مناسبات

الشباب وفاعلية الانتظار الإيجابي

“المشارك في المسابقة للكتابة حول الإمام المهدي”

تمرّ بنا في هذه الأيام المباركة، ذكرى ولادة الإمام الحجة المنتظَر، عجل الله فرجه الشريف، وهي ذكرى ينتظرها المسلمون بكثير من الأمل والمحبة والشغف، لما تمثله من طاقة إيجابية ترفد مئات الملايين من المسلمين ومن كافة الأعمار بالأمل والعطاء المثمر، فهذه الولادة المباركة تمثل أملا كبيراً وعظيما لنشر العدالة بين الناس وإنصاف المظلوم منهم.

كما أنها مناسبة يستعيد فيها الجميع الأمل بتصحيح الأوضاع الخطيرة التي بلغتها البشرية بسبب الأخطاء السياسية، أو الفكرية، أو الاقتصادية، أو البيئية التي أخذت تعصف بالبشر وبالطبيعة على حد سواء، فينتج عن هذه الأخطاء مظالم لا حصر عليها، تقع بالدرجة الأولى على المستضعف الفقير المسكين الذي لا حول له في مواجهة العتاة الظالمين.

في هذا المقال أخصُّ أمثالي من الشباب الذي أقبلوا على الحياة لكي يرفدوها بالعطاء والخير وبالقيم التي تنشر العدل في ربوع الأرض، وأتوجه إلى أقراني من الشباب في هذه الذكرى المباركة، لكي نستثمرها على طريق تنمية أعمالنا الصحيحة الصالحة، فلا ننتظر ظهور الإمام المهدي المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونحن مكتوفي الأيدي، بل علينا أن نكون أناسا فاعلين في ميادين الحياة المختلفة.

⭐ الشاب هو أكثر الناس نشاطا في المجتمع، وإذا ما رافق هذا النشاط فكر نيّر وأخلاق رصينة وإرادة حرة، وإيمان راسخ بأئمة أهل البيت، عليهم السلام

الشاب هو أكثر الناس نشاطا في المجتمع، وإذا ما رافق هذا النشاط فكر نيّر وأخلاق رصينة وإرادة حرة، وإيمان راسخ بأئمة أهل البيت، عليهم السلام، فإن هذا الشاب مع أخوته الآخرين سوف يشكلون شريحة فاعلة، تعرف ماذا تريد وماذا تعمل وبماذا تؤمن، فالشباب المؤمن اليوم يجب أن يكونوا أبعد ما يمكن عن حالة الانتظار السلبي.

المقصود بالانتظار السلبي هي أن ينتظر الشباب ظهور الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لكي ينقذهم من الظلم والتطرف وغياب العدالة، ولكن هذا الانتظار لا يرافقه سعي أو عمل متواصل للتصدي لجميع الظواهر الخاطئة في المجتمع، فلا يصح أن ينظر الشباب إلى الأخطاء بصمت أو يأس واستسلام، وإنما عليهم القيام بالعكس تماما.

الشاب الذي ينتظر ظهور الإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، دونما سعي أو عطاء أو مواجهة الظلم، فهذا لا يعد انتظارا إيجابيا فاعلا، ولهذا فإن الشاب المؤمن الحقيقي الفاعل، هو الذي ينتظر إمام زمانه ولكن يجب أن يقترن انتظاره بالأمل المنتج الصحيح وبالعطاء والفعل الذي يؤدي إلى نشر العدل ومقاومة الظلم والظالمين.

قد يسألني أحد الشباب، وكيف أقوم بهذا الدور وأنا أعيش في واقع لا ينصفني في ظل ضعف التعليم، وغياب فرص التكافؤ في جوانب عديدة، وانتشار اليأس بسبب الظواهر السياسية والاقتصادية والتعليمية المؤسفة، والجواب هو كالتالي:

الشباب لابد أن يعرف أن الحياة تشبه المعركة، أو الإرادات المتصارعة، فهناك إرادات للشر، وتوجد إرادات مضادة لهذا الشر وهي إرادات الخير التي يجب أن تتصدى لها، وإرادات الخير جزء مهم منها شريحة الشباب، وهي في مواجهتها لإرادات الشر يجب أن تسعى لذلك وتؤكد الانتظار الإيجابي في أعمالها وأفعالها ومساعيها، فالشباب يجب أن لا يستسلم للظلم.

⭐ أن يعمل الشباب بشكل جماعي لنشر ثقافة الأمل الإيجابي من خلال تكوين منظمات طوعية صغيرة حتى لو تم ذلك بإمكانيات بسيطة ومتطلبات سهلة

وعلى الشباب أن لا ييأسوا ولا يصيبهم الانكسار أو الخذلان بسبب الظواهر السيئة، بل عليهم أن يستمدوا القوة والإرادة والإلهام من إمامهم الإمام الحجة المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأن يستمدوا منه الأمل العظيم الفاعل بالتغلب على أدوات الشر من ظالمين وبغاة وفاسدين، ومن أبرز أوجه المواجهة الشبابية تتمثل بالتالي:

  • أن تقترن ولادة الإمام المهدي المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف، بالإرادة الحرة والقوية للشباب باعتباره رمز للعدال وإحقاق الحق.
  • أن يطرد الشباب جميع مظاهر اليأس من نفوسهم وأفكارهم وعقولهم.
  • أن يقترن أمل الشباب الكبير بظهور الحجة المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، بالعمل الجيد والإرادة الفعالة.
  • أن يتثقف الشباب بثقافة أئمة أهل البيت، عليهم السلام، ويسيرون وفق المبادئ التي رسموها للإنسان كي ينجح في حياته.
  • أن يتم تطبيق المبادئ أعلاه تطبيقا عمليا فاعلا في نشاطات الشباب المتنوعة.
  • أن يعمل الشباب بشكل جماعي لنشر ثقافة الأمل الإيجابي من خلال تكوين منظمات طوعية صغيرة حتى لو تم ذلك بإمكانيات بسيطة ومتطلبات سهلة.

وأخيرا نبارك للشباب ولجميع المسلمين هذه الولادة الكريمة العظيمة، ولادة الإمام المهدي المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، متمنين لهم النجاح في حياتهم وفي جميع مساعيهم الخيّرة، آملا من أخوتي الشباب أن يجعلوا من هذه الذكرى الخالدة نقطة تحول في حياتهم نحو التفوق والعلم ونشر قيم العدالة والانصاف فيما بين الناس جميعا.

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا