الأخبار

ملايين الأشخاص يعيشون بمخيّمات قاحلة في السودان والصحة العالمية تحذر من أزمة هي الاكبر

الهدى – وكالات ..

يعيشُ ملايين الأشخاص في مخيمات نزوح في مناطق متفرقة من السودان التي تشهد حرباً مدمرة منذ أكثر من عام، حيث أُجبر الأهالي على الفرار من منازلهم، فيما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ أزمة جوع في العالم.
وفي المخيم المعروف باسم زمزم، الذي شكله النازحون أنفسهم في خضمّ العنف العرقي منذ عشرين عاماً، وكان يعتمد بشكل أسياسي على المساعدات الإنسانية، لكن إمدادات الغذاء توقفت مع الحرب، وتم إجلاء معظم وكالات الإغاثة مع سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مساحات شاسعة من المنطقة.
وتقول المنظمة الطبية غير الحكومية (أطباء بلا حدود): إنها “وجدت في يناير، أن طفلاً واحداً على الأقل في المخيم يموت كل ساعتين، مع القليل من الطعام والمياه النظيفة أو الرعاية الصحية، فإن الأمراض التي كان من الممكن علاجها في السابق تقتل الآن”.
ووجدت المنظمة أن (3) من كل (10) أطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وكذلك ثلث الأمهات الحوامل والمرضعات، مما يؤكد المخاوف من “كارثة”، كان مسح سابق قد أشار إليها.
وأعلنت المنظمة بأنها على وشك افتتاح مستشفى خيام سعة (50 سريراً) في زمزم، وتناشد وكالات المعونة الدولية الأخرى بالعودة لتقاسم العبء الإنساني الثقيل.
من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأزمة في السودان أصبحت من أشد الأزمات وأكبرها في العالم وخلفت تكلفة بشرية هائلة بعد عام من الصراع العنيف.
وأفادت المنظمة بوفاة أكثر من 15 ألف شخص منذ بدء النزاع المسلح في السودان قبل عام، معظمهم بين المدنيين نتيجة لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، مرجحة أن يكون عدد الضحايا المبلغ عنه أقل من الواقع.
كما توقعت المنظمة حدوث المزيد من الوفيات بسبب النزوح وتفشي الأمراض وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية بالنسبة للحالات الصحية الأخرى، والاحتياجات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، وعدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء.
ونقل المركز الاعلامي للأمم المتحدة عن المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير قوله إن 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة، إذ أن غالبية المرافق الصحية لا تعمل، حيث تسببت الهجمات عليها في توقف أكثر من 25 بالمائة من جميع المستشفيات عن العمل.
ونبه إلى أن النظام الصحي ينهار، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث أصاب الدمار المرافق الصحية أو تم نهبها أو أنها تعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.
ويمثل السودان حالياً أكبر أزمة نزوح في العالم، ويمكن أن يصبح قريباً واحداً من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يشارف 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية أن يموت 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة في الأشهر المقبلة بسبب الجوع ما لم يتم الحصول على التمويل والمساعدات العاجلة المنقذة للحياة، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا