رأي

نازل تاخذ حقك أم تسلب حقي؟!

من المؤكد انه من حق اي فئة من الشعب ان تطالب بحقوقها بالطرق السلمية، التي رسمها لها القانون، من دون الاخلال بالنظام العام والمساس بحقوق المواطنين الآخرين سواء …

من المؤكد انه من حق اي فئة من الشعب ان تطالب بحقوقها بالطرق السلمية، التي رسمها لها القانون، من دون الاخلال بالنظام العام والمساس بحقوق المواطنين الآخرين سواء كان ذلك بالتظاهر او الاعتصام او اي طريقة أخرى.
قد يبدو للوهلة الأولى وخاصة مع حكومة مسوفة غير آباهة لأي اعتبار، كالحكومة العراقية الحالية ان التظاهرة السلمي لا يجدي نفعا ولابد من التصعيد، ولطالما كانت هنالك مطالبة بالتصعيد، ولكن ماهو التصعيد المطلوب؟
هل حرق الاطارات وغلق الدوائر ومنع الدوام، وخاصة المؤسسات العلمية هو التصعيد المناسب لإنجاح التظاهرات في العراق؟!
ألا يؤدي ذلك الى دفع الغالبية الصامتة للانضمام الى صف الحكومة في مواجهة المظاهرات، خوفا من المجهول وما ستؤول إليه الأمور، فأحيانا يتطلب الامر التصعيد، ولكن تصعيد مبتكر لا يتعرّض الى حقوق الآخرين بل بالعكس يكسبهم حقوقا مما يدفع لقبول الحراك الحاصل ودعمه معنويا وماديا احيانا.

هل حرق الاطارات وغلق الدوائر ومنع الدوام، وخاصة المؤسسات العلمية

هو التصعيد المناسب لإنجاح التظاهرات في العراق؟!

فلعلنا نحتاج في بعض الأحيان الى تغيير في الاساليب تغيرا بسيطا، في بعض الاستراتيجات او الكلمات والشعارات التي قد تؤدي إلى نتائج كبيرة وغير متوقعة، فقبل فترة كان هنالك احتجاجا لموظفو شركة نقل داخلية في اليابان، فكان بإمكانهم الاضراب عن العمل الكلي وبالتالي تعطيل مصالح المسافرين، فهو وإن كان يؤدي الى الضغط على إدارة الشركة، الا انه يترافق ايضا مع سخط ونقمة المواطنين الذين يعتمدون على هذه الخطوط في مواصلاتهم اليومية، الامر الذي يشكل ضغطا كبيرا على المعترضين أنفسهم، لذا عمدوا الى تغيير الخطة تغييرا بسيطا، فاتخذوا اجراء الاضراب الجزئي اي انهم قرروا مباشرة أعمالهم في توصيل المواطنين كالمعتاد، لكنهم امتنعوا عن اخذ الأجرة من الركاب.!
هذا المثال قد يكون خياراً مناسبا لواقعنا الذي نعيشه في العراق، بديلاً عن حرق الاطارات وغلق الطرق وحملات الاضراب عن الدوام، وإغلاق الدوائر والمدارس الذي يؤدي إلى عرقلة أعمال الناس، ولكن كيف ذلك ونحن لا نملك خطوط وسائط نقل عامة فعالة؟!
ليس القصد تطبيق الموضوع بكل تفاصيله وانما تطبيق الفكرة بما يتناسب ووضعنا في العراق، فبالامكان بدل إغلاق كل الدائرة ان نغلق قسم معين منها، الذي يؤثر ويضغط على الحكومة من جهة، فيما يشكل حافزا للتعاطف مع المضربين من قبل الناس.
و بات واضحا اي الأقسام نقصد بإغلاقه، والقصد هو صندوق الرسم في كل الدوائر، ولك ان تتخيل انك تدخل (كاتب العدل)، او مديرية الجوازات، او اي دائرة أخرى وتنجز كل معاملتك من دون أن تدفع ولو دينارواحد، فهنا يكون الاضراب موجهاً ويستهدف مصلحة واضحة ومعينة تشكل ضغطا على الحكومة.
اما إغلاق الدوائر والمدارس وتعطيل مصالح الناس، فإنه لا يجلب الا مزيدا من النقمة والغضب على من يقوم بهذه الاعمال، فإنك عندما تقطع طريقا يربط بين المحافظات امام شاحنات التجار، فانت لا تضغط على الحكومة، وانما تضغط على ممتلكات الناس، و عندما تغلق المدارس فانت تضغط على حق الطالب في طلب العلم، ولا أظن أن مَن خرج من الشباب في هذه التظاهرات قاصد سلب حقوق الآخرين.
فما هو رأيكم بالطرق التي ترونها مناسبة للضغط على الحكومة من أجل المطالبة بالحقوق؟

عن المؤلف

محمد جواد منذور

اترك تعليقا