إضاءات تدبریة

سلسلة البشير النذير (5) .. تصحيح الصحاح أولاً

بين يديْ الطوائف الإسلامية، ستة كتبِ حديثٍ مشهورة، يُطلقون عليها عنوان “الصحاح الستة”؛ و هي: صحيح البخاري، و صحيح مسلم، و سنن أبي داوود، و الجامع للترمذي، و سنن النَسائي، و سنن إبن ماجة، و أضاف بعضهم كتاب “سنن الدارمي”؛ لتصبح سبعة كتبِ حديثٍ صحاح عند بعضهم.

و أما كتبنا الحديثية المعتبرة ـ نحن الشيعة الإمامية ـ فهي أربعة فقط، و نُطلق عليها عنوان”الكتب الأربعة”، و لا نقول عنها بأنها ” صحاح”؛ و تفصيل ذلك مذكور في محله.

و هذه الكتب الأربعة هي: الكافي للشيخ الكليني، و تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي، و الإستبصار  للشيخ الطوسي، أيضا، و من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق. في كتب الصحاح تلك، و كذا في الكتب الأربعة هذه، وصف دقيق لشمائل الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، و شرح وافٍ عن حياته الشريفة.

و معلوم أن الأحاديث الواردة في تلك الصحاح ليست من طريق أهل البيت، عليهم السلام، الذين هم أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي و التنزيل؛ و لذا فإنها قد لا ترسم الصورة الحقيقية و الواقعية لحياة الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، كما هي؛ فينقلب الأمر – بطبيعة الحال – إلى نوع إساءة.

و في الغرب – كما في فرنسا الآن، و في الدانمارك سابقا – يظهر، بين الفينة و الأخرى، رسام مسيء، أو كاتب مسيء، أو منتج فلم مسيء؛ و هم – في الغالب – يستوحون أفكار رسومهم، و مؤلفاتهم، و أفلامهم، من بعض تلك الأحاديث الواردة في بعض تلك الصحاح؛ لا في الكتب الأربعة.

و من نافلة القول أننا – هنا – لسنا في مقام التبرير، أبدا؛ فلا نريد أن نبرر هذه الإساءات لمقام الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، إطلاقا؛ فهي مدانة في كل القوانين و الشرائع؛ و لكننا في مقام التوضح.

نعم؛ يوجد هناك من يرسم الكاريكاتير المسيء، و يؤلف الكتاب المسيء، و ينتج الفلم المسيء من” عِندِياته”، و من” بُناة أفكاره”؛ فهذا  معتوه حقا، و عمله مُدان بلا شك.

إذن؛ على علماء الطوائف الإسلامية أن يبادروا – سريعا – إلى تصحيح صحاحهم أولا، على أن يكون التصحيح وفقا لأحاديث أهل البيت، عليهم السلام، و زياراتهم، و أدعيتهم، و خطبهم، و كلماتهم، و وصاياهم،  و مكاتيبهم، و لن  يجدوا طريقا لتحقيق هذا الهدف المتوخى سوى طريق أهل البيت، عليهم السلام، فقط، و إلا فإنهم سيكونون كمن يفسر الماء، بعد الجهد، بالماء!

إنه عمل مؤسسي كبير بلا شك؛ و لكنهم يملكون الإمكانيات اللازمة؛ فليبدؤوا بالخطوة الأولى، و الله هو الموفق و هو المستعان.

 

عن المؤلف

جواد السيد سجاد الرضوي

اترك تعليقا