بأقلامکم

لا تبحث عن السلام بل اصنعه

«لم يكن هناك أبداً حرب جيدة أو سلام سيئ» بنجامين فرانكلين.

ويقول مايلدرد ليست نورمان:

«عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصا من النوع الذي يمكن أن يعيش في …

«لم يكن هناك أبداً حرب جيدة أو سلام سيئ» بنجامين فرانكلين.

ويقول مايلدرد ليست نورمان:

«عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصا من النوع الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين».

السلام يظهر بدرجة كبيرة في ذواتنا ليشمل غيرنا، وإلا كيف تفتقر أرواحنا للسلام وتمنحه للآخرين؟

نحن في هذا الوقت في صراع وحرب مع أنفسنا وظروفنا، ومع هذا نبحث عن السلام، لِمَ لا نُوجِد السلام ليظللنا جميعاً، فلنرفع تلك الخطوات، وإن كانت متباطئة، لكن فيها الأثر العظيم فيما بعد.

كل إنسان يبدأ مع نفسه في الصلح لاستشعار السلام، ففي نقطته يبدو النمو ليشمل السلام من حوله، ومن كل شخص تنبع تلك الخطوط الخضراء لتتسع الدائرة، ومن يسعى لشيء لابد أن يناله أو جزءاً منه، نحن لا نخسر إن كنا ننوي السلام، أو على أقل تقدير؛ فالنوايا الطيبة موجودة وأنا أيضا لا أخسر، فهذا أفضل من الشعور المناقض للسلام، أنا في دائرتي وأنت في دائرتك، أنا في حدودي وأنت في حدودك، أعمل في دائرتي وإعمل انت، ما يتسع ليشمل من حولي وأنت كذلك، ستتصل حدودنا فيما الدوائر المغلقة تتلاشى، نتحد في إطار سلمي حدوده السلام، وإطاره القوة، بذرة السلام إنْ لم نرعها لا تنمو، وإن لم نرعها لا تظللنا شجرة السلام.

السلام الأشد تأثيراً على الكون هو السلام الفكري، فغالباً ما يشعر الإنسان بصراع نفسي، وبدوره يتفرع صراعه ضد العالم الخارجي وهو صراع مادي يتمركز حول الجسد، وهو دفاعي أكثر من كونه هجوميّاً، أما الصراع الفكري داخل هالة الانسان، وهو هجومي أكثر من كونه دفاعيّاً، فمن الصراع الفكري تنشأ الصدامات الكبرى التي تمتد لتؤثر في العالم الخارجي، والصراع الخارجي أيضا يؤثر في الفكري، فغالباً ما يقف الإنسان على أرضٍ متزلزلة لفتراتٍ طويلة تفقده الجاذبية والطمأنينة والاستقرار.

فبارادتك عليك التغلب على الصراع الداخلي لأنه المسيطر الأول والأقوى بإيجابيته وسلبيته، ويعتمد عليه تعامل الإنسان مع العالم الخارجي، يقول رالف والدو إمرسون: «لا شيء يمكنُهُ أن يجلُبَ لك السلام إلا نفسك».

واليك بعض الخطوات للتغلب على الصراع الفكري:

– ايجاد مساحة سلمية في العقل والقلب لتجنب ردود الأفعال المبالغ بها الصادرة منه، فتكون ردوداً ناتجة عن تفكير عقلي سلمي وسليم، حيث يقول ديكارت: «انتصر على نفسك أولا قبل انتصارك على العالم»

– للتسامح دور كبير أيضا في خلق مساحة في قلب الإنسان تنعشه وتعيد بناء الحياة بشكل منتظم، حيث يقول فرانسيس بيكون: «إن أحد أسرار الحياة الطويلة والعيش الرغيد هو مسامحة كل إنسان على كل شيء، في كل ليلة قبل الخلود إلى النوم».

– التأمل والتفكير الإيجابي في الماضي والحاضر والمستقبل، والتفكير الإيجابي في الآخرين حيث ربما يكون كل فعل منهم هو رد فعل، أي إن الأفعال لها أسباب وربما الأسباب أقوى من ردود الأفعال، فعلى الإنسان أن لا يتعجل في الحكم على الآخرين ويقحم نفسه فيما ليس موجوداً أو سوء فهم ناتجاً منه أو منهم، وتتوالد صراعات هو في غنى عنها، تفقده السلام النفسي والخارجي، فالتأنّي وعذر الآخرين أفضل.

– ايجاد روابط المحبة بين الإنسان وأخيه الإنسان يعزز شعوراً سلميّاً عميقاً ورضا نفس، يقول جيمي هنتركس: «عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام». فالمحبة جذور شجرة السلام.

فالشعور الداخلي بالسلام يبدد الفوضى، لذا على الإنسان أنْ يدع الماضي بلا ندم يجعله دروساً وعبراً يستفيد منه فقط، ولا يفقد الحاضر بسبب ماض قد يصححه، وتلك التفاصيل الصغيرة تغير الإنسان ثم المجتمع ثم الدولة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا