كل انسان في كل المراحل العمرية مُعرّض للخطأ من ناحية الاختيار، و التفكير، و اخطاء يومية تحدث باستمرار دون الانتباه لها وتتدرج من البسيطة حتى الخطيرة.
ومن المتعارف عليه إن كل انسان يتعلم من خلال:
1- الأب والأم (العائلة)، لهم دور كبير في تربية الطفل، فالطفل حين يفتح عينيه، والى عمر ست سنوات، يأخذ كل تربيته من والديه، وتصاغ شخصية الطفل بناءً على سلوك والديه في هذه المرحلة العمرية، صحيح قد يكون الوالدان غير متعلمين، وغير واعيين لتعليم ابناءهم بحكمة، أو يكونان مشغولين لدرجة يكون الأطفال ليس من أولوياتهم، فيقتصر دورهم على المأكل والمسكن؛ اي الدور المادي لا المعنوي والروحي.
2 – المدرسة، وهي عامل من عوامل التربية للطفل، ولكن أغلب ما تعطيه ـ المدرسة ـ من دروس لا يتركز على الأخلاق والثقافة الاجتماعية، بل دروس محددة من لغات، واجتماعيات، والعلوم وما شابه.
إن في حالة وجود احتمال إن كلا المُعلّمَين؛ الوالدين والمدرسة، على درجة كافية من الوعي والشمولية، بحيث تطعّم الفرد وتغذيه من جميع النواحي، ليكن فرداً واعياً ومدركاً ومسؤولاً، مع هذا نجد إن الدروس ـ في البيت والمدرسة ـ غير كافية لنضج الإنسان من جميع النواحي، ولا تغذيه بالدروس التي يحتاجها، ولا بالحلول التي يحتاجها لمواجهة مشاكل الحياة المختلفة.
وفي هذه الحالة؛ حيث غياب الدرس المطلوب الذي يحتاجه الفرد يأتي دور آخر يظهر من خلال الفرد ذاته، وتجاربه الخاصة في حياته؛ وذلك يتم من خلال تجربته الخاصة التي يمر بها، فقد ينجح ويفلح، وقد يفشل أو يخطأ، ومن هنا عليه أن يتدارك الخطأ ولا يكرره، ويصحح مساره و أفكاره، ولا تأخذه الغفلة حيث تشاء.
📌 الأب والأم (العائلة)، لهم دور كبير في تربية الطفل، فالطفل حين يفتح عينيه، والى عمر ست سنوات، يأخذ كل تربيته من والديه، وتصاغ شخصية الطفل بناءً على سلوك والديه في هذه المرحلة العمرية
مثلا قد يصطحب الإنسان اصدقاء سوء بجهل منه، فيسببون له المشاكل، وهو مسالم لا تستهويه المشاكل.
ولأنه لا يحب المشاكل، فإن هذا الأمر يعتمد إما على برمجة خوف من الأهل بأن لا يتسبب في مشاكل، لأنه ستتم معاقبته، وإما بسبب تربية العائلة وحرصهم السليم عليه، فتصبح هذه فطرته السليمة التي ينشأ عليها، تناسبه فكريا وروحيا، وليس فقط مجرد إرادة الاهل وهذا يندرج تحت مسمى التربية السليمة الصحية.
وربما يختار اصدقاء بحكمة اكثر، دون اللجوء لمن هو أكبر منه، مع ذلك يجب أن يعود للأهل للاستشارة، وعليهم مراقبة مزاج الطفل، وحركته والتقرب اليه وسؤاله في حال لجوءه للعزلة.
- ينتهي المنبه عند الاستيقاظ
أما إذا لم يفهم الدرس أو الخطأ ويختار بغفلة، البقاء على الخطأ دون تغيير، فعليه إعادة الدرس بقوة، و أكثر شراسة، فالمشكلة القادمة أكبر، وتحدث مع حيرة وخوف أكثر، وممكن أن يخسر فيها الكثير، فقد تصبح درجاته في الدراسة متدنية، أو قد يتنمر زملاؤه على طالب آخر، ويكون في دائرة مشتركة معهم لأنه لم ينسحب في المرة الأولى، وهكذا تتوالى الاخطاء عليه حتى يفهم ويتغير.
كالأم عندما تعلم طفلها أن يرتب سريره مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم ولكنه مهمل، ولا يستمع ولا ينفذ لعدة أسباب، فتبقى الأم تنبّه الطفل باستمرار يوميا، فينزعج ولا ينفذ، لكن الأم تستمر حتى يتعلم ويتغير، ويبدأ ينفذ ويرتب سريره، فتتوقف الأم عن التنبيه، وهنا؛ ينتهي التنبيه لانه استيقظ.
من هنا فإن كل درس يُهيئنا لواقع آخر، و لنِعَم أخرى، كالنفق المظلم، ثم يبدأ النور بالظهور تدريجياً كالفجر، يودع الظلام ليستقبل خيوط الشمس الذهبية.
هناك شيء ما ينتظرنا، فيأتي على هيئة مصغّرة ليعلمنا ليتجلّى بحالة أروع وأجمل واكثر اطمئنان ومثالية حيث الارتقاء الروحي.
- انواع الدروس
1- هناك دروس بسيطة (روتينية – يومية) تُستمد من تفاصيل الحياة اليومية البسيطة، وذلك يظهر من خلال حالة الفهم من خلال التجارب الخاصة للفرد، كصداقة عادية في خط طبيعي او خسارة شيء مادي يمكن تعويضه.
2- دروس حقيقية صعبة قاسية تضرب لتعالج جذر المشكلة وتراكماتها، و تعمل على تغيير عميق حقيقي وجذري، وتعمل على أعمق نقطة، وفي الغالب هذه الدروس تأتي على هيأة أمر للفرد، وهي من أهم المهمات.