رأي

هل ستُنهي الضربات الجوية اليمنية الحربَ على اليمن؟

اشهر معدودة وتدخل السعودية عامها الخامس من العدوان على اليمن، في ظل صمت دول يشرعن للعدوان مواصلة قتل المدنيين،وفرض الحصار الخانق على الشعب اليمني، سوى …

اشهر معدودة وتدخل السعودية عامها الخامس من العدوان على اليمن، في ظل صمت دول يشرعن للعدوان مواصلة قتل المدنيين،وفرض الحصار الخانق على الشعب اليمني، سوى أن هذا الشعب اراد الخروج من الهيمنة السعودية على البلد،وفي قبال ما يملكه العدوان السعوإماراتي من امكانيات عكسرية كبيرة لا تتكافئ مع ما لدى اليمنيين، الا أن وزارة الدفاع في صنعاء سعت الى تطوير صناعاتها العسكرية الدفاعية والهجومية .
ظهر جليا تطور القدرة الصاروخية اليمنية في الاسابيع القليلة الماضية، حين كشف المتحدث الرسمي باسم القوات اليمنية العميد يحيى سريع،عن أكبر عملية نفذها الطيران المسيّر منذ بدء العدوان السعودي، مستهدفا حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة آرامكو في السعودية على الحدود الاماراتية.
وقال العميد سريع: ان حقل ومصفاة الشيبة يبعد نحو 1000 كيلومتر عن اليمن، مؤكداً ان العملية جاءت عقابا لما اقترفته السعودية من جرائم بحق الشعب اليمني، متوعداً الدول المتعاونة معها بضربات أقوى وأقسى.
و أوضح، ان عشر طائرات مسيّرة استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة بعملية نوعية كبيرة.
وكانت هذه العملية، آخرعمليات الطيران المسيّر اليمني،والتي استهدفت حقل ومصفاة الشيبة، وهو حقل نفطي يقع جنوب شرق السعودية في الربع الخالي، ويبعد حوالي عشر كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي،ويبعد 40 كيلومتر عن الجزء الشرقي لواحة ليوا في أبو ظبي،وبدأت شركة أرامكو السعودية بضخ النفط من هذا الحقل سنة 1998،ويمكن أن يضخ حقل الشيبة مليون وثلاث مائة ألف برميل يوميا لمدة 70 عاماً حسب التقديرات السعودية.
وحسب المراقبين فان هذا يؤكد تطورالقدرة الصاروخية اليمنية خلال الحرب التي فرضتها السعودية الى اليمن، خصوصا بعد تعرض القوة الجوية اليمنية لقصف الطيران السعودي وتعطيل القواعد الجوية، فعمدت الى تطوير الصواريخ الباليستية لتصل الى مديات بعيدة.
قفزات نوعية في ظل العدوان
وتعددت انواع الصواريخ التي طورتها وزارة الدفاع اليمنية خلال فترة الحرب، فقد أزاحت القوّة الصاروخية اليمنية الستار عن صاروخ بالستي ذكي قصير المدى باسم (“بدر P-1”)، وأشارت إلى أنّ “الضاروخ الباليستي المحلي مطوّر من بدر-1، ويعمل بالوقود الصلب ودقة إصابته 3 أمتار.
وفي آخر تطور كشفت عنه وزارة الدفاع؛ صاروخ (بركان3)، الذي أصاب هدفا حيويا في منطقة الدمام شرق السعودية، وهو صاروخ باليستي بعيد المدى تم تصميمه وصنعه محليا في دائرة الصناعات الدفاعية بأيادي وخبرات يمنية، وهو الجيل الاحدث والاكثر تطورا من بين المنظومات الباليستية الاخرى السابقة حيث جرى تطويره وتدعيمه بقدرات،وخصائص تقنية وتكنولوجية فائقة التطور تلبي طبيعة مهامه على مسرح المواجهة والردع ،تم تسميته بركان 3 كونه من عائلة “بركان” المنظومة الباليستية الاولى التي تأسست في الاعوام الاربع الماضية من العدوان على اليمن.

وكشف سلاح الجو المسير التابع لوزاة الدفاع، عن عدد من الطائرات المسيرة متنوعة الاهداف وبمديات مختلفة ، فقد أزاحت دائرة التصنيع العسكري في وزارة الدفاع اليمنية الستار عن أربع طائرات بدون طيار، بعد اختبارها في الميدان، وأعلنت وحدة انتاج الطائرات المسيرة أن الدفعة الأولى تم تجربتها بنجاح فائق وهي باكورة انتاج حربي وطني متطور تليها دفع انتاجية متميزة.
وأعلنت الدائرة أن الطائرات (“قاصف-1”) هجومية، إضافة لثلاث طائرات استطلاعية من طراز “راصد”، و رقيب وهدهد-1، مشيرة إلى أن الطائرات الأربعة هي باكورة لبرنامج وطني حديث الانشاء باتت تمتلكه دائرة التصنيع العسكري لأول مرة في تاريخها، مؤكدة أنها تعمل على تطوير برنامج طائرات بدون طيار ليغطي مسارات أبعد مدى.
ومع بداية 2019، أزاح سلاح الجو المسيَّر التابع للجيش واللجان الشعبية اليمنية الستار عن طائرة مسيرة مقاتلة جديدة من طراز (قاصف 2k) التي دخلت الخدمة بتنفيذها أولى عملياتها الهجومية والتي استهدفت قيادات بارزة تتبع تحالف العدوان السعودي الإماراتي، أثناء اجتماعها بقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج والتي باتت منطلقا لشن الغارات الجوية العدوانية التي تنفذها طائرات تحالف العدوان على عدد من المدن اليمنية.
وقد استهدفت هذه الطائرة وبغارات مكثفة عدد من الاهداف الحيوية، التي اعلنها في وقت سابق المتحدث الرسمي، ومن بين هذه الاهداف خطوط نقل النفط التابعة لشركة ارامكو، وايضا استهدفت مطار ابها الاقليمي، وقاعدة الملك خالد بمنطقة خميس مشيط جنوب السعودية، وفي القصف الذي طال مطار ابها تعطلت الملاحة الجوية فيه لساعات، بالتالي تعرض المطار لخسائر مالية ليست بالقليلة.

  • الاهداف الحيوية في السعودية

مع اقتراب امد الحرب من العام الخامس، اعلنت القوات المسلحة اليمنية عن 300 هدف سعودي وامراتي،ولم تفصح القوات اليمنية عن هوية تلك الاهداف التي وصفتها بالحيوية، لكن بعض الاهداف اصبحت واضحة من خلال تركيز القوة الصاروخية، وسلاح الجو المسير عليها، فقد استهدف سلاح الجو المسير اليمني في 14 مايو محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، وقد ادى هذا الاستهداف الى توقف المحطتين لايام، فيما ارتفعت اسعار النفط في الاسواق العالمية بسبب هذا الاستهداف.
وفي 17 من شهر حزيران\ اغسطس اعلنت القوة الصاروخية اليمنية أن 10 طائرات مسيرة استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة “أرامكو” شرقي السعودية، ويضم حقل الشيبة أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل.

  • لماذا تعجز السعودية عن صد الهجمات؟

رغم أن المملكة من أكبر الدول المُنفقة على التسلح في العالم، فإنها تقف عاجزةً أمام هجمات الجيش اليمني ،لعل السر وراء هذا العجز يكمن في النقطة ذاتها التي تتباهى بها المملكة، ضخامة الجيش السعودي تجعله عرضةً لمشاكل تنظيمية أكثر، كما تجعله جيشًا يصلح لخوض حرب تقليدية مباشرة مع جيش آخر يقفان أمام بعضهما في ميدانٍ واحد كما ظهر في فيلم «قوة الردع السعودي» الذي أنتجته المملكة، أما حروب القنص والهجمات السريعة بالصواريخ الباليستية والطائرات ، كذلك لا تنجح أنظمة الدفاع الجوي السعودية بنسبة كبيرة في اصطياد تلك الطائرات للاسباب التالية:
أولًا؛ لأن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية التي تستخدمها المملكة وعلى رأسها «الباتريوت» يمكنها ببراعة تدمير صاروخ عابر للقارات، لكنها تعجز أمام صاروخٍ مُطلق من مكان قريب. والسر أن الصاروخ العابر للقارات حين يصل إلى مكان منظومة الباتريوت يكون قد أخذ في الانخفاض استعدادًا لإصابة الهدف فيمكن للباتريوت قنصه، لكن الباتريوت لا تستطيع التعامل مع الصواريخ أثناء وجودها على ارتفاعٍ عال. وتفخيخ الحوثيين للطائراتهم يجعل أضرار تعامل الباتريوت معها في ارتفاع منخفض مماثل تقريبًا لانفجار الطائرة..
ثانيًا؛ أن الباتريوت الأمريكية تستخدم نظام «الإطلاق الساخن»، أي أن محرك الصاروخ يبدأ في العمل أثناء وجوده على الأرض ثم ينطلق، مما يضيع ثواني ثمينة في مواجهة أي هدف متحرك. في المقابل تجد المنظومات الروسية تستخدم نظام «الإطلاق البارد»، أي ينطلق الصاروخ من الأرض ثم يبدأ محركه في العمل.

  • هل ستوقف السعودية الحرب؟

بعد اعلان الامارات الانسحاب الجزئي من بعض المناطق غرب اليمن، جعل النظام السعودي في موقف محرج امام العالم، فالحليف الاكبر للسعودية بدأ بالانسحاب من مستنقع اليمن،إذ تركت المملكة تواجه اليمنيين وحدها، واصبحت مطاراتها وقواعدها العسكرية، ومصافيها النفطية،اهدافا سهلة وسائغة الطعم امام الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، فهل ستبقى السعودية تواجه المصير المشؤوم وحدها في المستنقع اليمني؟
قال خبراء لموقع ميدل إيست آي البريطاني مصادر بريطانية تؤكد…. إن إنهاء الدعم الأميركي لقوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن من شأنه أن يحد من جهود الرياض الحربية ويعجل بإنهاء ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم ووصف السفير الأميركي السابق لدى السعودية روبرت جوردان الدعم الأميركي بأنه حيوي لقدرات الرياض العسكرية .
وقال جوردان لموقع “ميدل إيست آي”إذا علَّقنا توفير قطع غيار لطائرات أف 15 الخاصة بهم، فإن قوتهم الجوية سوف تتعطل في غضون أسبوعين.
وأضاف “لذا أعتقد أن هناك احتمالا كبيرا أنه إذا حدث ذلك، فسيجدون جاذبية أكثر نحو الذهاب إلى طاولة المفاوضات والتفاوض”.

  • اذا رفعت واشنطن يدها فستتوقف الحرب!

يحضَ النظام السعودي بدعم امريكي منقطع النظير على مختلف الاصعدة، وهذا الدعم شرعن للنظام السعودي عدوانه على الشعب اليمني، مما اطال مدّة الحرب لاكثر من أربعة سنوات، وبعد اشهر ستدخل عامها الخامس إن لم تتوقف الحرب.
ووضعت مسودة تقرير للأمم المتحدة تحالف العدوان، الذي تقوده السعودية في اليمن، على القائمة السوداء لاستهدافه الأطفال في اليمن.
وبحسب مسودة التقرير، التي نشرتها وكالة “رويترز”، فإن “أفعال التحالف في اليمن، أدت إلى صعود أرقام القتلى والمشوهين من الأطفال، بوجود 683 طفلاً ضحية لهذا الطرف، وكنتيجة لمسؤوليته عن 38 حالة موثقة، وعن هجمات على المدارس والمستشفيات عام 2016، وبعد عدة أيام تراجعت الامم المتحدة عن هذا القرار بعد ضغوط امريكية بسحب المسودة والغائها.
إن توقّف الحرب مرهون برفع اليد الامريكي عن الدعم للسعودية في حربها على اليمن، و يرى مراقبون ان ال سعود سيخرجون من حرب اليمن، إذا ما واصل الجيش اليمني ضرباته على الاهداف الاستراتيجية التي وضعها في بنك اهدافه .

عن المؤلف

أبو طالب اليماني

اترك تعليقا