تربیة و تعلیم

متى آخر مرة قبّلت طفلكَ؟

لليُتم طعم يتذوقه اليتيم و أحيانا غير اليتيم أيضاً، فكم من طفل يتمنى أن يصير يتيماً ليتخلّص من أهله، ومن ظلمهم له؟!

إن للطفل حاجات ينبغي تلبيتها و منها حاجات مادية و أخرى معنوية و أخرى تخص البيئة المعيشة للطفل، و من المهم تلبية حاجاته من مختلف جوانبها و لا يكفي المأكل و الملبس فقط، بل الطفل يحتاج إلى جرعة حُبٍّ تُشعره بالطمأنينة و السعادة و الإنتماء و هو يحتاج الحب و الرحمة أكثر من حاجته للطعام و الشراب. {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

ربما تكون أيها الأب أو الأم تضمر الحب الكثير لطفلك أو ولدك في قلبك لكن ذلك الحب يبقى في قلبك و لا يظهر في سلوكك و هذه طامة و مصيبة، المطلوب هو التعبير عن الحب بالكلام و التقبيل و الملاعبة مع الطفل و غيرها، فما أجمل الأب حينما يعلن حبه لابنه أو ابنته و حين يتبادلون التقبيل و المفاكهة و الملاطفة، فإذا كانت (الكلمة الطيبة صدقة) كما قال نبينا الأعظم؛ فالصدقة على العيال أزكى و أكثر ثواباً و أوجب و أحب عند الله، فالتعبير عن الحب ليس عيباً أبداً و لن يقلل من شأنك فهذا نبينا صلوات الله عليه و على آله يأمرنا بالتصابي للطفل فيقول “من كان له صبي فليتصابَ له”.

أما القاسية قلوبهم و الخالية من العطف و الحب أو الذين يخجلون من التعبير عن حبهم أو يظنون أنه أمر غير مهم؛ سيُفضّل أولادهم اليُتمَ على الحياة القاسية الخالية من الحب، و ربما يبحثون عن الحب في مكان آخر عند الجيران أو بعض الأقارب أو يبحثون عنه من الشارع و الأصدقاء. و قدوتنا في الحب و اللطف مع الأطفال هو رسول الله، صلى الله عليه وآله، الذي كان يحث على ملاطفة الأطفال و التعامل باللطف و الحب.

يروى أن رجلا جاء إلى رسول الله، فوجده يلاعب سِبطيه الحسن و الحسين، عليهما السلام، و يقبلهما فقال يا رسول الله تُقبلهما و تتصابى لهما؟

قال نعم

فقال يا رسول الله عندي اثنا عشر ولداً و ما قبّلت أحدهم قط.

قال رسول الله: إذا نزع الله الرحمة من قلبك فماذا أفعل لك؟

إضافة إلى الحب و الإشباع العاطفي؛ يحتاج الولد إلى معرفة الحياة و معرفة نفسه، فمن واجب الأبوين أو المُربّين تعريف الإبن بقدراته و إمكاناته و تشجيعه على إنجازاته مهما كانت بسيطة و أهم شيء هو زرع الثقة في نفسه فمن دون الثقة سيصبح مكبّلاً بقيود الخوف و التردد و محاطاً بمشاعر الفشل و الخيبة. فلنحافظ على علاقتنا طيبة و نشجع أبناءنا على رسم مستقبل أفضل، يحقق النجاح في الدنيا و الفوز و الفلاح في الآخرة.

عن المؤلف

كرار المدني/ طالب في كلية الإدارة والاقتصاد

اترك تعليقا