الهدى – وكالات ..
أربعون سنة من الحرب، حوّلت أفغانستان إلى واحدة من أكثر البلدان تلوثا بالألغام والمتفجرات المصنعة يدويا المتخلفة عن الحرب، والتي ما تزال تهدد أوراح الملايين من الناس.
وتم زرع هذه الألغام طيلة الحروب الداخلية التي عصفت بأفغانستان على يد المجموعات المختلفة المتورطة في الحرب بما فيها طالبان وسائر المجموعات الإرهابية على مدى السنين العشرين الأخيرة في مختلف المناطق الأفغانية.
ورغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية لإزالة الألغام في أفغانستان، لكن وعلى خلفية اتساع نطاق المساحات المزورعة بالألغام واستمرار الحرب وانتشار الفئات الإرهابية، فان مناطق مختلفة من البلاد ما تزال ملوثة بالألغام والمواد المتفجرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) في أحدث تقرير له أن ألفا و 209 كيلومترات من الأراضي في أفغانستان ما زالت ملوثة بالألغام والمتفجرات.
وأضاف أن نحو 3.2 مليون نسمة في أفغانستان، يعيشون على بعد كيلومتر عن حقول الألغام، موضحا أن مخاطر الألغام والمواد المتفجرة التي لم تنفجر، تهدد أرواح سكان 271 منطقة بالبلاد.
وتركت الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب، ضحايا بين الشعب الأفغاني طيلة الأربعين عاما الأخيرة، بيد أن الأطفال والمدنيين، يشكلون معظم هؤلاء الضحايا.
وتفيد إحصاءات الأمم المتحدة أن 86 بالمائة من ضحايا الألغام والمتفجرات، هم من بين الأطفال.
وقالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن 45 ألفا و 300 شخص من المدنيين الأفغان قتلوا أو أصيبوا من جراء انفجار الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب وذلك منذ عام 1989 ولحد الان.
وأضافت أن انفجار الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، تقتل ما معدله 50 شخصا شهريا في أفغانستان، 86 بالمائة منهم أطفال.
وتفيد وسائل إعلام أفغانية أن الكثير من الأطفال لقوا مصرعهم أثناء تلاعبهم بالألغام المزروعة في الأرض والمتفجرات المتبقية عن الحرب.
وتظهر تقارير الأمم المتحدة أن الأسر الفقير ومحدودة الدخل، تعد من ضحايا تفجيرات الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.
وبينت الاحصائية، إن هذه المتفجرات تهدد حياة الأشخاص العاملين في المساحات المكشوفة بما فيها الحقول الزارعية وتربية المواشي وكذلك المهاجرين العائدين إلى البلاد.
كما اضافت، إن أحد الأسباب المهمة المسببة لمثل هذه الأحداث، هو جمع المخلفات المعدنية لا سيما من قبل الأسر محدودة الدخل في أفغانستان. إذ كان هذا السبب وراء 88 بالمائة من الأحداث المتعلقة بانفجار المتفجرات خلال السنوات الأخيرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تقريره الجديد أن خطة إزالة الألغام في أفغانستان، تواجه نقصا شديدا في الموارد المالية.
وأضاف أن هذه الخطة، حصلت على 40 بالمائة فقط من الميزانية اللازمة لنزع وإزالة الألغام لعام 2024. موضحا ان شحة الموارد المالية، أدت بعدد من الجهات الفاعلة في مجال إزالة الألغام إلى وقف أنشطتها.
وطالب “أوتشا” بتخصيص ميزانية لهذا القطاع وقال أن الاستثمار في خطة إزالة الألغام، ليس من أجل تطهير المساحات من الألغام فحسب، بل لإرساء مستقبل أكثر أمنا ورفاهية للمجتمع الأفغاني، وتعزيز الأمل والمرونة في مواجهة الصعاب.
وأكد أن إزالة مخاطر المواد القابلة للانفجار، تجعل المجتمعات أكثر أمنا وتسهل عملية تلقي التعليم والعناية الصحية وإحياء الموارد الطبيعية، وتُشعر المجتمعات بالتالي بالأمان في ممارسة أنشطتها اليومية.
وتحذر المنظمات والجهات الدولية الفاعلة في إزالة الألغام أنه في حالة عدم توفير الميزانية اللازمة لهذه الخطة، فان حياة الملايين من الأشخاص ستبقى معرضة لمخاطر انفجار الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.