة) والتاجيك والأوزبك قطعت أشواطاً مهمة في مجال العلم والمعرفة في البلاد، و وجدوا لهم موطئ قدم في النظام الحاكم، لذا وجدوا الضرورة الحياتية في العودة بقوة الى مسرح الاحداث بشكل أكثر تأثيراً على الحياة العامة في البلاد، وهذا ما تم الاتفاق عليه من قبل الثلاثي: زلماي خليل زاد – المندوب الاميركي من أصول افغانية، ومسؤول الملف الافغاني في واشنطن- وحامد كرزاي –الرئيس السابق-، وأشرف غني لإعادة السلطة كاملة الى البشتون، وتم الاتفاق على تسليم السلطة الى حركة طالبان بشكل سلس دون إراقة دماء ولا اضطرابات أمنية.
الرأي الثاني: الاتفاق الثنائي بين طالبان وواشنطن لإنهاء التجربة الديمقراطية” الى الأبد في هذا البلد، وليتضح للشعب الافغاني أن الولايات المتحدة خدعتهم بوعودها عندما جاءت عام 2001 بجيشها ومؤسساتها الاقتصادية والثقافية، وأنها ستعمل على إحلال الأمن والاستقرار وتبدأ مشاريع الاعمار والبناء على أنقاض ما خلفته جماعة طالبان. وظهرت الحقيقة؛ أن اميركا لم تفكر لحظة واحدة بالشعب الافغاني وما يريد ويحتاج اليه هو تحديداً، بقدر ما فكرت وحرصت على مصالحها وما يجب ان يكون لتحقيق اهدافها الاقتصادية والسياسية.
وهذا ما تنبهت اليه جماعة طالبان منذ فترة طويلة، فعرضت على واشنطن التفاوض، ولتكون البديل الأفضل للنظام السياسي “الديمقراطي” الذي فشل في تحقيق المصالح الاميركية بسبب فساده وترهله في إدارة شؤون البلاد، فكان التجاوب من الاميركيين، وجرت المفاوضات على إطلاق سراح عدد كبير من الارهابيين الملطخة ايديهم بدماء الابرياء من السجون، دون أي اعتراض من الحكومة ولا من القضاء الافغاني، ثم اصبح واضحاً أن المفاوضات تضمنت عروضاً من طالبان بالاعتماد عليهم بتنفيذ الاجندة الاميركية في المنطقة، ولا داعي لمواصلة الحرب وإراقة الدماء بين الجانبين وسقوط قتلى من الجنود الاميركان.
وفي الوقت الحاضر تسعى جماعة طالبان لإظهار تمسكها بمبادئها إزاء اميركا، وأنها ترى اميركا والغرب عدوةً لها، في حين إن هذا يبدو من نسج الخيال، ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع.
هذا من الجانب السياسي، أما في الجانب الثقافي والاجتماعي، فإن الشعب الافغاني كان ينظر الى النظام السياسي طيلة السنوات الماضية على أنه إطار سياسي من دون محتوى، اي مجرد حكومة شكلية، من جهة اخرى؛ اصطدم الناس بمظاهر غربية لم يعهدها من قبل جاء بها بعض المهاجرين الى البلاد الغربية تحت شعار الانفتاح والحرية، فراجت محلات تصفيف الشعر للرجال والنساء، والملاهي، وقاعات الاحتفال المختلطة، الحفلات الغنائية، واكثر من ذلك؛ حرص البرامج التلفزيونية على تقديم محتويات فاضحة لافراد الأسرة الافغانية، مع الترويج لمسألة السفور للنساء، وعدم الاهتمام بالحجاب والترويج للملابس الكاشفة وغيرها كثير من المظاهر المناقضة تماماً لهوية وانتماء الشعب الافغاني بشكل عام.
يتميز ابناء الشيعة بين سائر ابناء القوميات الاخرى في افغانستان بحدّة الذكاء، والجدّ في أمر التعليم والبحث عن الجديد، والقدرة على الابداع والعطاء في آن، لذا فإن معظم الكفاءات العلمية في البلاد؛ من أطباء ومهندسين واساتذة جامعات ومتخصصين في مجالات عدّة هم من الشيعة
ولذا يمكن القول: أن الشعب الافغاني في الوقت كان يتعرض للطعنات بسبب الاضطرابات الامنية والاعمال الارهابية، وجد نفسه يتعرض لهجوم ثقافي من الداخل يهدد هويته الدينية والثقافية، لاسيما ما يتعلق بالجيل الجديد الذي بات يشهد مظاهر الاباحية والفساد الجنسي في المدارس والجامعات والمراكز الحكومية بشكل ملحوظ، مما جعله ينفصل تماماً عن النظام السياسي وتحديداً حكومة أشرف غني، وهذا الشخص تحديداً كان مدركاً لهذه الحقيقة، لذا وجدنا كيف أنه غادر البلاد بكل هدوء حاملاً معه أغراضه وأمواله الطائلة، كما لو أنه سائح اجنبي!
- كيف تصف لنا الحالة المعيشية والاقتصادية للشعب الافغاني في ظل طالبان؟
– المشكلة الرئيسية التي تواجه افراد الشعب المتواجدين في المدن الكبيرة، أنهم كانوا يعتمدون في توفير فرصة العمل على القطاع الخاص، من شركات ومؤسسات كانت تعمل بدعم ومساندة النظام السياسي السابق، و بمجيء طالبان توقفت معظم هذه الشركات عن العمل، وهرب المدراء والمسؤولون خارج البلاد، فانعدمت فرص العمل للآلاف من الموظفين والعاملين، مما خلق شريحة كبيرة من العاطلين عن العمل، مما رفع نسبة الفقر في افغانستان الى حوالي تسعين بالمئة.
- ما الذي أنجزه النظام السياسي البائد للشعب الافغاني؟
كان النظام السياسي بالثوب الديمقراطي معترفاً به دولياً، ومدعوماً من الدول الغربية سياسياً واقتصادياً، كما كان معروفاً في العالم بأنه نظام حكم قائم على الانتخابات، ومن الناحية الاقتصادية كانت المؤسسات المالية الدولية داعمة لنا، فقد كانت ثمة بنوكاً ومصارف دولية تعمل في البلاد، كما كانت تنهال علينا المساعدات الدولية. ولكن مع اجتياح طالبان جمدت اميركا جميع أموال افغانستان، وتم قطع المساعدات الدولية، كما ان المجتمع الدولي أدار ظهره سياسياً للوضع الجديد في كابول.
ولكن؛ من الناحية الاقتصادية فإن النظام السياسي، وحكومة أشرف غني تحديداً، لم تعمل على اجتثاث جذور الفقر والحرمان المتأصلة في الشعب الافغاني منذ أمد بعيد، بل لم تسعَ لذلك –على الاقل- ومن أبرز العلل؛ احتكار قومية واحدة للسلطة وللموارد الاقتصادية، وهي “البشتون”، فبالرغم من الانفتاح السياسي والاقتصادي على العالم، بقيت شرائح واسعة من المجتمع الافغاني تعيش الحرمان والفقر، كما هو حالها منذ عقود طويلة من الزمن، علماً أن البشتون يشكلون نسبة 40بالمئة من سكان البلاد، فيما يوجد التاجيك، وايضاً؛ الهزارة (الشيعة)، وقوميات وقبائل اخرى.
أما من الناحية الأمنية فقد استشعر المواطنون بوجود أيادي خفية من المؤسسة الامنية تمهد الطرق لوصول الانتحاريين والارهابيين الى مقاصدهم والتفجير وسط الطلبة الابرياء والمدنيين في المدارس والشوارع مما أسفر عن مجازر مروعة في اماكن عديدة.
مثال ذلك؛ ما جرى في مدرسة سيد الشهداء للبنات، فقد كانت احدى الطالبات خارج المدرسة وقد شاهدت بأم عينها تواطؤ قوات الأمن مع الانتحاريين للدخول الى الشارع المؤدي الى المدرسة وتنفيذ عملية الانفجار، وبعد وقوع الانفجار اختفت الطالبة، وتبين أنه تم اختطافها من قبل قوى الأمن مع عمها للتستّر على القضية، ولم ترّ النور وتلتقي بأهلها إلا بعد الاطاحة بهذا النظام واستيلاء طالبان على الحكم فاطلق سراحها وسراح عمها.
- كيف ينظر الشيعة في افغانستان الى التغيير المزعوم لطالبان؟
مشكلة الشيعة الاساسية مع طالبان، التهميش والإبعاد عن مراكز القرار، ثم إن مشكلة الشيعة في افغانستان تنبع من كون هذه الجماعة متأثرة بارتباطاتها بالخارج، وتحديداً بالاطراف الداعمة لها مثل؛ السعودية وقطر وباكستان، مما يمكن ان تعرض الشيعة لضغوط وأزمات في المستقبل.
من جانب آخر فإن للشيعة في افغانستان ذكريات مؤلمة من هذه الجماعة، لاسيما في العشرين سنة الماضية، عندما قاموا بأعمال ارهابية دامية ضد المدنيين الشيعة، علماً أن عملياتهم الارهابية كانت تطال الشيعة والسنة على حدٍ سواء، بدعوى “مواجهة المحتل الاميركي”، وقد أزهقت مئات الارواح قبل أن يتم الاتفاق بينهم وبين الاميركيين على وضع السلاح والعنف جانباً والدخول في العملية السياسية في افغانستان.
- كيف تقيّم دور الشيعة في تطور الحياة السياسية والاقتصادية في افغانستان؟
– يتميز ابناء الشيعة بين سائر ابناء القوميات الاخرى في افغانستان بحدّة الذكاء، والجدّ في أمر التعليم والبحث عن الجديد، والقدرة على الابداع والعطاء في آن، لذا فإن معظم الكفاءات العلمية في البلاد؛ من أطباء ومهندسين واساتذة جامعات ومتخصصين في مجالات عدّة هم من الشيعة.
وفي ميدان السياسة كان للشيعة حضوراً بارزاً في فترة حكومة حامد كرزاي بثلاثة وزراء، ونائب رئيس الجمهورية، مع وجود مساعدي وزيري الداخلية والدفاع.
هذا الحضور المميز والمؤثر للشيعة لم يرُق لمن هم دونهم، فتحركت العصبيات القومية والطائفية لاسيما بعد صعود أشرف غني الى رئاسة الجمهورية، فبدأ التهميش بشكل كبير، والسبب مرة اخرى؛ هم قومية البشتون المسيطرون على السياسة والسلاح والعلاقات الاقليمية والدولية، فلم يعودوا يتحملوا هذا الوجود المميز والمؤثر في الحياة السياسية والعلمية بالبلاد، وكانت أول خطوة على هذا الطريق؛ “المحاصصة العلمية”، وهي دخول الجامعات على اساس عرقي وقومي، وليس على اساس الكفاءة والدرجات العالية في الامتحانات الوزارية، فحال هذا دون دخول الكثير من الطلبة المتفوقين بدرجات عالية من دخول الجامعات الحكومية، فيما أتيحت للآخرين ذلك مع درجاتهم المتدنية.
والخطوة الثانية لمواجهة هذا الحضور؛ العمليات الارهابية التي نفذها طالبان، وتنظيم داعش، والاثنين يلقتيان في هدف واحد وهو؛ محاصرة الشيعة وتحجيم وجودهم وقدراتهم، فكانت الهجمات الدموية على المدارس والجامعات والمساجد، راح ضحيتها المئات من الابرياء بين شهيد وجريح.
- ما أبرز التحديات أمام الشيعة للارتقاء بمستواهم الاقتصادي والسياسي؟
بالرغم من أن النظام السياسي السابق أفسح المجال امام ظهور سياسي ملحوظ للشيعة، بيد أن هذا لم ينعكس مطلقاً على حالة الفقر والحرمان والتهميش، فقد بقيت حتى اليوم أحياء قريبة من العاصمة كابول والتي يسكنها الغالبية من الشيعة من دون كهرباء، فضلاً عن مسائل اخرى مثل؛ توفير فرص العمل والتعليم وقضايا الخدمات، والسبب في ذلك يعود الى عقبتين اساس:
العقبة الاولى: ما كان يروجه الآخرون من وهم الارتباط الشيعي في افغانستان بايران، و اتهام الشيعة الافغان بالولاء لهذا البلد، علماً أن ايران لم تقم بالكثير في مسائل الخدمات والمشاريع الاقتصادية المؤثرة لصالح الشيعة ـ مثلاً- او حتى لسائر الشعب الافغاني، في وقت يعلم الجميع بحجم وعمق العلاقات بين الحاكمين في كابول والعواصم الاقليمية والدولية، وتأثر جميع قراراتهم بما تفكر به هذه العواصم.
والعقبة الثانية: تمثلت في نفس القوى الشيعية المشاركة في الحكم آنذاك، فهي كانت بالحقيقة عبارة عن رموز و صور شكلية للمشاركة السياسية، ولم تكن لديهم أيّة اجرائية او تنفيذية، و إن اصدروا تعليمات او أوامر لا تجد طريقها للتنفيذ في أية وزارة! بينما المفارقة العجيبة، ان المناطق السنية كانت تشهد الإعمار والبناء باستمرار حتى مع تعرضها للدمار بفعل العمليات الارهابية، بينما المناطق الشيعية قابعة تحت الحرمان والدمار طيلة عقود من الزمن دون ان تمسها يد الاعمار بشيء! وكانت الذريعة لهذا التجاهل: أن الشيعة تقف خلفهم ايران وهي التي تدعمهم.
والسبب في هذا القصور الشيعي والضعف في الواقع السياسي والاقتصادي طيلة السنوات الماضية، يعود الى الأداء السياسي لاثنين من الاحزاب الشيعية التي تعد نفسها الممثل الشرعي والوحيد لشيعة افغانستان، الحزب الأول: حزب الوحدة الاسلامية بزعامة عبد الكريم خليلي، وحزب وحدة الشعب بزعامة الشيخ محقق، هذان الحزبان ـ وللأسف الشديد- لم ينهضا بأي دور لتغيير الواقع المأساوي والمزري لشيعة البلاد، فهم لم يسمحوا لأحد بأن ينافسهم في المشورة والعمل، كما هم لم يفعلوا شيئاً، وقد انصبّ اهتمامهم على التنافس فيما بينهم على الحضور في الساحة السياسية على حساب مشاكل واحتياجات المواطنين الشيعة، واليوم نشهد هروب العديد من الكفاءات العلمية الشيعية خارج البلاد مع عودة طالبان عندما وجدوا انفسهم أمام خطر التهميش والموت.
- ما الذي يتوقعه الشيعة من طالبان؟
يطمح الشيعة الى نظام سياسي قائم على المشاركة الوطنية في الحكومة، وتكون ممثلة لجميع القوميات والقبائل، كما يكون للشيعة حضوراً في صنع القرار، علماً أن الشيعة يشكلون بين 25الى 30بالمئة من سكان البلاد، والامر الآخر: اجتثاث الفكر المتطرف والتعصّب الطائفي، فاذا اراد طالبان ايجاد نظام سياسي وحكومة قوية لها مستقبل واعد، عليها أولاً حل جميع العقد الطائفية والفكر المتطرف.
وهنالك مطلباً آخر للشيعة وهو إفساح المجال لهم في مجال طلب العلم والمعرفة، فمنذ عشرين سنة وضع الشيعة البندقية جانباً، وحملوا القلم، ومضوا في طريق العلم والمعرفة، وخلال السنوات الماضية حققوا مراتب عليا في هذا المجال، مثالٌ على ذلك؛ الامتحانات الوزارية، كان الطلاب الشيعة يحتلون المراكز الاولى في النجاح، بل وكانوا حتى المرتبة السادسة، ومن ثمّ يأتي الآخرون! وهكذا في المجالات الثقافية والمعرفية، كان للشيعة حضوراً مميزاً ومثمراً في الساحة، ولكن مشكلة التعصّب الطائفي لم يسمح باستمرار هذا الوضع، لذا على جماعة طالبان؛ إن ارادت توفير مصداقية لوعودها وظهورها الايجابي بأن “المحاصصة الطائفية” في الجامعات، وتعتمد الكفاءة العلمية للطالب وحسب.
- ما هي فرص عمل الشيعة في افغانستان؟
بما أن افغانستان تحضى بمساحات واسعة صالحة للزراعة، ومعظمها يقع في المناطق ذات الاغلبية الشيعية، فإن الشيعة ليس لديهم سوى مهنة الزراعة يعملون فيها، وتوفر لهم مصدر الرزق، حتى أننا نلاحظ اعداداً كبيرة من الاكاديمين من اطباء ومهندسين يمتهنون الزراعة، عندما تضيق بهم سبل العيش!
يطمح الشيعة الى نظام سياسي قائم على المشاركة الوطنية في الحكومة، وتكون ممثلة لجميع القوميات والقبائل، كما يكون للشيعة حضوراً في صنع القرار، علماً أن الشيعة يشكلون بين 25الى 30 بالمئة من سكان البلاد
هذه الفرصة الاقتصادية الكبيرة لم يتم استثمارها من قبل المعنيين؛ من القادة السياسيين الشيعة، ومن الحكومات المتعاقبة، حيث بالامكان ان تكون المحاصيل الزراعية من أهم وأبرز صادرات البلاد الى الخارج وتوفير العملة الصعبة، بيد أن هذا لم يتم اطلاقاً.
- كيف تنظر الى مستقبل البلاد؟
بالرغم من الطابع المعروف لطالبان وتبعيتها للخارج، وتاريخها المتطرف المعروف، ولكن؛ اذا اتجهت نحو الشراكة الوطنية في نظام الحكم، وضمت جميع الشرائح والقوميات، بالامكان ايجاد أفضل نظام سياسي اسلامي، وهو أمل وطموح الشعب الافغاني منذ سنوات، أما اذا استمرت حالة الاستئثار والاحتكار في السلطة فإنها ليس تنتج الفواجع لسائر القوميات والقبائل بل حتى تكون وبالاً على البشتون انفهسم فإنهم لن يسعدوا بهكذا نظام حكم، لاسميا اذا عرفنا ان ثمة قبائل في البشتون تعارض استبداد طالبان في الحكم.