الأخبار

العراق يسجل انخفاضا بنهر الفرات بعد قطع تركيا للمياه عن سوريا

أعلنت وزارة الموارد المائية، بدء تسجيل انخفاض واردات نهر الفرات بفعل قطع تركيا للمياه عن سوريا.
وقال مستشار الوزارة عون ذياب، في تصريح صحفي، “هنالك اتفاقية معمول بها بين العراق وتركيا وسوريا بأن يكون الحد الأدنى لإطلاقات المياه من تركيا على الحدود السورية – التركية بحدود 500 متر مكعب في الثانية كحد أدنى، وأن تقسم هذه الكميات بين العراق وسوريا بنسبة 58% للعراق و42% إلى سوريا”.
وأضاف “هذه الاتفاقية يفترض ان تكون ملتزمة بها الجارة تركيا، والواقع لم نؤشر هذه السنة أية خلل بما يدخل من مياه في ناحية حصيبة في محافظة الأنبار حيث كانت النسبة الأدنى 290 متر مكعب في الثانية، لفترة طويلة بسبب ان التشغيل في خزان سد الطبقة السوري في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الدمقراطية “قسد” حيث كانوا يحتاجون إلى توليد الطاقة الكهربائية ولم يقوموا بتشغيل السد بشكل منتظم”.
وبين ذياب “حالياً بدأت تأشيرات بإنخفاض المناسيب الواردة إلى سد حديثة إلى اننا قمنا بتأمين خزين مائي جيد في السد، حيث أن سد حديثة الآن شبه ممتلئ بكميات كافية من المياه لمواجهة الموسم الصيفي القادم” مؤكدا انه “ليست هنالك خطورة في احتياجاتنا للمياه”.
وقال “لا يوجد تلاعب في الحصص وهناك رسائل وصلت إلى الجانب التركي” مرجحاً “إجراء لقاء عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة مع الجانب السوري بخصوص ملف المياه”.
وكانت صور وثقت مشاهد صادمة لنهر الفرات، تخرج من مناطق شمال وشرق سوريا، بعد انخفاض منسوبه في الأيام الماضية إلى أدنى مستوياته، بسبب إغلاق بوابات المياه من الأراضي التركية، بحسب اتهامات “الإدارة الذاتية” الكردية، ومعها حكومة دمشق.
وتقول “الإدارة الذاتية” في حكم “قسد” الذي يمر النهر من الأراضي التي تسيطر عليها، إن تركيا خفضت حصة سوريا من مياهه، منذ مطلع العام الحالي، ما أدى إلى انخفاض منسوب المجرى بشكل كبير، وذلك انعكس على سقاية الأراضي المزروعة من جهة وعلى توليد الطاقة الكهربائية من جهة أخرى.
بينما يضيف مسؤولون في دمشق أن الانخفاض الكبير والمتسارع في منسوب مياه النهر أثّر على عمل “المعبر الطوفي العائم” لتسهيل انتقال المواطنين المقيمين في قرى وبلدات ريف دير الزور الشمالي، إضافة إلى تهديده عمل محطات مياه الشرب، التي تستمد مياهها من مجرى النهر.
وتقدر نسبة الانخفاض وفق كلا الجانبين بأكثر من خمسة أمتار من منسوب النهر، وتزيد على أربعة أمتار في بحيرة “سد تشرين”، أما في بحيرة “سد الفرات” تزيد نسبة الانخفاض على ثلاثة أمتار.
وينبع نهر الفرات من تركيا ويعبر الأراضي السورية ليجري في الأراضي العراقية حيث يلتقي في جنوبها مع نهر دجلة، ليشكلا شط العرب.
وبعد دخوله سوريا عند مدينة جرابلس بريف حلب يمر النهر في الرقة وبعدها بدير الزور ثم يخرج من الأراضي السورية عند مدينة البوكمال ليدخل العراق عند مدينة القائم في الأنبار.
بعد ذلك يدخل النهر بابل إلى كربلاء ثم إلى النجف والديوانية فالمثنى ثم ذي قار ليشكل بعدها منطقة الأهوار جنوب العراق، وفي الجنوب يتحد معه نهر دجلة فيشكلان شط العرب الذي تجري مياهه مسافة 120 كيلومترا جنوبا لتصب في اعالي الخليج.
وقد يوضح التفصيل السابق المشهد الكامل لمجرى النهر، لكن آلية توزيع مياهه كانت قد أحكمتها اتفاقية بين تركيا وسوريا في عام 1987، والتي نصت آنذاك على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلا سنويا يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية للجانب السوري.
وعقب عامين من تلك الاتفاقية اتجه الجانب السوري لتوقيع اتفاقية مماثلة مع العراق (دولة المصب)، ونصت بأن تكون حصة الأخيرة الممررة لها عند الحدود السورية العراقية 58 بالمئة من مياه الفرات مقابل 42 بالمئة لسوريا.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا