الأخبار

مع اقتراب الذكرى الـ13 للاحتلال السعودي للبحرين؛ المعارضة البحرانية في لندن تقيم ندوة سياسية

الهدى – متابعات ..

تحت عنوان “ماذا خلف التوغل السعودي في البحرين؟” اقام تكتل المعارضة البحرانية في لندن يوم أمس السبت، التاسع من آذار الجاري، ندوة افتراضية سياسية بمناسبة اقتراب الذكرى الثالثة عشر للاحتلال السعودي للبحرين.
وتناول المشاركون في الندوة، التي أدارها الصحفي البحريني عباس بو صفوان، الموضوع من زوايا عديدة، بما فيها واقع تبعية الأنظمة الخليجية للخيار الأميركي، والتدخل المشين لهذه الدول وعلى رأسها السعودية بكبت احتجاجات الثورة البحرانية، وفشل هذا التدخل في تحقيق غاياته، إلى جانب مسألة التطبيع بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي بما يخالف توجهات الشعوب.
وخلال الندوة تحدث الأستاذ نصر الدين عامر رئيس مجلس إدارة وكالة الآباء اليمنية سبأ، عن فشل التدخل السعودي في كل من البحرين واليمن في إحداث تغيير في قناعات الشعوب، مبينا انه على الرغم من كل الضغط الممارس ضد قناعات الشعب البحريني لا يزال هذا الشعب يساند خيار المقاومة.
وكما هو الحال في اليمن، يتابع عامر بأن التدخل تبلور بشكل “المبادرة الخليجية” التي أتت بما سموها “حكومة الوفاق” في اليمن، لكنها فشلت وسقطت، ليتطور التدخل بعدها الى تدخل عسكري عبر تشكيل “تحالف عربي غربي كبير” قبل أن يفشل مرة مجددا، ليتبين بعد كل هذا أن بقاء الأنظمة يكون بالتحامها مع شعبها، وبترجمتها لهمومهم ووقوفها مع قضاياهم المركزية، وفق عامر.
بدوره أشار الاعلامي العراقي الدكتور عبدالامير العبودي، إلى اعتراف السعودية بنفسها بأن تدخلها بالشأن البحريني واليمني لم يأتي بأي تغيير على صعيد تحقيق الاستقرار السياسي او الأمني، وتبين للعالم أجمع هذا الفشل السعودي في اليمن حين كُشف بأن حربهم على اليمن لم تولّد سوى الخسارات البشرية، فارتفعت الاصوات بعدها مطالبة اياهم بوقف العدوان.
اما على صعيد البحرين، أكد العبودي أن رغم كل الجهد الذي بذلته السعودية لتطويع الشعب البحريني -عن طريق النظام الخليفي- لإرغامه على التسليم بأن السعودية قائدة المجتمع الإسلامي، لم تتمكن من غرس بذور الطائفية في المجتمع البحريني. وهو الأمر الذي، بحسب العبودي، أجبر السعودية إلى جانب الإمارات بأن يتدخلوا بقواتهم الخاصة لبث الروح الطائفية بين أبناء البحرين، فهدموا أكثر من ٣٩ مسجدا شيعيا، وجاءوا بالمجنّسين وفرضوا وجودهم بالإكراه في داخل المجتمعات التي كانت متجانسة ومستقرة لعشرات السنين، بهدف خلق الفوضى داخل هذه المجتمعات، مستطردا “لكن مرة أخرى لم تستطع هذه القوى من تغيير العقائد لدى الشعب البحريني”.
من جانبه أشار الشيخ عبد الله الصالح نائب أمين عام جمعية العمل الإسلامي إلى أن الحلف الخليجي ما هو إلا خليفة للاستعمار الغربي للمنطقة، شُكّل ليكون حارسا لمصالحها، منوّها إلى أن ذلك ظهر جليا في التدخل السعودي- الاماراتي في أعقاب الثورة البحرينية، حيث هبّت هذه “الأنظمة” للدفاع عن حكم آل خليفة، متجاوزين بذلك قانون تمّ سنّه في مؤتمر القمة الخليجية في الكويت عام ١٩٨٦، الذي نص على وجوب عدم تدخل الدول الخليجية في شؤون بعضها ما لم يكن هنالك تهديدا خارجيا.
وشدد الشيخ الصالح في هذا السياق على واقع أن التدخل السعودي كان بمثابة احتلال ولم يهدف أبدا كما تدّعيه لإحلال الاستقرار.
وأشار إلى أن هذا الاحتلال الذي جاء تحت ذريعة فرض الاستقرار في البلاد، أنتج اعتقال اكثر من ٢٠ ألف مواطن وفصل اكثر من ٢٦ ألف مواطن من عمله وسقوط اكثر من ٥٠ شهيدا “في الفترة الأولى” ، واسقاط الجنسية عن ٩٩٨ مواطن بحريني بينهم رموز علمائية كبيرة واكادميين كبار وصحافيين.
وأما من المنظار الحقوقي، فكانت مشاركة الدكتور أمير الدين جحافل رئيس منظمة انسان للحقوق والحريات، الذي أبرز القوانين الدولية التي تدين حالة التدخل السعودي بالشؤون البحرينية.
وأضاف بأن التدخل السعودي يوضع على طاولة المساءلة لمنافاتها للعهود والاتفاقيات الدولية.
من جهته، وحول كيفية تأثر البحرين بالمحيط الجيو-بوليتيكي ، يذكّر الباحث في الشأن السياسي الدكتور أحمد الزين بأن المطمع الأجنبي بمنطقة الشرق الأوسط انطلق من ما تمتلكه هذه المنطقة من مقوّمات طبيعية وبشرية، فكان أن وضعت قوى الاستكبار الكبرى على رأس الدول “بعد أن قسّمتها” عملاء لها من ملوك وأمراء من أجل ضمان سيطرتها على النفط والغاز من خلالهم.
ولفت الى أنه انطلاقا من كَون الأمراء والملوك هم بمثابة حراس لموارد المنطقة النفطية لدى قوى الاستكبار ، تمنع هذه الأخيرة من قيام الديمقراطيات في دول النفط لأنها بذلك تمهّد لوضع شبيه بإيران اليوم، حيث سيكون الشعب ممتلكا لثرواته الخاصة ويستعملها “كما فعل الشعب الايراني” في تطوير صناعته وتجارته، وهو ما يُخرجهم من تحت العباءة الغربية ويجعلهم أحرارا في قراراتهم.
وفي هذا السياق أشار نصر الدين عامر إلى أن هذه المعاداة تأتي خلافا للمصلحة السعودية، مجددا التذكير بأن صنعاء تعمل وفقا لقناعتها القرآنية القائلة بأن الأمة الإسلامية هي حال واحد ينبغي لها أن تتحد لتحمي مقدساتها ومكانتها من أي مطامع خارجية، مؤكدا على أن صنعاء لا تنظر بعداء لأي نظام وأي بلد إسلامي، ولكن عندما تقوم السعودية بالإخلال بهذا المبدأ القرآني يصبح لزاماً “علينا أن نقف في وجهها.
وفيما يتعلق بعمليات التطبيع العربية مع الكيان، أكد الدكتور الزين على أن التطبيع يقع في نفس سياق “الربيع العربي” الذي أُريد عبره استبدال أنظمة مناوئة لأمريكا بأخرى تستطيع أن تتبنى التطبيع، لافتا إلى أن الثورة البحرينية كانت شواذا عن حركات “الربيع” الأخرى، وعليه أرسلت أميركا ضوء اخضرا للسعودية بالتدخل في الوضع البحريني لحماية نظام آل خليفة المُعدّ سلفا للتطبيع.
وفي ختام الندوة، قال الإعلامي العراقي العبودي أنه “لن يحل الاستقرار والأمان الحقيقي على منطقتنا طالما أن على راسها هكذا أنظمة منبطحة للاميركي تقدم له في كل فرصة تطمينات على وقوفها الثابت إلى جانب مصالحه ضد مصالح الأمة”.
واشار إلى أن هستيريا الاحتفالات الأخيرة في السعودية رغم كل ما يحلّ في غزة لهو خير دليل على هذا الانبطاح.
وفي السياق نفسه، استطرد الدكتور أحمد الزين أن “ما نشهده في السعودية من تحول من حالة الإيمان إلى الترفيه والفجور ما هو إلا غزوا ثقافيا استبدلته أميركا بدلا من الغزو العسكري ضمن حرب الأفكار والوعي لتغيير هوية المنطقة”.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا