إن اكثر المشاكل الاجتماعية التي تحدث هي نتيجة اصطدام ورد فعل من قبل اناس كانت لهم ظروف مختلفة منها قسرية او قهرية او اعتمادية تتولد من خلالها أسّ المشكلة داخل النسيج الاجتماعي من هذا المنطلق هناك نظريتين اجتماعيتين يثيرها بعض علماء الاجتماع :
الاولى: هي الحتمية الاجتماعية
ان الانسان يخضع لحتمية اجتماعية لا يمكن ان يتفاعل بمعزل عنها ولكن هذه النظرية تؤدي الى تساؤل وهو: هل الصحيح الذي نريده قد تركه لنا الاسلاف ام يحتاج الاستكشاف؟
بالاستناد للمجموعة ايات قرآنية نرى عكس ذلك: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}.
{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}.
{قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}.
⭐ المصدر الاول في طريق المعرفة القرآن الكريم الثقل الأكبر، و طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم، “فهم السبيل اليك والمسلك الى رضوانك”، كما نقرأ في دعاء الندبة
نرى ان هناك حالة يركن اليها الجيل اللاحق من الابناء على حساب الجيل السابق من الاسلاف
وهي ثقافة يطلق عليها القران ثقافة {ما الفينا عليه اباءنا}
اما النظرية الثانية: نظرية رد الفعل تعارض النظرية الاولى هذا ما نرمي اليه وهو تحمّل الشخص لمسؤلية التغيير داخل المجتمع كأن تكون ظاهرة سلبية تقليد خاطئ وعلى النحو التالي: فالمحيط بالاضافة الى رد الفعل لهذا المحيط يساوي النتيجة.
لنأخذ هذا المثال التوضيحي قصة فلاح في زمن اكثر المهن المعروفة الفلاحة ابن هذا الفلاح في فترة صناعة السيارات عمل فنيا في صناعة السيارات ابن هذا الفني دخل في جامعة ودرس في الاقتصاد وجلس خلف مكتب، ابنه لاحقا الان مثلا يعمل في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
ترى ان كل عمل من هؤلاء يختلف عن الثاني بأختلاف الزمن والتطور المعرفي الحاصل عند كل جيل، فلو ان جيلا من الاجيال بقي خاملا او لم يعمل فأنه سوف يتأخر بحسب رد فعل كل جيل لمتطلبات عصره وتفاعل محيطه، فنظرية رد الفعل تؤيد هذا التغيّر الحاصل و تحدث التوازن المطلوب، لأن جزءاً كبيراً من التغيير هو رد فعل وحاجة الشخص للتغيير، بدأ من بديهيات الفطرة مرورا المستوى المادي و صعودا المستوى الفكري.
انظر معي من الناحية الايجابية كما يرث الابناء الآباء في الاموال و يرثونهم في الصفات الجسمية اوالعقلية، كذلك هنالك امراض وراثية تنتقل، هنا الاشارة والمشكل في الموارد التي تمس عقيدة الانسان ودينه ايضا اي عموما رد الفعل هذا يعبر عنه القرآن الكريم بحالة التغيير: {لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
قد يقول قائل: مثلا شخص يولد في بيئة غير صحيحة كيف يمكن له ان يعرف، هناك حديث لرسول الله صل الله عليه وآله وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه”، فالانسان يولد على الفطرة وابواه وبيئته هي من تجعله مسيحيا او يهوديا مسلما سنيا كان ام شيعيا، و لكن بقي كيف يغذّي هذه الفطرة وكيف يتعرّف على المعتقدات الصالحة من المعتقدات الطالحة ويتفاعل داخل المجتمع.
⭐ ان الانسان يخضع لحتمية اجتماعية لا يمكن ان يتفاعل بمعزل عنها ولكن هذه النظرية تؤدي الى تساؤل وهو: هل الصحيح الذي نريده قد تركه لنا الاسلاف ام يحتاج الاستكشاف؟
نقول: بالمعرفة والتعلم ففي طريق المعرفة والاستكشاف كثير من المستشرقين الغرب اسلموا وكثير من المسلمين السنة تشيعوا، وكثير من المؤمنين وصلوا الى مراتب عظيمة، فقط لأنه كان لهم الرغبة في المعرفة والتوصل للحقائق التي على الاقل من وجهتهم، لأنه لا يمكن ان تجبر احدا على حقيقة انت تراها إلا ان يكون بإرادته والتي ايقن انها الحق.
وان المصدر الاول في طريق المعرفة القرآن الكريم الثقل الأكبر، و طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم، “فهم السبيل اليك والمسلك الى رضوانك”، كما نقرأ في دعاء الندبة، وحتى لو كنت في بيئتك التي تؤمن بها فعليك ان تتعلم وتقرأ وتستكشف وتنتقل من مرحلة الى مرحلة اخرى.
فكلمة (لماذا) تحمل في طياتها كثير من الاسرار فقط يحتاج الانسان ان ينفض الغبار من على غطاء عقله، يقول الامام علي عليه السلام: “لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه”.
خلاصة؛ على هذا الاساس فإن تأثير المحيط يعتمد على رد الفعل، ورد الفعل اذا كان متزنا وعن علم ودراية وادراك فإن النتيجة تأتي تباعا صحيحة، واذا كان رد الفعل ثقافة الركود وثقافة ما الفينا عليه ابائنا (الحتميات الاجتماعية) فالنتيجة تأتي تباعا سقيمة.