الأخبار

سلطات البحرين تمنع رسمياً إحياء عاشوراء وتختطف معتقلين إلى جهة مجهولة

أعلنت سلطات البحرين منع إحياء مراسم عاشوراء بذريعة تفشي فيروس كورونا، رغم بيان كبار علماء البحرين الذي دعا إلى إحياء مراسم عاشوراء مع الاحترازات الصحية.
وفي بيان صحفي صدر، اليوم الأربعاء، أعلن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية “استمرار تعليق الصلوات في المساجد وتعطيل العبادات الجماعية والتجمعات الدينية لحين تحقيق الانخفاض المطلوب في مؤشرات انتشار الوباء بحسب ما يقرره أهل الاختصاص”.
وأوضح المجلس “بعد التواصل والمناقشة مع معالي رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، ومعالي وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، ورئيسي مجلسي الأوقاف السنية والجعفرية، أخذ المجلس علمًا بأنَّ الوضع الصحي مازال دون المستوى المطلوب والآمن، وأنَّ التجمُّعات والمخالطات مازالت هي السبب الرئيس لتفشي الجائحة في البلاد”.
وفي وقت سابق أبلغت وزارة الداخلية رؤساء المآتم في البحرين عن قرار حظر فتح المآتم في موسم عاشوراء بذريعة تفشي فيروس كورونا. وهددت بالسجن 3 سنوات والغرامة 10 آلاف دينار لمخالفي القرار.
ويعارض قرار وزارة الداخلية رأي كبار العلماء في البحرين بأن “تعودَ الحسينيَّاتُ الخاصَّة بالرِّجال، ومظاهرُ الإحياء في موسم عاشوراء إلى ممارسة دورها الطَّبيعيِّ وفق الضَّوابط، والاحترازات الصِّحيَّة المشدَّدة والصَّارمة”.
في السياق، أكد علماء دين آخرين في كلمات مصورة منفصلة عن رأيهم في فتح المآتم مع الالتزام بالاجراءات الصحية اسوة بالمجمعات التجارية والصالات الرياضية وبرك السباحة والصالونات وغيرها مما سمحت السلطات بفتحها وفق الاجراءات الصحية.
في سياق آخر أكّدت مصادر إقدام وزارة الداخليّة البحرينيّة على اختطاف عددٍ من المعتقلين السياسيين إلى جهةٍ مجهولةٍ منذ يوم الإتنين 10 أغسطس/ آب الجاري وانقطاع أخبارهم عن باقي المعتقلين.
وعبّرت عوائل المعتقلين المُختطفين عن قلقها على مصير أبناءهم، لا سيّما وأنّهم ممتنعين عن الاتصال لأكثر من شهر، احتجاجًا على سوء الأوضاع الإنسانيّة والصحيّة في سجن جوّ المركزيّ، وارتكاب إدارة السجن جملة من الإنتهاكات والتجاوزات، كالتعذيب والحرمان من الرعاية الصحيّة وممارسة الشعائر الدينيّة.
وقالت المصادر إن إدارة السجن أقدمت على توزيع المعتقلين الستة على الزنازين بشكل فرديّ، بعد اتهامهم بتحريض المعتقلين على الدخول في الإضراب عن الطعام، ولفتت إلى أنّ المعتقلين المُختطفين هم “ناجي فتيل، صادق الغسرة، محمّد فخراوي، الشيخ زهير عاشور، محمّد سرحان، علي عبدالحسين رمضان”.
وكان الناشط الحقوقيّ «المعتقل ناجي فتيل» قد أكّد في تسجيلٍ صوتيّ أنّهم سيبدأون إضرابًا عن الطعام الأحد 9 أغسطس/ آب 2020، احتجاجًا سلبهم حقّهم في ممارسة الشعائر الدينيّة، وأكّد أن المؤسّسات المحليّة الحكوميّة فقدت مصداقيّتها، بالتغطية على التجاوزات والانتهاكات- بحسب تعبيره.
ونفت وزارة الداخليّة البحرينيّة في وقتٍ سابقٍ ما تردّد بشأن حرمان المعتقلين من ممارسة الشعائر الدينيّة في السجون، وقالت إنّ «حريّة ممارسة الشعائر الدينيّة مكفولة لجميع المعتقلين، وفق الضوابط والإجراءات الاحترازيّة المعمول بها للوقاية من فيروس كورونا «كوفيد 19» المستجد- على حدّ زعمها.
وتعمد عناصر المرتزقة والميليشيات المدنيّة التابعة لوزارة الداخلية بشكل متكرّر إلى التضييق على المعتقلين ومنعهم من ممارسة الشعائر الدينيّة بدوافع طائفيّة، كما يتمّ فرض عقوبات جماعيّة عليهم بسبب إحيائهم المناسبات الدينيّة، خصوصًا في موسم عاشوراء، حيث تقوم السلطات باستدعاء واعتقال الخطباء والرواديد ضمن سياسة الاضطهاد الطائفيّ الممنهج، بحسب ما أكدت تقارير المنظمّات الحقوقيّة، وتقارير الخارجيّة الأمريكيّة للحريّات الدينيّة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا