في أسبوع ذكرى ولادة أمل الانسانية، ومفرج الغموم والكروب، المصلح في امة جده المنتظر المهدي، عجل الله فرجه، مجمع علوم ومعارف اجداده الصالحين، الميزان الحق والمقياس الالهي العادل لتقبل اعمالنا ورفعها في دواوين الملكوت الاعلى.
انا كمؤمن مسلم عارف بقيمة الحديث النبوي العظيم؛ “من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية”، وكغارق في نعم الله العظيمة اذ أوجدني في بيئة صالحة مسلمة ومؤمنه، وبتألم أتساءل في اعماق نفسي هل انا من المنتظِرين الصادقين؟
هل انا من الممهدين لطريق امام زماني مطيعا له؟
هل سأحظى ان اكون معه في دولته العادلة الطيبة التي ستنشر نور العدل والقسط بين بني البشر جميعا ؟
أم انا من المطرودين او من ضعاف الاتباع الواقفين على شفا جرف هارٍ؟
استمعُ كثيرا لهذا الصدى في اعماق نفسي، عندما تسنح لي الحياة فرصة التجوال فيها لأتفحص سلامة روحي وموقفها من الرحمن، ومكانها وموقعها من الحق، وادراكها لإمام زمانها ، وبما اننا نعيش ايام ذكرى مولده الشريف وهي افضل الفرص لاستحصال الاجوبة لكيف اكون ممهدا ومقربا من مولاي الحجة المنتظر، عجل الله فرجه؟ او هل الامام الحجة راضٍ عن سلوكي وشخصيتي وتعاملاتي في مجتمعي، من اول الاشارات التي تأتيني للحصول على الاجابة هو:
📌 يجب ان أعرض سلوكياتي على القران الكريم والسنة الشريفة
وبما ان صاحب الزمان، عجل الله فرجه الشريف، وريث النبوة ومهبط الوحي، يؤكد لنا ويوصينا بالتمسك بالقران العظيم والسنة الشريفة، فبما يسمح لي المقال والزمكان سأختار بعض من اهم السلوكيات المحببة عند الله ورسوله وآل بيته وبالتأكيد عند صاحب الامر، عجل الله فرجه الشريف.
📌 التوكل على الله
هل انا مسلم متوكلٌ على الله؟
التوكلُ هو الإيمانُ الصادقُ في الاعتمادِ على اللهِ ـ تعالى ـ، فهو القادرُ على تحقيقِ النفعِ ودفعِ الضرر، حيثُ قالَ الله ـ تعالى ـ: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ}.
🔶 العفو الوجه المشرق للتسامح؛ إنه الوسيلة الانسانية الأقوى لإطفاء نار الانتقام في النفوس، وللتنفيس عن الغضب والابتعاد عن التشفي بالآخر
وجاءَ في العديدِ مِنَ الشواهدِ القرآنيةِ، الأمرُ من الله -تعالى- لعبادِهِ بالتوكل، وأمرَ اللهُ -تعالى- عبادَهُ في التوكل في أكثرِ من خمسينِ آية، ومنها قولُ اللهِ ـ تعالى ـ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}،{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
قال رسول الله، صلى الله عليه وآله، “لا تتكل إلى غير الله فيكلك الله إليه”. و قال مولانا الإمام علي، عليه السلام: “التوكل على الله نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدو”.
اصحوا في كل صباح بتجديد التوكل على والقاء التحية والسلام على امام الزمان واحتساب اعمال اليوم بنية التقرب منه، بهذا يمكننا ان نضمن جوهرة ثمينة للتقرب خطوة من الامام، عجل الله فرجه الشريف.
📌 التسامح والعفو والحب في الله (الدين معاملة )
العفو الوجه المشرق للتسامح؛ إنه الوسيلة الانسانية الأقوى لإطفاء نار الانتقام في النفوس، وللتنفيس عن الغضب والابتعاد عن التشفي بالآخر؛ لأن هذه سمات وأحاسيس تظهر القبح الفعلي، لهذا أمر بالعفو حتى في أجواء القصاص يقول من إليه مرجع العباد: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم}.
ويصف ـ تبارك وتعالى ـ العفو بقوله: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
لقد شغل القرآن حيزا من الـتآلف بعرض خارطة الطريق إلى الإنسانية المشتركة في مركبها الثلاثي (التآلف والتسامح والعفو)، إذن هي سلوك في جذر سلوك ينتج شجرة طيبة ذي رائحة عبقة من صفات انسانية تتوج بالحب والعفو والتسامح والاحسان والرفق مع من نعيش.
🔶 نحن في طريقنا نحلم ونأمل بالعيش تحت كنف صاحب الزمان، ونطبق كل ما يريده منا من ان يكون احدنا شجره يافعه ومثمرة بثمار المودة والمحبة وكل خير، وفي كل يوم نجدد البيعة والعهد لأمام زماننا قولا وفعلا
فهذا ما قد أوضحه كسلسة اخلاقية متكاملة في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}، باقة الإحسان مجرورات وراء عبادة الله ـ تعالى ـ والحذر من الشرك به جليا كان أو خفي إذ قد يشرك السالك بين الله ورغبات نفسه ؟! فالخوف من الله ـ سبحانه ـ يجعلك تقبل محباً على الاخر وإن لم يقبل هو عليك.
وهذه الامور العبادية والاخلاقية لا تتحقق الا بالحصانة العبادية في قوله ـ تعالى ـ: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}.
📌 الدعوة الى الدين بأسمى صفات الخلق الرفيع
فمن احتياطات السلامة في مبدأ التآلف والتعاطف والمحبة: تشريع منهج الكلمة وحدود الرسالة الكلامية اللامتناهية التأثير على الناس اي كان صنفهم قوله ـ تعالى ـ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وهنا تأتي ايضا أهمية الكلمات الثلاثة الواردة في القرآن الكريم في قوله ـ سبحانه ـ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقد ذكر علماء الأخلاق والتفسير والفقه أنّ هذه الآية تعدّ من أمهات الآيات التي جمعت أُصول علم الأخلاق.
فعندما نجتذب ونقتبس سلوكياتنا من كمية اللين والعفو والحب والتسامح والتآلف والتوكل على الله والاخلاص في عبادته، الواردة بوضوح في القران الكريم والسنة المباركة، بهذا نحن لم نخلق جواً يرفل بالخير والسعادة أين ما حللنا فقط، بل ساهمنا بتهيئة الارض الخصبة لاستقبال قائدا كالمهدي المنتظر، عجل الله تعالى فرجه، والانقياد السلس له، لان ذي الطبع الحاد حتى وان كان ملتزماً بعبادته، إلا انه يصعب التعامل والتفاهم معه بأمور الحياة البسيطة فكيف بأمور السياسة المهدوية، وقيادة الامم وما شابه.
ونحن في طريقنا نحلم ونأمل بالعيش تحت كنف صاحب الزمان، ونطبق كل ما يريده منا من ان يكون احدنا شجره يافعه ومثمرة بثمار المودة والمحبة وكل خير، وفي كل يوم نجدد البيعة والعهد لأمام زماننا قولا وفعلا.
ولا ننسى التفكر في حاله والدعاء الدائم لتعجيل فرجه والتصدق باسمه، ونربي اطفالنا في حبه، نكون بذلك قد تسالمنا وتصالحنا وحققنا ابهى صورة للمجتمع الاسلامي الجعفري المهدوي، وبإذن الله نُسعد بالتقرب منه ومن بيت النبوة جميعا، لأنه بوتقة رضاهم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه،الموصل لرضا الله ـ تبارك وتعالى ـ.