الهدى – وكالات
مع بداية العام الدراسي الجديد في اليمن، يفترش عشرات الطلاب الأرض داخل مدارس مهدمة، في بلد يجد فيه ملايين الأطفال أنفسهم بلا مقاعد دراسية وحتى بدون مدارس.
ويتلقّى الطلاب الدروس داخل صفوف مكتظة وغير مجهزة وسط نقص للخدمات وعدم توفر بيئة صحية ملائمة داخل المدرسة.
وبسبب الاكتظاظ، بادرت المدرسة إلى إعطاء بعض الحصص الدراسية في الباحة المحيطة في المنزل وحتى فوق السطح.
وتسبب العدوان السعودي على البلاد، بجعل اكثر من 2500 مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام، بحسب منظمة الامم المتحدة للطفولة يونيسف، إذ تم تدميرها أو استخدامها كمراكز إيواء للنازحين.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّه قبل جائحة كوفيد-19، أشارت التقديرات إلى وجود مليوني طفل تقريبا خارج المدارس.
ويروي الطفل ليث كامل سيف الذي يدرس في الصف السابع “ندرس يوما في الأرض الفارغة ويوم آخر ندرس على السطح وفي أيام ندرس في الشارع”، مضيفا “منذ أربع سنوات نرغب في أن ننتقل إلى مدرسة (حقيقية)”.
ويستقبل اليمن العام الدراسي الجديد وسط موجة ثالثة من الإصابات بكوفيد-19 تجتاح البلاد.
وكانت الحكومة اليمنية قد اكدت أنها تبحث في خطة صحية لمواجهة “الموجة الثالثة من الوباء، والخطوات المتخذة لتعزيز قدرات مراكز العزل، وتكثيف الإجراءات الاحترازية والوقائية، للحد من تفشي الوباء”.
وأكّدت يونيسف لفرانس برس أنّ “تفشي جائحة كوفيد-19 أجبر على انهاء العامين الدراسيين 2019-2020 و2020-2021 بشكل مبكر عن الاعوام السابقة ما أربك تعليم نحو 5,8 مليون طالب في المراحل الابتدائية والثانوية، بما في ذلك 2,5 مليون فتاة”.
ويدور نزاع في اليمن منذ منتصف 2014 بين القوات الامنية اليمنية في العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد وغربها، وبين الحكومة الفاقدة للشرعية المدعومة من قبل تحالف عسكري تقوده السعودية.
وتسبّبت الحرب في مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، وأسفرت عما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتقول يونيسف إنّ ” ثلثي المعلمين في اليمن – أي أكثر من 170 ألف معلم – لم يتقاضوا رواتبهم بصفة منتظمة منذ أكثر من أربع سنوات بسبب النزاع والانقسامات الجغرافية والسياسية في البلاد”.
ويعرّض هذا الأمر “حوالي أربعة ملايين طفل آخر لخطر تعطل العملية التعليمية أو الانقطاع عن الدراسة بسبب توقف المدرسين الذين لا يتقاضون رواتبهم عن التدريس بغرض البحث عن طرق أخرى لإعالة أسرهم”.