دينٌ عظيم وضع للمرأة مالم يوضع لها بأي ديانة أخرى من أهمية ومساحة واحترام وخصص لها من التشريعات التي لو بحث عنها الجميع معانداً ومسانداً مؤيداً ومعارضا لما وجد مثله ابدا.
هذا هو إسلامنا الحنيف.
فقد أولى جل الاهتمام بالمرأة ومنزلتها الكبيرة وبروجها الحصينة العالية في زمن لم يكن يُحسب للنساء أي وزن بل تُعد من سقط المتاع تُهجر بحالاتها الصحية ولاتُورث وليس لها أي حرية مالية او مجتمعية في فكر وثقافة عنجهية أول تكريم تحصل عليه المرأة منه أن تُدفن حية.
بدل الفرحة والاستبشار بقدومها مع التعاطي بابسط حق لها وهو حقها بالحياة.
دين جاء به الهادي الحبيب ليرفع قدرها ومنزلتها بأن يجعل الجنة تحت أقدامها ويوصي بها ثلاثا قبل الرجل وجعلها موازية للرجل ومساوية له – طبعاً ثمَّة أحكام خاصة بالرجل تناسب طبيعته البدنية، وأحكام خاصة بالمرأة تناسبها – لكن هذا لا يعني أنَّ الإسلام قد جعل فروقاً بين المرأة والرجل، فحقوق المرأة في النظام الإسلامي هي كحقوق الرجل، لها حق الدراسة وحق الذهاب إلى الجامعة، وحق العمل، وحق التملك، والتصويت كل ذلك ماعدا ان تدخل المرأة لسوق النخاسة فتكون كجارية يتصفحها كل من هبّ ودب فهو امر يعارضه الإسلام بأن تكون المرأة لعبة بيد الرجال معروضة للجميع، بل يريد للمرأة أن تكون إنسانة حرَّة من كل انواع العبودية للذة والجمال والبدن، لرقي شأنها وارتفاع منزلتها تمهيدا لكونها الحاضنة للرجال والمكونة لبودقة الاسرة الاهم بالمجتمع، لقد طالب الإسلام المرأة والرجل بالمحافظة على حيثيتهما الإنسانية، يريد الإسلام بذلك أن يحافظ على شخصية المرأة وأن يصنع منها إنسانة جادة عاملة. ولا يسمح أبداً بأن تكون المرأة وسيلة بيد الرجل من أجل ممارسة شهواته.
-
تكريماً لكل امرأة
ومن هنا كان التكريم لها والحفاوة بها عبر موضوعة الحجاب لكي لاتكون مستهلكة مباحة للكل كبركة آسنة يرتع بها كل من مر وحضر.
بل كإنسانة عزيزة غالية وغير رخيصة لها حصانتها التي تجعل حولها بروجا من العفة والفضيلة لتكون مغلقة محصّنة لزوجها ولاسرتها وعائلتها تهبهم من نبع حبها الانثوي الرقراق الذي يهب الحياة حبا وعطاءً وكرما.
تتسم بصفات العطاء والحنان والتفهّم مع أسرتها وترتدي جلباب الانسانية والفكر والوعي والستر عند باب بيتها لتنطلق برسالتها للمجتمع وكل مدار حياتها مرسوم بوعي ونضح حيث لا ننسى تلك الكلمات الذهبية ذات الاريج العلوي إذ يقول الامام علي، عليه السلام:
«خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: ‘الزهو والجبن والبخل، فاذا كانت المرأة مزهوة «اي فخورة بنفسها» لم تمكن من نفسها. واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها. واذا كانت جبانة فرقت «اي فزعت» من كل شيء يعرض لها».
-
نعـقٌ وتسويل
وكم حاول أعداء الدين ومروجو البدع ان يجذبوا المرأة مرة بازياء وموضة وموديل ومرة بعناوين التحضر والتحرر ليجعلوها تستسيغ مايروجون عاما بعد عام مضياً وجريا حثيثا وراء خطوات الشيطان وبلا هوادة، لتقتنع بأنّ الثياب المحتشمة تشدها إلى الريف، وتجعل منها امرأة متأخرة يمولها السوق بكل ماهو جديد وبعيد عن العقل والتعقل وغير مناسب ولا متلائم حتى مع الفطرة السليمة ليكون الحجاب قطعة قماش توضع وبشتى الالوان والموديلات وأما بدنها فاظهروه للرائي وبما لايمت للانسانية والانوثة بادنى صلة فضلا عن كونه في واد بعيد عن الحجاب واهله وتشريعه واسبابه وشروطه؛ مخرجين المرأة من بيتها ساعية نحو المجهول تزاحم المواصلات العامة المزدحمة براكبيها وتشترك مع الرجال في الأعمال والاجتماعات ومع الاختلاط ووباء السفور والانفتاح الغامر.
معترك صعب وأودية خطرة تحمل للمراة ذلك المخلوق الرقيق الكثير من التبعثر وعدم التركيز والتشتت بين ماتحب ومافُطرت عليه وبين ماتلهث وراءه بلا علم ووعي، تؤطرها هالات العطر الفاضح والملابس الضيقة اللاصقة بالجسد الحاكية لمفاتنه؛ الشفافة البراقة الملونة التي تصرف عليها المرأة مئات الساعات من وقتها الاثمن وملايين الدنانير من رزقها وراتبها الذي بات مهدورا بدوامات الموضة والعصرنة تاركة خلف ظهرها أهدافا جساما بالتطور والرقي وتحقيق الطموحات المشروعة وتكوين الاسرة الفاضلة والحضن الدافئ الذي يصنع الرجال وقادة المجتمع ورواده الذين بهم يرتقي وبتربية أمهاتهم الفاضلات يعلو ويتسامق ويسابق الامم.
-
للحجاب قناعات
ولو دخلنا لعمق الفكر والوعي العالي لموضوعة الحجاب لوجدناها تلك المفردة التي تشرح لنا عالماً واسعا من الفضيلة والعفّة والنضج والابتعاد عن تُرهات الاشياء وسفاسفها للعروج في مدارج الاهداف والعفّة والثقافة، فتلك المرأة التي تفتقد الوعي والتفكير بأمور مهمة وكبيرة تلجأ للتفكير بكيفية جذب الآخر لجمالها الظاهر فقط، وبغنج الحديث ومعسول الكلام والتميع واللبس الفاضح لتظهر حالة متطرفة من الانوثة جدا وهي الانوثة الغريزية المسموح إظهارها للزوج فقط، وتترك كل جوانب الانوثة الواعية من الانسانية والثقافة وفن الخطاب والحوار، وهي بعد ذلك تقع في فخ ما دخلت به إذ تجذب أشباه الرجال والذئاب الجائعة للحمها الظاهر وجمالها المتهالك المستهلك من النظر والاشاعة بدل أن تكون جوهرة ثمينة لا يستطيع الحصول عليها الاّ من يستحق فكرها ووعيها ونضجها.
-
العاقبة والصفقة الخاسرة
وقد تتساءل الكثيرات من فتيات جيلنا وما الضرر في السفور والتميع؟! والحقيقة لو علمنا باطنا بقناعاتنا الراسخة أن شبيه الشيء منجذب اليه فهذا يعني أنها ستجذب النسخ الفاسدة المتمايعة الفارغة من الوعي لها من صديقات وصاحبات وجليسات وهذا ما سيقودها لتهتك بعد تهتك ومصاب بعد مصاب بسبب الانحراف الفكري الذي يجتره لها السفور او حتى الموافقة والسعي بخفاء وبميل قلبي نحو فكرة السفور والتميع فأفكارنا هي واقعنا وحياتنا، ونحن مانفكر به، تلك قوانين الكون وسننه التي لاتتغير، فمن فكر بالخير جذب الخير وأهله ومن فكّر بالفساد والانحراف واستساغه جذب الانحراف والمنحرفين له. ومن هنا لانستبعد ولانستغرب أن تكون الصفقة الخاسرة برجل قاسٍ متزمت متعصب او بنسخة رجل مستعبد للمشاعر والتطلعات من «سي السيد» الرجل المتحكم المتسلط المغرور يكون زوجاً لها وجزاءً لعملها ونسخة لافكارها المنحرفة التي تجذب المنحرفين عن طريق الصواب.
وهنا لا أرضاً حازت ولا سماءً طالت، لا حياة سعيدة ولا مستقبلا جميلا والمسؤولية تقع عليها وعلى تربيتها الاسرية التي صورت لها الجمال بمنظار الميوعة والتهتك، وتبقى تعاني الارهاصات تلو الارهاصات وفشل تجربة لبدء أخرى؛ وهي تجتر نفس النسخ الرجالية من حولها والصديقات الحاسدات الدخيلات على الدين لخلل تفكيرها وسوء قناعاتها؛ معللة الامر حظوظ، قسمة، قضاء وقدر، معلقة الفشل على تلك الشماعات البعيدة عن الواقع والصحة والتي تجعلها تدور بدوامات الحظ العاثر لتركيزها على هذه المفردة بالذات بأن الجميلة المتبرجة لا حظَّ لها والقبيحة المحصّنة حظوظها من السعادة أوفر.
ولم تعد لنفسها ولو مرة وتقول تلك القبيحة بنظرها اخفت محاسنها التي لا تخلو منها امراة وعملت على جماليات أكبر من وعي ونضج وثقافة وووو، ووثقت برب يفيض النعم فعوضها بزوج كنسيم الصباح العذب تفهّما ووعياً، يشاركها النبض بلا غرور أو تعالٍ او عنجهية جاهلية.
-
سعادة الدارين
إذن فلنعلّم فتياتنا أن الستر رقي وأن الحجاب عزة وأن الثقافة نبع ماء صاف وان القناعات السليمة تجذب الفرص الاروع في حياتنا الدنيوية، والخلود الابدي بجنان ربنا الاخروية.
ولنحارب إعلاماً سيئاً زيّف الحقائق وحرّف القناعات الرصينة .. مصورا الإسلام كوحش جاء من قمقم القرون الغابرة ومن أجل أن تجلس المرأة في بيتها فقط لا تمارس اي عمل وعائقها الاكبر هو حجابها ..!!
عجباً لهم وتعسا كم يكرهون الحق والحقيقة ويصورون المجد مرا وعلقما وكم البسوا الرذيلة ملابس الجمال رغم كونها عنقاء خرساء شوهاء ونبقى نثق بسعة عقل نسائنا الواعيات السائرات على خطى الزهراء وزينب الحوراء، عليهما السلام.