لمن يريد أن يعمل في حركة، او يؤسس تجمعاً ويريد أن يقوم بنضهة، فلابد له من منهج يسير عليه. وأن من أفضل النهضات التي قامت والحركات التي تأسست لمحاربة الفساد هي نهضة الإمام الحسين ع. كما أن من افضل التجمعات الرسالية على مر تاريخ هو التجمع الحسيني الذي كان في كربلاء عام 61 للهجرة وهو القائل، عليه السلام: “لا أجد أهل بيت أبرّ من أهل بيتي، ولا اصحاباً أوفى من اصحابي”.
هذا التجمع، لهو خير قدوة وخير منهج لمن أراد أن يقوم بالنهضة الإصلاحية، ونحاول أن نوجز منهج هذا التجمع وهذه النهضة حتى يستفيد منها كل من طامح للتغيير والإصلاح في مجتمعه:
1-أهداف التجمع:
لابد لكل تجمع ان يحدد اهدافه سلفا، وقبل كل شيء لا بد من أن تكون الاهداف واضحة وبعيده عن المصالح والاهواء، وأن يبين للجماهير سبب خروجه ونهضته.
“إني لم أخرج اشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر “.
2-الحق؛ القيمة الأسمى للتجمع:
لابد للتجمع الذي يريد أن يقوم بالإصلاح من ان يجعل الحق هو القيمة الاسمى له، وأن يسقط جميع الاعتبارات الاخرى المادية والمصلحية وأن يكون الحق هو المحور، ومن أجل تكون التضحيات.
“أبتاه أو لسنا على الحق؟
-نعم يابني والذي اليه مرجع العباد.
-إذاً؛ لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا”.
3-التسليم لأمر الله من البداية:
لابد لقيادة التجمع وكذلك أفراده من أن تسلم لأمر الله وأن تستعد لكل شيء في سبيل الله.
“شاء الله أن يراني قتيلا”، و”شاء الله أن يراهن سبايا”.
4-الانطلاق في المسيرة قبل الجماهير:
قيادة التجمع وافراده المخلصين لابد ان يكونوا هم اصحاب المبادرة وهم الذين يتقدمون المسيرة قبل غيرهم، وهم الذين يحملون الراية حتى تراهم الجماهير وتلتف حولهم وتتبعهم.
“فمن أراد الخروج فإني راحل مصبحاً إن شاء الله”.
5- اختيار الأفراد المخلصين وضمّهم الى التجمّع:
كما فعل الإمام الحسين بأن بعث عدة رسائل إلى عدة أشخاص للالتحاق به، ومنهم؛ زهير بن القين.
6-تصفية التجمع من أصحاب النفوس الضعيفة:
“اني مقتولٌ مصبحاً، وهذا الليل فاتخذوه جملا”.
7-ذوبان الفوارق بين أفراد التجمع:
كما نرى ذلك في اصحاب الحسين، فقد ضم تجمعه، عليه السلام، كل من جون، مولى أبي ذر، والعبد التركي، و وهب المسيحي، والفتى الصغير الذي لم يتجاوز عمره أحد عشر سنة، كما ضمّ العباس، وعلي الأكبر، وحبيب بن مظاهر، الشيخ الذي ناهز عمره التسعين، وغيرهم.
8-باب الالتحاق بالمسيرة مفتوحٌ:
لأي شخص بغض النظر عن ماضيه حتى وإن كان عثماني الهوى، او نصراني، او من جعجع بالحسين، عليه السلام.
9-حب الفداء للحق والقيم:
لابد أن يكون في نفوس أفراد التجمع حُبّ التضحية والفداء في سبيل القيم الإلهية، دفاعاً عن الدين والقيادة الربانية.
“كيف ترى الموت يا بن اخي (القاسم)؟
-في سبيلك أحلى من العسل واصفى من الشهد”.
10-الدفاع عن الحق حتى آخر لحظة:
لابد لأفراد التجمع من الدفاع عن الحق وبمن يتمثل به الحق الى آخر لحظة في العمر، كما حدث في الحوار الأخير بين مسلم بن عوسجة وحبيب بن مظاهر.
“لو لم أعلم أنني بالاثر بعدك لاحببت ان توصيني.
-أوصيك بهذا الرجل. واشار بيده إلى الحسين.
11-التضحية في سبيل الدين والمبادئ.
التضحية للدين والمبدأ بكل شيء وعدم التراجع او الندم اذا ما أصاب الإنسان أذى في هذا الطريق.
“والله إن قطعتم يميني، إني أحامي ابدا عن ديني، وعن أمام صادق اليقين”.
12-الإيثار بين أفراد التجمع.
لابد أن يكون هنالك ايثار حقيقي فيما بين افراد التجمع.
“يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسينٌ وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني”.
13-بذل الجهد الحقيقي في سبيل الله.
لابد لأفراد التجمع أن يبذلوا كل جهدهم في سبيل الله، وكما نقرأ في زيارة ابي الفضل العباس:
“و أعطيت غاية المجهود”
14-الرضا بقضاء الله وقدره.
“رضا برضاك لامعبود سواك”.
15-اعتماد الإعلام لإحياء النهضة.
من أهم اركان النهضة، ودعائمها التي تحافظ عليها وتوصلها إلى الجماهير؛ الإعلام، وهو الدور الذي قامت به السيدة زينب، عليها السلام، في النهضة الحسينية، إذ كانت بمنزلة المنظومة الإعلامية للنهضة.
“يا يزيد! كد كيدك و اسعى سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا”.
16-اعتماد الخطابة لإيصال حقائق النهضة للمجتمع.
كذلك من اركان ودعائم النهضة؛ أن يكون هنالك خطباء مفوهون، يتكلمون بإسم النهضة ليوصلون صوتها إلى الجماهير، ويعرفوهم حقائقها، وهذا ما قام به الإمام زين العابدين ع.
“انا بن من قتل بكربلاء انا بن المرمل بالدماء”، الى آخر الخطبة العصماء التي جلجل بها مجلس الطاغية يزيد في الشام.
كلام منهجي… احسنت ش حسين الاميري