تربیة و تعلیم

الرياضة ممارسة للجميع

قد يظن الكثير ان الرياضة تفيد أصحاب السمنة فقط ولكن الحقيقة عكس ذلك فهي ممارسة تفيد الجميع، ولهذا ينصح الاطباء بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ٣٠ دقيقة يوميا لمن يعاني من النحافة نعم؛ قد يستغرب البعض ولكن أحد اسباب النحافة هو وجود مواد ضارة مختزنة في الجسم تمنع من اكتساب الوزن، وتطرح هذه المواد والفضلات عن طريق الرياضة، فالرياضة علاج ووقاية مجانيتين.

للرياضة اشكال متعددة منها ممارسة الاعمال المنزلية، والمشي، والسباحة، وكرة القدم، والتنس وغيرها، وهي من اساسيات الحياة التي أوصى بها ديننا الحنيف، قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “عَلِّمُوا أبنَائَكُم السِّبَاحَةَ والرِّمَايَة” (نهج الفصاحة :4۱۳ ح 1955)، و قال الإمام الصادق، عليه السلام: “الرَّمي سَهْمٌ مِن سِهَامِ الإسلام”. وسائل الشيعة ۱۳ / 34۸.  

بدأت الرياضة تضمحل بسبب المهن التي تتطلب جلوسا على كرسي العمل لفترة طويلة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، بل حتى الاطفال أصبحوا ضحية الجلوس أمام الموبايل والالعاب الالكترونية.

للرياضة اشكال متعددة منها ممارسة الاعمال المنزلية، والمشي، والسباحة، وكرة القدم، والتنس وغيرها، وهي من اساسيات الحياة التي أوصى بها ديننا الحنيف، قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “عَلِّمُوا أبنَائَكُم السِّبَاحَةَ والرِّمَايَة

بينما الرياضة نجدها في سيرة أهل بيت رسول الله، صلى الله عليهم، ففي رواية عن الإمام الصادق، عليه السلام، عن آبائه، قال: “دَخَلَ النبيُّ، صلى الله عليه وآله، ذَاتَ لَيلةٍ بَيتَ فاطمة، عليها السلام، ومعَهُ الحَسَن والحُسَين، عليهما السلام، فقَالَ لَهُما النَّبيُّ، صلى الله عليه وآله:  “قُومَا فَاصْطَرِعَا.

فَقَامَا لِيَصْطَرِعا ، وقد خَرَجَتْ فاطمةُ، عليها السلام، في بَعضِ خدمتها، فدَخَلَتْ فسَمِعَتِ النَّبي، صلى الله عليه وآله، وهو يَقُول أيهنْ يا حَسَن، شُدَّ على الحُسَينِ فاصْرَعْهُ.

فقالَتْ، عليها السلام، لَهُ : يا أبتِ واعجباه ، أتشجِّع هَذا عَلى هَذا ؟! أتشجِّع الكَبيرَ على الصَّغِيرِ؟! .

فَقَالَ، صلى الله عليه وآله، لَهَا : يَا بُنيَّة، أمَا تَرضيْنَ أنْ أقُولَ أنا: يَا حَسَنْ شُدَّ عَلَى الحُسَينِ فَاصْرَعْهُ، وهَذا حَبِيبي جِبْرائِيل يَقول: يَا حُسَين شُدَّ عَلَى الحَسَنِ فَاصْرَعْهُ”. (بحار الأنوار ۱۰۳ / ۱۸۹).

وهذه إشارة واضحة من نبي الإسلام الى أهمية الرياضة والحركة عند الاطفال وعدم الخمول، لاسيما في مرحلة النمو مما يحتاج الى الرياضة لإتمام النمو الجسدي والعقلي والروحي لديهم، كما ان كثرة النوم نهارا والسهر ليلا، ووجود البطالة، وغيرها من الاسباب أدت الى الأقلال في ممارسة الرياضة.

بدأت الرياضة تضمحل بسبب المهن التي تتطلب جلوسا على كرسي العمل لفترة طويلة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، بل حتى الاطفال أصبحوا ضحية الجلوس أمام الموبايل والالعاب الالكترونية

ونجد ان القرآن الكريم فيه من صور الرياضة ما فيه، لان الاسلام دين الحركة والعمل، لا الركود والكسل فمثلا قال تعالى : {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ}. (سورة يوسف الاية ٤٧). فالزراعة والحصاد أعمال بدنية تعود بفوائدها على مستوى الفرد نفسه ومجتمعه، وكذلك البناء كما في قوله تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. (سورةالبقرة ١٢٧)، وغيرها الكثير، إذن (في الحركة بركة)  كما يقال.

إذن؛ فالرياضة هي البوابة الرئيسية للتروية الهوائية، اي استنشاق الاوكسجين والتبادل الغازي بصورة جيدة جدا،  لأن الكائن الحي يحتاج الى ثلاثي لاينفك ابدا؛ الماء، والهواء، والغذاء

  • كيف ذلك؟

لان زيادة النشاط البدني تزيد من سرعة دقات القلب وهذا بدوره يحتاج الى استهلاك للأوكسجين أكثر لتزويد الانسجة به، والاوكسجين هو بدوره يتبادل مع co2 -ثنائي اوكسيد الكاربون وهو احد فضلات الخلايا، وبالتالي تحصل نقاوة هوائية للخلية لتقوم بعملها بصورد جيدة، بالاضافة الى دوره الفعال في طرد بقية السموم.

وهذا لا يتم في حالة ركود الجسم بنفس الآلية، وكذلك تزداد حركة الدم ويمنع ترسب الدهون التي تسبب الجلطات وتحرق الدهون المسببة للسمنه عند الكثيرين، وهي بدورها الاساس لأمراض عدة ومنها السكري الذي ازدادت نسبته كثيرا في السنوات الاخيرة مما جعلت منظمة الصحة العالمية ان ترفق الرياضة، وخصوصا ممارسة المشي السريع احد الوصفات العلاجية بعد ان كانت وقائية.

نستنتج مما سبق ان ظهور الامراض المختلفة احد اسبابها الاساسية هو الابتعاد عن النظام الغذائي والرياضي الصحيين الناتج عن بخس الجسم حقّه.

قال رسول الله، صلى الله عليه وآله،: “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيكَ حَقاً ، وإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقاً ، ولأهلِكَ عَليكَ حَقاً”. (بحار الأنوار ۷۰ / ۱۲۸).

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا