يخشى الكثير ممن يغلب عليهم السمنة الانتقاد من المحيط ويفضلون عدم التعرض للانتقاد او حتى المرور بحديث عابر يتناول البدانة، لكون المجتمع لا يرحم بتوجيه اللوم المفرط لهؤلاء الاشخاص البدينين، ومن المؤسف ان الكثير من الناس يغيب عنهم الذوق في التعامل مع اصحاب البدانة فينتعتون تارة بإنعات غير لائقة مغلفة بأغلفة المزاح لكن الحقيقة ان مثل هذا المزاح مزعج ومؤذي نفسياً.
تُعد السمنة من اكثار الامراض حرجاً للمصابين بها، فهي من امراض العصر التي ترتفع نسبها يوما بعد آخر سيما في البلدان العربية، وبالرغم من التحذير من مخاطرها النفسية والطبية، إلا انها لا تزال تتصدر قائمة الامراض في العالم الحد الذي جعل منها تكاد ان تكون ظاهرة في بعض المجتمعات.
⭐ تُعد السمنة من اكثار الامراض حرجاً للمصابين بها، فهي من امراض العصر التي ترتفع نسبها يوما بعد آخر سيما في البلدان العربية
ويرتبط مرض السمنة وانتشاره في بعض المجتمعات بتغير أنماط الحياة والغذاء أو بعض العوامل الوراثية، ولها آثارها على الصحة الجسدية، وتدهور قدرة الفرد على الإنتاجية والعمل والكثير من النواحي الحياتية، وهنا اود الاشارة الى ان الكثير من الافراد عبر العالم لا يأكلون بشراهة ومع ذلك تصيبهم السمنة وهذا تعضيد لفكرة ان السمنة مرض وليس عافية كما يرى البعض.
- ماهي تأثيرات البدانة في الصحة النفسية للانسان؟
ثمة امور تظهر على سلوكيات الفرد البدين وراها بالتأكيد دوافع نفسية، هذه السلوكيات تُشي بعدم تقبل السمنة والهروب منها ومن اثارها السلبية هذه السلوكيات هي:
- القلق والخوف الذي يشعر به الفرد البدين من الخطر الذي يمكن ان يصيبه والذي مكن ان يظهر على هيئة امراض؛ كأمراض القلب والشرايين وضغط الدم وغير من الامراض، وبالرغم من محاولتهم اخفاء هذا الشعور والظهور بعدم المبالاة وتسيير الامور وكأن شيئاً لم يكن الا انه يبقى واضحاً عليهم.
- يصيب الانسان البدين خجلاً كبيراً من النظرة الانتقادية له من قبل الآخرين، وكثرة التعليقات على شكله وتصرفاته وحركاته، وبالتالي يحاول إخفاء عيوب سمنته وجسده، ويشعر بالحرج والخجل من الظهور أمام الآخرين، وقد وصل الحال ببعضهم الى مقاطعة التجمعات المحيطة لكي يعود محبطاً ومتذمراً منها نتيجة سخافة البشر وصغر عقلهم.
- حين لا يستطيع الفرد البدين من السيطرة على وزنه مع محاولات تخفضيه المتكررة سيشعر ذلك الفرد بالعجز لكونه دائم الشعور بقلة الحيلة والعجز عن السيطرة على شهوة الطعام، تصل أحياناً إلى حد السلوك القهري غير القابل للسيطرة وهذا السلوك ناتج عن قوى نفسية داخلية متصارعة توصل الانسان الى حالة من التوتر.
- ليس هذه الاثار النفسية للسمنة على الانسان فحسب، بل ان السمنة يمكن ان تؤدي الى الاكتئاب الذي يحدث بالعادة من الضغوط المحيط سيما المزمنة التي يشعر الإنسان ازاءها بعدم قدرته على التعامل معها والتخلص منها أو التكيف معها لكون، المثير لها مستمر وهم المحيط الذين يقدم البدين في كل مرة على كونه ناشزاً عن محددات هذا المحيط.
- تؤدي البدانة الى تدني الثقة بالنفس، إذ يقارن الشخص الذي يعاني من السمنة نفسه بالآخرين، مما يتسبب في تدني ثقته بنفسه وبمظهره الخارجي وهو ما يجعله يحاول جاهداً من مغادرة الفعاليات المجتمعية.
- قد توصل السمنة صاحبها الى تناول الطعام العاطفي بمعنى ان الفرد يقوم بردة فعل عكسية فيقوم بتناول كميات أكبر من الطعام للشعور بالراحة والانتصار لنفسه.
⭐ تؤدي البدانة الى تدني الثقة بالنفس، إذ يقارن الشخص الذي يعاني من السمنة نفسه بالآخرين، مما يتسبب في تدني ثقته بنفسه وبمظهره الخارجي وهو ما يجعله يحاول جاهداً من مغادرة الفعاليات المجتمعية
في ختام حديثنا وبياننا للأثار النفسية السيئة التي يشعر بها الشخص البدين نوصي بوصيتين اولهما للمجتمع بضرورة تخفيف العبئ عن اصحاب البدانة لكونهم مبتلون بهذا المرض وليسوا مختارين لها عند الكثير من اناس، ثانيهما ضرورة ان يعمل الفرد البدين نفسه بمحاولة التخفيف من وزنه وتفادي الاضرار الصحية واحراجات المجتمع سيما اؤلئك الناس الذي لا يمتلكون لياقة في الكلام والتعامل مع الشخص البدين.
