الأخبار

في الهند: مقتل متظاهرين إثنين أثناء احتجاجات للمسلمين وتحذيرات من حركة تهدف الى رحيل الإسلام من البلاد

ذكرت وسائل إعلام هندية أن احتجاجات اجتاحت أجزاء من مدينة بنغالورو (جنوب) في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، تنديداً بنشر قريب لأحد الساسة المحليين منشوراً مسيئاً للنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
ولقى شخصان حتفهما وأصيب ثلاثة بعد أن فتحت الشرطة النار على المحتجين، بحسب ما أوردت قناة إخبارية محلية، وقالت “رويترز” إنه لم يتسن بعد تأكيد الوفيات أو عدد الإصابات.
وقالت شرطة مدينة بنغالورو على “تويتر” إن “الوضع تحت السيطرة”، مضيفة أنها لجأت إلى إطلاق النار على المتظاهرين لتفريقهم بعد استخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشدا من المحتجين تجمع خارج مركز للشرطة واشتباكات مع ضباط، بالإضافة إلى إحراق عدة سيارات تابعة لقوات الأمن.
وقال مفوض الشرطة كمال بانت، لمراسلي التلفزيون، “قمنا بتأمين الشخص الذي نشر هذا المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي”، مشيرا إلى أن عددا من ضباط الشرطة أصيبوا.
وذكرت الشرطة أنها فرضت حظر تجول في المنطقة المحيطة لتقييد حركة الناس.
وفي سياق الحرب ضد الاسلام، كشف مراقبون ان الحركة القومية الهندوسية (الهِندوتوا) السياسية، والتي بدأت قبل نحو قرن بهدف تحقيق حاكمية الهندوس المطلقة بالهند، تشن حرباً مستمرة على مسلمي البلاد ومسيحييها باعتبارهم خطراً على أمنها وهويتها الأصيلة.
وقامت هذه الحركة ببث دعايات مكثفة ودعاوى ملفقة جعلت الغالبية الهندوسية تظن أن حقوقها مهضومة في بلدها، وأن الأقليات قد استحوذت على كل الفرص، وأن ديانتها وثقافتها وحتى وجودها في خطر وخصوصا من قبل مسلمي هذا البلد.
ويرى عالم الاجتماع والمؤرخ المعروف راجنا كوتهارِي أن الهندوس يتكونون من عدد كبير من الأقليات، وهم موزعون على فرق وطوائف وطبقات، ولذلك ليس صحيحا اعتبار الهندوس أكثرية بالهند.
لذا فقد سعت هذه الحركة إلى التغلب على هذا التشرذم، وتوحيد الفرق والطوائف الهندية الخالصة تحت مظلة واحدة، على الأقل فيما يتعلق بأهدافها السياسية والثقافية.
وأضاف كوتهاري انها ترى كذلك أن الهندوس أبناء الهند الحقيقيون، ولابد أن يسودوا البلاد سياسيا وثقافيا واجتماعيا، وما على الفئات الأخرى مثل المسلمين والمسيحيين إلا أن يقبلوا بالعيش في الهند كمواطني درجة ثانية وضيوف.
وتابع بانه يمكن القول إن الهندوتوا بالنسبة للهندوسية كالصهيونية بالنسبة لليهود، فكلتاهما حركة سياسية عنصرية تدعي العمل لأجل أتباع ديانة معينة، وبسبب هذا التماثل قامت أوثق العلاقات بين الهند وإسرائيل منذ وصل أتباعها سدة الحكم بالهند أواخر القرن العشرين.
وترى الحركة الهندوسية أن هناك “أخطار داخلية” تواجه الهندوس أو الهند، أولها المسلمون، ثم المسيحيون، لذا فقد كانت تهاجم المسيحيين ومؤسساتهم وكنائسهم منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي.
وساعدت هذه السياسات حزبَ الشعب، الجناح السياسي للحركة، فأخذت أسهمه ترتفع مع مجيء كل انتخابات جديدة، فارتفع عدد أعضائه بالبرلمان المركزي إلى 86 عضوا بانتخابات 1989 بالمقارنة مع عضوين اثنين فقط بالبرلمان السابق.
وتمكن الحزب من تشكيل الحكومة المركزية لأول مرة سنة 1998 لفترة قصيرة، ثم عاد للحكم من جديد على مستوى الحكومة المركزية سنة 1999 حين تمكن من إحراز 187 مقعدا بالبرلمان وحكم الهند على رأس تحالف من 23 حزبا لنحو خمس سنوات.
ومع تمكن الحزب من حكم البلاد، وتشكيل الحكومة برئاسة ناريندرا مودي، فقد بدأ بتنفيذ كل البرامج المحببة للحركة الهندوسية، فتم إلغاء الحكم الذاتي لكشمير، وبدأ بالتدخل في قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية، وضغطوا على قضاة المحكمة العليا فحكموا بإعطاء أرض المسجد البابري للهندوس، ثم كان قانون الجنسية الذي استهدف المسلمين لحرمان كثير منهم من الجنسية.
ويرى مراقبون أنه بوجود هذه الحزب في سدة الحكم فإن الهند مقبلة على كثير من التوترات والمواجهات، لأن حكومة مودي الحالية تسعى لتنفيذ كل برامج الحركة الهندوسية.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا