كل واحد منا يخرج من منزله مرة واحدة على الأقل كل يوم؛ ما لم يكن هناك مانع يمنعه من ذلك.
فماذا يحصل، بالتحديد، عندما يضع الواحد منا قدميه خارج باب المنزل؛ خارجاً منه؟
بالنسبة لي ولأمثالي من الغافلين الذين نخرج من البيت دون أن نذكر بعض الأذكار المأثورة؛ كعبارة: «بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله»؛ مثلا، يعرض لنا الشيطان، ويكون رفيق دربنا إلى أن نعود إلى المنزل.
أما إذا لم نكن في غفلة، وأتينا بهذا الذكر القصير على الأقل؛ فماذا سيحصل؟
إذا قلتُ: بسم لله، قال الملكان: كُفيت.
وإذا قلتُ: آمنت بالله، قال الملكان: هُديت.
وإذا قلتُ: توكلت على الله، قال الملكان: وُقيت.
هذا قول المَلَكين الموكلين بكل فردٍ؛ فماذا تقول الشياطين؟
تتنحى الشياطين، ويقول بعضهم لبعض: «كيف لنا بمن هُديَ، وكُفيَ، ووُقيَ؟!
تلك هي رواية صحيحة نقلها لنا «أبو حمزة الثمالي» عن الإمام السجاد، عليه السلام، ووردت في «الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الإمام زين العابدين، عليه السلام»، للسيد الأبطحي الإصفهاني، ص 603.
كلنا نبحث عن الهداية؛ ولكن علينا أن نعرف بأن لا هداية مع إغراءات الشياطين.
وكلنا ينشد الكفاية؛ ولكن علينا أن نعرف بأن لا كفاية مع وساوس الشياطين.
وكلنا يتوق للوقاية؛ ولكن علينا أن نعرف بأن لا وقاية مع هواجس الشياطين.
وهناك أحداث كونية ممثالة لا تحصى تقع حولنا، وتتعلق بنا، دون أن نشعر بها.
حقيقة؛ لولا روايات، وأخبار، وأحاديث، وأدعية أهل البيت، عليهم السلام، كيف كنا نفهم هذه الحقائق المعقدة إذا أردنا أن نفهمها!
ولكن؛ بشرح بسيط وشفاف من المعصوم، عليه السلام، تتوضح هذه الحقائق الكونية أمامنا، ونستطيع أن نراها كما لو كانت مجسدة أمامنا.
وهذا هو دور الأدعية، والروايات، والأحاديث، والأخبار؛ فإنها تصحح عقائدنا، وتوقظنا من الغفلة المدمرة لحياتنا وآخرتنا؛ إذ أن الشيطان لنا بالمرصاد؛ فهو القائل، كما في الآية 16 في سورة الأعراف:
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}.
وينبغي لنا، جميعا، أن ننتبه دائما لوساوس الشيطان، وأن نتداركها فوراً؛ وإلا فإن الشيطان آخذ بأيدينا إلى مساحاته الواسعة من الضلال والإنحراف والفساد؛ لا محالة.