فکر و تنمیة

تحصين الشخصية من الثغرات طريقك نحو التكامل

كل إنسان في هذه الحياة مهما كان وضعه، وكيف كانت حياته، فهو يحب السمو والتقدم، ويريد التكامل، ولكن ليس الجميع يستطيع أن يحقق التكامل حيث هنالك معوقات تقف حجر عثرة في هذا الطريق، منها؛ اشكاليات نفسية تظهر في شخصية الإنسان، وهي نتاج الماضي المظلم، وما ارتكبه الإنسان في بداية حياته من أخطاء بحق نفسه مثل؛ معصية أحكام الله ـ تعالى-، او مع الآخرين من سوء أخلاق وتعامل تنتج شوائب في شخصية الفرد تكبله وتكون عوائق أمام تقدمه وتكامله وتحقيقه لطموحاته وأهدافه.

وإذا أراد الإنسان السعي في طريق التقدم والتكامل لابد له من تهذيب شخصيته من الشوائب والنواقص، ثم تحصينها من مزالق الانحراف  إكمال نواقصه وتحصين شخصيته من الثغرات التي لحقت بها نتيجة ما ارتكبه في ما سبق.

 

الذي يريد أن يتخلص من ماضيه المظلم ويقضي على السلبيات التي علقت به من ذلك الماضي، هو أن يوجد له جو مناسب ومحيط يختلف كليا عن ما كان عليه سابقا، وأن ينفصل أنفصال تام عن الماضي السيء، حتى ينطلق إنطلاقة جديدة ولا يعود إلى الماضي أبد

 

فكيف يمكن للإنسان تهذيب شخصيته؟ وتجاوز هذه العقبات:

الجواب على ذلك يتلخص في عدة أمور أهما:

 

١- التوبة النصوح.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

كما اسلفنا فإن الشوائب في النفس البشرية التي تعمل كمعوقات هي عادة ما تكون نتيجة ذنوب وأخطاء في الماضي فعلى الإنسان الطامح للتغيير والتكامل ان يتوب إلى الله توبة نصوحا، وهي أن يترك ما كان يرتكبه من أخطاء وذنوب من خلال الندم عليها، وأن يأخذ على نفسه العهد بألا يعود لها ابدا.

السؤال هنا:

كيف يعلم الانسان بنجاحه في التوبة الى الله ـ تعالى-؟

إهم علامة يجدها في نفسه عندما تعزُف تماماً عن المعصية التي كان يرتكبها سابقاً، و أن لا تتوق نفسه لها عندما تجد الفرصة لارتكاب المعصية ثانية، فإذا تحقق ذلك فإن الله عز وجل يكفر عن الإنسان سيائته وذنوبه، وبالتالي يكون قد إزال تلكم الشوائب، وقضى على كل الاحتمالات بانحرافات محتملة.

 

تقوية الإرادة يكون من خلال الإرادة ذاتها، بالاستخدام المستمر لارادته من أجل أن تتمرن وتتقوى، الا ترى كيف أن الذي يذهب لقاعات كمال الأجسام ويسعى لتقوية جسمه وعضلاته، فإنه باستخدامه المستمر لعضلاته في رفع الأثقال فإنه يحصل على عضلات قوية وجسم متكامل. فكذلك الإرادة تقوى بالاستخدام المستمر لها وفي المداومة على الأعمال والتحدي

 

٢- المداومة على الخير

بعد أن يتوب الإنسان ويصلح ما أفسده من أجل تهذيب شخصيته وترميمها، عليه أيضا أن يعمل على إيجاد عوامل مساعدة له في سبيل التكامل، ومن تلك العوامل المبادرة لعمل الخير والبر والمداومة عليها، أي ان يشغل نفسه بما هو خير وصالح حتى لا يعود مرة أخرى إلى الأخطاء.

 

٣- تقوية الإرادة

تقوية الإرادة، وهي من العوامل للمساهمة في ترميم الشخصية وسد الثغرات فيها، ومساعدة على تحقيق التكامل، حيث أن الإنسان الذي يملك إرادة ضعيفة لا يستطيع أن يتخلص من المعوقات ولا يقضي على السلبيات ولا يترك الأخطاء كما لا يستطيع أن يعمل الصالحات ولا يوفق لتحقيق ما يطمح إليه، لأن كل ذلك يحتاج إلى إرادة قوية تدفع إلى الإنسان إلى العمل وإلى تغيير وضعه وحياته، فكان لابد من تقوية الإرادة حتى يستطيع أن يسير في طريق التكامل.

وتقوية الإرادة يكون من خلال الإرادة ذاتها، بالاستخدام المستمر لارادته من أجل أن تتمرن وتتقوى، الا ترى كيف أن الذي يذهب لقاعات كمال الأجسام ويسعى لتقوية جسمه وعضلاته، فإنه باستخدامه المستمر لعضلاته في رفع الأثقال فإنه يحصل على عضلات قوية وجسم متكامل. فكذلك الإرادة تقوى بالاستخدام المستمر لها وفي المداومة على الأعمال والتحدي.

 

٤-ايجاد الجو المناسب.

فالذي يريد أن يتخلص من ماضيه المظلم ويقضي على السلبيات التي علقت به من ذلك الماضي، هو أن يوجد له جو مناسب ومحيط يختلف كليا عن ما كان عليه سابقا، وأن ينفصل أنفصال تام عن الماضي السيء، حتى ينطلق إنطلاقة جديدة ولا يعود إلى الماضي أبد.

 

فهذه أهم العوامل المساعدة على تجاوز الماضي المظلم والمساهمة في ترميم شخصية الفرد وإزالة العوائق التي تحول دون تقدمه وتكامله. فصقل الشخصية وتنظيفها مما عُلق بها من سلبيات وإظهار الجانب المشرق منها يحتاج إلى سعي حثيث وجهد متواصل وعزم راسخ والالتزام بالبرنامج المناسب الذي يساعده على الوصول إلى مايطمح إليه، حيث أن الإنسان لا يحصل على مايريد بالتمني وإنما (ليس للإنسان إلا ما سعى)، فتلك العوامل التي ذكرناها آنفاً إذا التزم بها الإنسان فإنه يستطيع بتوفيق من الله أن يصقل شخصيته ويرممها ويرتفع بها إلى السمو والتكامل.

عن المؤلف

الشيخ حسين الأميري

اترك تعليقا